رائحة الموت في كل مكان.. كيف يعيش الجنود الأوكران لحظاتهم الأخيرة أثناء الحرب؟
ضابط أوكراني في وسط النار: إما ننتصر أو تأكل جثثنا الكلاب
الحرب الروسية الأوكرانية
«لقد قتل والدي منذ ساعات لكني هنا من أجل أوكرانيا وعائلتي».. بتلك الكلمات القاسية لخص الملازم يفجين جرومادسكي معاناته خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه لا وقت لديهم للحزن على الرفقاء، فالحرب التي بدأت على غفلة لن تسمح لهم بالتراجع أو ترك أماكنهم، أو تأبين موتاهم، حتى ينتهي ذلك الكابوس الذي يشاركون فيه بمعدات أقل تطورًا من تلك التي يمتلكها الطرف الآخر، وفقًا لما نشرته وكالة «بي بي سي» البريطانية.
الزمن أول ضحية للحرب
قال الضابط الأوكراني، البالغ من العمر 21 عامًا، إن الأسبوعين الماضيين مرا عليهما وكأنهما دهرًا، فمنذ أن أطلقت روسيا أولى صواريخها والوقت منعدم، فإن سألت أحد الجنود كم اليوم أو منذ متى بدأت الحرب، ستجد إجابات كثيرة إلا تلك التي تبحث عنها، مؤكدًا أن كل ما يعلمونه هو أن بلادهم في خطر وكل ما عليهم هو الدفاع عنها أو الموت وترك أماكنهم لأبطال آخرين.
وأضاف «جرومادسكي»، أن القوات الروسية تراقب خطوط القوات الأوكرانية باستمرار وتعلم جيدًا أماكن تمركزهم، متابعًا : «لدينا معارك دبابات مباشرة معهم، فهم يطلقون في البداية قذائف الهاون، ثم تتحول المعركة للدبابات»، بحسب ما نشرته «بي بي سي».
المصير واحد للجميع .. الأوكران والروس تحت خط النار ذاته
«في خاركيف بات الأمر مقلقًا، وتزايدت حدة المأساة التي يعانيها الجميع، فالقواتان الروسية والأوكرانية يواجهان المصير ذاته، فلابد حتى ينتصر طرف يُقتل الأخر ويُدفن بالجليد وربما ستكون جثته غذاءً جيدًا للكلاب».. هكذا وصف الضابط الأوكراني الأوضاع على خطوط النار هناك.
وحول نوعية الأسلحة التي يستخدمونها في حربهم تلك، أشار الضابط الأوكراني جرومادسكي، إلى أنها صواريخ جافلين أمريكية الصنع مكتوب على غلافها «لوكهيد مارتن، تكساس»، إلى جانب أخرى من الجيل الثاني البريطانية المضادة للدبابات «إن إل إيه دابليو»، مضيفًا: «اننا ندافع بشكل جيد ولن نستسلم حتى بدون أسلحة».
رائحة الموت في كل مكان
ويصف التقرير البريطاني، حالة الجنود والمدنيين الأوكرانيين على خط النار في خاركييف، مؤكدًا: «رائحة الموت في كل مكان، المدينة التي كانت تزخم بنحو 1.500000 مواطن، باتت خالية تمامًا، سوى من بعض الجنود والمستشفيات التي تستقبل ضحايا الحرب».
وأضاف التقرير، أن الروح القتالية لدى الجنود الأوكرانيين رغم ضعف الأسلحة والمعدات والإمكانيات، ستنتصر في أي لحظة؛ لأنهم يؤمنون بأنهم يدافعون عن وطنهم وأحلامهم وأبنائهم، فاتخذوا من أجسادهم سلاحًا جديدًا يواجهون به صواريخ ودبابات القوات الروسية.