«رحاب»: زوجى حلق شعره عشان ما أحسّش بفرق وترك عمله لمرافقتى فى جلسات «الكيماوى»
السيدة الأربعينية «رحاب»
«بمساعدة جوزى ليا أنا دلوقتى موجودة فى الدنيا».. بنبرات حزينة تروى «رحاب» دور زوجها الفارق فى حياتها، الذى كان مصدر الطاقة والأمل لها فى مواجهة السرطان، مؤكدة أنه لولا دعمه لها لم تكن تكمل علاجها، أو أن تغير نظرتها للحياة من اليأس إلى الأمل.
رحاب عمرو، 47 عاماً، علمت بمرضها منذ 3 سنوات، وقع عليها نبأ إصابتها بالسرطان كالصاعقة، وكانت صدمة كبيرة لها، مساعدة زوجها وإخوتها بدأت رحلة علاجها، كيماوى وجلسات الإشعاع، وحالياً فى مرحلة المتابعة.
مساندة الزوج كانت فارقة فى مصير «رحاب»، فلم يتخلّ عنها فى محنة مرضها، بل قدم لها يد العون وساعدها لتخطى أزمتها الصحية، ومواجهة ذلك الضيف الثقيل يداً بيد مع أسرتها، فكان السند والدعم ومصدر القوة لها، لتبدأ كفاحها ضد المرض اللعين وتنتصر عليه، بحسب ما قالته «رحاب» لـ«الوطن».
تحكى السيدة الأربعينية أن الدعم النفسى المقدم من زوجها ومؤسسة «صاحبة السعادة» كان له عامل كبير فى تخطى عقبتها، خصوصاً أنها فى بداية مرحلة علاجها فقدت والدها، سندها الأول فى الحياة، وكانت الصدمة الثانية لها بعد معرفتها بتشخيص حالتها، فرفضت إكمال مرحلة علاجها، وارتدت الملابس السوداء وأصبحت منطوية، إلا أنّ زوجها ودعمه لها جعلها تتراجع عن قرارها، وتبدأ مشوارها، وتنظر للحياة من منظور مختلف «لأ لازم أكمل عشان عيالى، فيه زوج واقف جنبى ومحتاجنى، ولازم أكمل معاهم العيشة مش هتقف لحد كده». وافقت «رحاب» على الخضوع لجلسات الدعم فى المؤسسة بتشجيع من زوجها، «بدأت الرحلة بالخروج معاً والحديث مع الناس والتعرف على ناس جديد، وبدأت الحياة تتغير، من وقت هقضيه، إلى الخروج وتكوين صداقات مع محاربات جدد، وشفت أماكن جديدة، لازم أكون قوية».
«الخلايا مش كويسة» كانت أولى الكلمات التى تلقت بها «رحاب» نبأ مرضها، وحينما سألت عن معنى ما قاله الطبيب، كانت الإجابة الصادمة.. «سرطان»، كلمة ثقيلة خصوصاً أنها مرت بهذه التجربة من قبل فى عائلتها، فقد كانت عمتها مصابة بهذا المرض، وكانت على علم بالمعاناة التى مرت بها، فحينما سمعت الكلمة لم يكن وقعها عليها سهلاً، ومر شريط معاناة عمتها أمامها، كما لو كانت حاضرة. انهارت «رحاب» من البكاء، وحينما أراد زوجها أن تكف، أخبرها الطبيب بأن يتركها تبكى، فلا أحد يستطيع أن يدرك بما تشعر به حينها، وعندما علمت أنها ستتلقى العلاج الكيماوى فكرت فى مظهرها، وشبح سقوط شعرها، وتغيُّر ملامحها، فرفضت أن تكمل، وأخبرها زوجها بأنها ستواجه المرض، وستتخطى هذه المشكلة، إلا أن حالة عمتها التى وافتها المنية بسبب هذا المرض الخبيث، كانت حاضرة أمامها، لكن وقوف زوجها معها أثناها عن قرار رفضها للعلاج.
تصف «رحاب» ما مرت به، أثناء تلقيها جلسات الكيماوى، فكان زوجها مثل يديها وقدميها، يقوم بكل أعمال المنزل، دون كلل، إضافة إلى مراعاة طفليها اللذين يدرسان بالمرحلة الابتدائية، وغسل ملابسهما، لأنها فى تلك الفترة لم تكن تستطيع الحركة: «جوزى كان عارف إن أنا ما بحبش حد يعمل حاجة فى البيت، فكان بيقوم بدرى، يعمل كل شغل البيت، علشان لما كان بييجى حد يقوله مفيش حاجة، والدنيا مظبوطة».
لم يتردد الزوج لحظة فى ترك عمله، لرعاية شريكة حياته والوقوف معاها: «فى الفترة دى جوزى كان شغال فنى فى شركة، وبسبب إنه كان بييجى مع المستشفى كتير الشركة خيّرته، ما ينفعش إنه يغيب تانى، يا إما هيتفصل، فقرر إنه يسيب الشغل، عشان يفضل معايا وما يسبنيش آخد الجلسات لوحدى».
السيدة الأربعينية: «وقوفه بجانبى أنقذنى وبعد ربنا وبمساعدة جوزى أنا دلوقتى موجودة فى الدنيا»
تقول إنّ أخاها عرض على زوجها أن يكون برفقة شقيقته فى جلسات الكيماوى، ويتفرغ هو لعمله، إلا أنّه رفض بشدة وأصرّ على أن يصطحبها فى كل جلسة: «بعد ربنا وبمساعدة جوزى، أنا دلوقتى موجودة فى الدنيا».
وتروى «رحاب» أنها بعد تلقيها الجرعات الأولى من العلاج الكيماوى، بدأ شعرها يتساقط، لكن زوجها وأخاها تضامنا معها وقررا حلاقة رأسيهما «زيرو»، «راحوا شالوا شعرهم خالص علشان ما أحسش إن فيه فرق».
وتكمل الزوجة حديثها: «ولادى فى الفترة دى كانوا مشتركين فى مسلسل (حلاوة الدنيا) وكان بيتذاع فى رمضان قبل ما أتعب على طول، وكانت هند صبرى عندها إصابة بالسرطان، لما كانوا بيشوفوها بتقص شعرها ويشوفونى يزعلوا، لكن باباهم وجدّهم كانوا بيخففوا عنهم».
لم يكن ما تتعرض له الأم هيناً على طفلى «رحاب»: «الولاد كانوا بيتفرجوا على المسلسل ويبصولى ويشوفوا اللى بيحصل، كانوا بيدمعوا، والموضوع ده أثر معايا فى الأول، لحد ما أنا بقيت أضحك معاهم، وآخد الموضوع بهزار، علشان ما يضايقوش».