فوانيس من البامبو مُزينة بالأنوار والألوان المبهجة، صنعتها مجموعة من فاقدى البصر بجمعية «دنيتنا» للمكفوفين، احتفالاً بقدوم شهر رمضان المبارك، لتخرج من تحت أيديهم تحف فنية بمختلف الأحجام، خطفت الأنظار من شدة الدقة والإبداع.
«ناس كتير ما بتصدقش إن الشغل ده لمكفوفين، عشان كده بنصوّرهم فيديو وهما بيشتغلوا»، تقولها حنان حشيش، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وتروى تفاصيل الورشة الاستثنائية التى تنطلق قبل رمضان، لصنع أشهر ما يميز هذا الشهر، وهو الفوانيس التى تزين وتضىء كل الشوارع والبيوت، لافتة إلى أن منتجاتهم يتم إنتاجها بإتقان شديد على يد مجموعة من الشباب من الجنسين، تحت إشراف مدربين من المكفوفين أيضاً: «عندنا شباب صغير فى ثانوية عامة، ومتزوجين لهم أسر وكلهم بيحبوا شغلهم وبيبدعوا فيه، وإحنا بنشجّعهم طول الوقت».
تهتم الجمعية بالمكفوفين وضعاف البصر فى كافة المجالات، وتساعدهم على إيجاد فرص عمل تدر لهم دخلاً، من خلال الأعمال اليدوية، التى تتمثل فى حرف البامبو والسجاد اليدوى والكليم والمكرمية، بحسب «حنان»: «بنعلّمهم الحرف دى عشان يعتمدوا على نفسهم بعد كده، ويكون عندهم شغل خاص»، مؤكدة أن منتجات الجمعية يتم التسويق لها عن طريق المشاركة فى معارض أو عرضها على مواقع التواصل الاجتماعى: «الناس بتكون مبهورة بشغلهم، وفيه إقبال كبير على الفوانيس».
أسعارها تبدأ من 150 جنيهاً
تبدأ أسعار الفوانيس من 150 إلى 290 جنيهاً، حسب الحجم، حيث أشارت «حنان» إلى أن البيع يكون بسعر التكلفة فقط، لتشجيع الناس على الشراء، ورفع الروح المعنوية للشباب: «لما بيعرفوا إن شغلهم بيتباع بيفرحوا جداً وبيفرق فى نفسيتهم وبيتشجعوا على الشغل أكتر».
وتحكى رئيس الجمعية أن الشباب فى الورشة يشعرون بحماس شديد، وسعداء بالعيش فى الأجواء الرمضانية، وصنع فوانيس مزينة بشرائط القماش الملون والإنارة: «نبدأ شغل كل يوم من 10 الصبح لـ4 العصر، وفيه عربية بتنقل الشباب وترجّعهم تانى بالمجان لحد البيت»، لافتة إلى أن الجمعية تضم 70 مكفوفاً، جميعهم ملتحقون بورش حرف يدوية للاعتماد على أنفسهم، وتوفير دخل ثابت لهم: «بندّيلهم كمان حافز، عشان نشجعهم ونخليهم يحبوا ييجوا».
يشارك محمد مرسى، 35 عاماً، فى ورشة البامبو منذ شهرين، وبدأ يتعلم سريعاً تفاصيل الحرفة، حتى تطور مستواه وأصبح متمكناً، ما جعله يشارك فى عمل فوانيس رمضان من البامبو، وأنتج حتى الآن قطعتين: «الفانوس بياخد منى يوم أو يوم ونص، ومبسوط إن شغلنا بيتشاف ويعجب الناس»، يتفنن فى صنع الفانوس واختيار الإضاءة له، بينما يحرص على وضع لمبة بدرجة حرارة منخفضة بداخله: «عشان القش اللى بنستخدمه والبامبو ما يسخنش، ويكون آمن فى الاستخدام، والشغل بيخلّينا نعيش أجواء رمضان من بدرى».
يشيد «محمد» بدور الجمعية فى توفير بدل انتقال له والخامات والأدوات المختلفة، لتشجيعهم على صنع الأشكال المختلفة: «إحنا بنعمل شغل كتير بالبامبو مش فوانيس بس، لكن الفترة دى مركزين عشان رمضان على الأبواب».
تعليقات الفيسبوك