تمثال الحرية
أصبح من معالم أمريكا رغم أصوله المصرية، وذلك بعد أن رفضته مصر بسبب تكلفته الباهظة قبل أعوام من تصنيع تمثال «ديليسبس»، لذا يبقى السؤال الذي يتبادر إلى ذهنك سريعًا وهو أين يقع تمثال الحرية، هل في مصر أم في أمريكا كما كان شائعًا.
وكانت حكومة المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، كشفت بأنّ مصر رفضت «تمثال الحرية» قبل أعوام من تصنيع تمثال «ديليسبس»، ليوضع في المكان المقترح لـ«تمثال الحرية» في المدخل الشمالي لقناة السويس.
وإذا كنت تتساءل أين يقع تمثال الحرية، فهذا التمثال هو أحد معالم الولايات المتحدة الأمريكية الشهيرة، ويقع تحديدًا في خليج نيويورك بولاية نيويورك الأمريكية، إذ كان تمثال الحرية عملًا فنيًا جرى إهدائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير رسمي في 28 أكتوبر عام 1886، كهدية تذكارية بهدف تعزيز الصداقة بين فرنسا وأمريكا.
وبحسب موقع «فرانس 24»، كشف باري مروينو، والذي اشتهر بتأليف عدة كتب حول تمثال الحرية، رمز مدينة نيويورك، أن مهندس التمثال، الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي، استوحى فكرة تصميمه من شكل «فلاحة مصرية محجبة» وذلك في أثناء زيارته لمصر في العامين 1855 و1856.
وعندما قامت السلطات المصرية بإطلاق استدراج للعروض خلال عام 1869 لتشييد منارة على قناة السويس، اقترح حينها بارتولدي تصميما يُحاكي شكل امرأة محجبة تحمل مشعلًا، في إشارة إلى «مصر التي حملت النور إلى آسيا».
وجرى تصميم التمثال على يد المصمم الفرنسي بارتفاع حوالي 26 مترًا يوضع على قاعدة بارتفاع 14.5 مترا، كما وضع عدة تصاميم للتمثال يظهر خلالها يجسد فلاحة عربية ثم تدرج إلى ما يشبه الآلهة الأسطورية، وذلك بحسب إدوارد بيرينسون، مؤلف كتاب عن تمثال الحرية نشرته جامعة «يال» عام 2012.
وعندما فشل المهندس الفرنسي في إقناع مصر بتصميمه لـ قناة السويس، أعاد تدوير الفكرة ذاتها في تصميم تمثال الحرية عام 1870، وهو هدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة، ودشن في العام 1886 تجسيدًا «للنور الذي يشع على العالم».
وجرى الانتهاء من أعمال تصميم التمثال في فرنسا عام 1884، ليتم بعدها شحن التمثال على الباخرة الفرنسية إيزري، ووصلت إلى ميناء نيويورك عام 1885، وتم تفكيك التمثال إلى نحو 350 قطعة وضعت في 214 صندوقا لتخزينها لحين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها والتي انتهت في وقت لاحق لوصول التمثال.
أما في عام 1886 «بعد انتهاء اكتمال بناء قاعدة التمثال 6 أشهر»، افتتح الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند التمثال في احتفال كبير، وألقى فيه السيناتور وعمدة نيويورك الذي قاد حملة التبرعات كلمة بهذه المناسبة.
وبعد الأحداث التي شهدها العالم في 11 سبتمبر 2001، قررت السلطات الأمريكية إغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية وتطويرها، ثم أعيد افتتاح الجزء الخارجي في 20 ديسمبر 2001، في حين ظلت باقي الأجزاء مغلقة حتى تم افتتاح القاعدة مرة أخرى للجمهور في عام 2004، أي بعد حوالي 3 سنوات من الإغلاق، لكن لا يـُسمح بعد بالدخول إليه، ويخضع الزائرون للتفتيش الأمني الذي يشبه ذلك المعمول به في المطارات ضمن الإجراءات الأمنية الجديدة.
وإذا أجابتك السطور السابقة عن سؤالك أين يقع تمثال الحرية، يجدر بك أن تعرف أنّ التمثال يرتكز على قاعدة أسمنتية جرانيتية يبلغ عرضها 47 مترًا، ويبلغ طوله نحو 46 مترًا من القدم إلى أعلى المشعل، أما الطول الكلي بالقاعدة يبلغ حوالي 93 مترًا، ويتكون من ألواح نحاسية بسمك 2.5 مم (0.01 إنش) مثبتة على الهيكل الحديدي، ويزن إجماليًا 125 طن، بحسب «سكاي نيوز».
تعليقات الفيسبوك