«اتكلمي».. تأهيل ضحايا التحرش وهتك العرض والابتزاز الإلكتروني
نستقبل 1200 شكوى يومياً وهدفنا الأمان للنساء
مبادرة اتكلمي
تابعت «جهاد» أحداث قضية أحمد بسام زكى، المتهم بالتحرش وهتك عرض عدد كبير من الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لكنها فوجئت بهجوم البعض على الفتيات واعتبار أن شكل ملابسهن هو المحرك الرئيسى وراء تلك الجرائم، ليتملكها شعور بالغضب كان دافعاً لكى تطلق نداءً فى الواقع الافتراضى تدعو فيه الفتيات والنساء من مختلف الأعمار إلى ذكر مواقف تعرّضن فيها للتحرش رغم ارتدائهن ملابسهن محتشمة، وبالفعل انهالت عليها 8 آلاف حكاية مليئة بالشجن وقلة الحيلة التى جعلتها فى النهاية تقرر إطلاق مبادرة «اتكلمى» أو «speak up»؛ لمساعدة النساء على مواجهة التحرش قانونياً ونفسياً.
«كانت الرسائل مليئة بالكثير من الوجع من فتيات تعرّضن للتحرش وأحياناً الاغتصاب، ولا يجدن أى سبيل للخروج من هذا النفق المظلم، وكان الحكى بالنسبة لهن متنفساً، فكانت المبادرة بمثابة طوق نجاة أحاول به مساعدة هؤلاء الفتيات ونقدم الدعم لأى ضحية تحرش بكل أنواعه، جسدياً أو إلكترونياً، ثم طورنا المبادرة لتقديم الدعم للسيدات اللاتى تعرّضن للاغتصاب أو الختان»، كلمات جهاد حمدى، 27 عاماً، التى تعمل طبيبة أسنان حول المبادرة التى انطلقت منذ عام ونصف العام، ولكنها حقّقت انتشاراً كبيراً بين النساء، على حد قولها.
تعتبر «جهاد» أن أولى خطوات مواجهة التحرش وخلق مجتمع آمن للنساء هى سماعهن وتصديقهن، لأن الشعور بالخزى يجعلهن غير قادرات على مواصلة حياتهن، وهو ما دفعها لاختيار «اتكلمى» اسماً للمبادرة: «أحياناً تحتاج المرأة لأن تشعر بأنها ليست وحيدة، وأن هناك من يسمعها ويساعدها على المرور من أزمتها النفسية، التى خلقها التحرش أو الاعتداء عليها».
«جهاد»: أطلقنا موقعاً لتلقى الشكاوى وتقديم المساعدة القانونية.. ونوفر مراكز للعلاج النفسى
بعد مرور فترة على إطلاق المبادرة، وجدت «جهاد» أنه حان الوقت لتقدم المبادرة الدعم الكامل لضحايا التحرش والابتزاز الإلكترونى والاغتصاب، وليس فقط مجرد سماع حكاياتهن، فأطلقت موقعاً إلكترونياً كاملاً يقدم جميع أشكال المساعدة التى قد تحتاجها الضحايا: «الحكى ضرورى بالطبع، ولكن هناك ضحايا وصلن إلى درجة متقدّمة من الحزن والوجع تحتاج إلى شكل أعمق فى العلاج، لذا أطلقنا الموقع الذى يقدم اختيارات للضحية تحت عنوان مركز المساعدة للحصول على دعم قانونى أو علاج نفسى من آثار الصدمة، أو أحياناً الكشف عند طبيب أو تقديم بلاغات للجهات الرسمية، وكل ذلك يتم الاستجابة له سريعاً من خلال متطوعين». تستقبل المبادرة فى اليوم الواحد أحياناً 1200 شكوى، تتولى «جهاد» مع صديقة لها الرد عليها وتقديم المساعدة المناسبة لأصحابها، أو تحويلها للجهة المنوط بها التعامل معها، وهى لا تنسى خلال عملية استقبال حالات أن تنشر التوعية بين النساء بكيفية مواجهة التحرش والعنف القائم على أساس الجنس، ومتابعة قضايا التحرش التى أثارت الرأى العام، والنشر عنها، مما عرّضها للتهديد من أهالى المتحرشين الذين تكتب عنهم: «عدم الخوف والحكى هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة انتشار التحرش، وأن يشعر النساء بالأمن فى المجتمع، وهو ما نحاول فعله، لأن المرأة هى الأرض التى يستند عليها المجتمع فى نهضته».