الاتصالات: زيادة نسب استخدام الإنترنت في مصر لـ100% بعد كورونا
جانب من الاجتماع
قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنّ الجائحة أسهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي، ونمو الطلب على صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أنّ أبرز سمات الواقع الجديد بعد الجائحة، تمثل في تكريس أهمية التحول الرقمي كنموذج عمل أساسي ومحرك لتنمية أعمال القطاع الخاص، إضافة إلى تغير طبيعة الوظائف في ضوء التوقعات بنمو الطلب على المتخصصين في علوم البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الوظائف التكنولوجية.
أهمية البيانات في رحلة التقدم
وأضاف طلعت، خلال كلمته في ندوة «مصر الرقمية.. رؤية وتنفيذ»، التي نظمتها الجامعة الألمانية في القاهرة أمس، بحضور الدكتور ياسر حجازي، رئيس الجامعة، والسفيرة نهاد زكري، مدير إدارة تخطيط السياسات الدولية بالجامعة، وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة، أنّ العصر الحالي يشهد تناميًا في أهمية البيانات كثروة محركة للتقدم وخدمة المواطنين، فيما يبرز تحدي التأكد من دقة البيانات؛ حيث زادت الحاجة إلى نظم الذكاء الاصطناعي لمضاهاة البيانات وتصحيحها على نحو رقمي.
70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة عالميًّا اتجهت للتحول الرقمي
وأكد وزير الاتصالات أنّ التحول الرقمي هو الدعامة الأساسية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة ومواجهة تحديات المناخ، وزيادة كفاءة المنظومات الإدارية وتوفير فرص العمل، موضحًا أنّه وفقًا لتحليلات بيوت الخبرة، قلّصت الجائحة مدة عملية تبني التكنولوجيا للأفراد والشركات إلى خُمس المدة المطلوبة قبل الجائحة، ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي، فإنّ 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة عالميًّا كثفت جهودها للتحول الرقمي.
ولفت إلى أنّ الإحصاءات المختلفة أظهرت زيادة نسب استخدام الإنترنت أثناء الجائحة بنسب بين 50 و70%، مقارنة بمستويات الاستخدام قبل الجائحة، فضلًا عن تنامي استهلاك المواطنين للمحتوى الرقمي، وبناء الشركات والأفراد للمنصات الرقمية، مشيرًا إلى أنّه مع بداية الجائحة زادت نسب استخدام الإنترنت في مصر بنسبة 100%، فيما زادت ساعات الذروة من 3 ساعات إلى 16-18 ساعة.
وأشار طلعت إلى أنّ العالم يشهد تغيرًا في ديناميكيات العمل والأنشطة الاقتصادية، ما نتج عنه إعادة تشكيل تفضيلات الأفراد وأولويات القطاعات المختلفة، وزيادة التوجه نحو العمل عن بُعد على مستوى العالم، ليصل -وفقًا لاستطلاع أجراه أحد بيوت الخبرة- إلى 60%، وتعاظمت أهمية مراكز البيانات والحوسبة السحابية، وزاد التوجه نحو التحول الرقمي في التعليم في ضوء التوقعات باستمرار نظام التعليم الهجين، كما تعاظمت أهمية المهارات الرقمية بمختلف مستوياتها، موضحًا أنّ الجائحة استحدثت متطلبات لتسهيل حياة المواطنين شملت توفير الخدمات الرقمية، وإتاحة النفاذ للإنترنت، وإيجاد آليات للعمل عن بُعد، فضلًا عن زيادة الاهتمام بالابتكار والتدريب.
واستعرض الوزير الجهود التي بذلتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لمواكبة متطلبات الواقع الجديد، من خلال العمل على التحول إلى مجتمع رقمي متكامل؛ حيث جرى إطلاق أكثر من 125 خدمة حكومية على منصة مصر الرقمية، كما يتم العمل على انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة كحكومة تشاركية لاورقية، إضافة إلى تطوير تطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي بمركز الابتكار التطبيقي.
ربط قرى حياة كريمة بكابلات الألياف الضوئية
وأكد أنّه في إطار العمل على إتاحة النفاذ إلى الإنترنت، جرى رفع كفاءة الشبكة من خلال مشروع بدأ تنفيذه مع أوائل 2019 لتطوير البنية التحتية المعلوماتية، بما أسهم في تضاعف سرعة الإنترنت نحو 8 أضعاف، لتصبح مصر الأولى في أفريقيا في سرعة الإنترنت، فضلًا عن بدء مشروع يستهدف ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية، لتوصيل الإنترنت فائق السرعة لـ3.5 مليون منزل لخدمة 60 مليون مواطن في قرى مبادرة «حياة كريمة» خلال 3 سنوات.
وأضاف طلعت أنّه جار العمل على تهيئة البيئة المحفزة للابتكار وإتاحة التدريب المتخصص للشباب في المحافظات، حيث جرى إنشاء 7 مراكز إبداع كمرحلة أولى ويتم حاليًّا إنشاء 14 مركزًا جديدًا كمرحلة ثانية، وجرى مضاعفة أعداد المتدربين على المهارات الرقمية 50 ضعفًا، وزادت ميزانية التدريب التقني 22 ضعفًا خلال 3 سنوات، لتصل إلى مستهدف 200 ألف متدرب بميزانية 1.1 مليار جنيه خلال العام المالي الحالي، كما جرى إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية، وإطلاق المبادرات التي تهدف إلى صقل مهارات الشباب في العمل الحر وتشجيعهم على العمل عن بُعد ومنها مبادرة «مستقبلنا رقمي».
مصر الرقمية
وعقب كلمته؛ دار حوار مفتوح بين الوزير والطلاب الحاضرين، حيث جرى طرح عدد من الاستفسارات والأسئلة بشأن استراتيجية مصر الرقمية، وردًّا على استفسار بشأن الاعتماد على البيانات لاتخاذ القرارات، أشار طلعت إلى أنّ التحول الرقمي ضرورة حتمية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وحوكمة الأداء ودعم اتخاذ القرار بصورة أكثر دقة بناء على أسس علمية سليمة.
وفيما يتعلق بالتخصصات ذات الأولوية، أوضح الدكتور عمرو طلعت أنّ هناك منظومة هرمية من التخصصات التي يتم التركيز عليها؛ مشيرًا إلى الاهتمام ببناء المنظومات البرمجية ثم الصعود في سلم القيمة إلى تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ثم الصعود في سلم القيمة إلى صناعة مراكز البيانات والتصميم الإلكتروني والبرامج المدمجة.
وتابع أنّه يتم إنشاء مركز في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة للتصميم الإلكتروني، يضم 4 معامل، وسيتم من خلاله استضافة الشركات العاملة في هذا المجال؛ داعيًا الشباب إلى المشاركة في مبادرات وبرامج الوزارة لبناء القدرات الرقمية والتي تتميز بتنوعها واختلاف مستوياتها بحيث تشمل التخصصات كافة.
تمكين المرأة من العمل عن بُعد
وعن مساهمة المرأة في العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أكد الدكتور عمرو طلعت أنّ المرأة المصرية قادرة على المنافسة في سوق العمل وتولي المناصب القيادية، مشيرًا إلى أنّ المبادرات التي تقدمها الوزارة وترتكز على التعليم عن بُعد والتدريب الهجين، تسهم في تمكين المرأة من التدريب والعمل عن بُعد، وبالتالي مساعدتها لمواجهة التحدي الخاص بالوفاء بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه أسرتها وتحقيق رغبتها في بناء مستقبلها.
وأجاب الدكتور عمرو طلعت عن استفسار بشأن آليات جذب الشركات العالمية للتوسع في مصر؛ حيث أوضح جهود الوزارة في زيادة أعداد الكوادر البشرية المدربة بشكل احترافي لتوفير المهارات التي تتطلبها الشركات، خاصة أنّ الكثير من الشركات الكبرى لها مراكز للتعهيد في مصر، تعتمد فيها على الخبرات المصرية.