لم ينس فنه وتعاهد على الموت بينما يمارسه، حيث يجلس مكرم إبراهيم على أريكة في شارع المعز ينبعث من وجهه الرضا، يخط بقلمه، ورغم بلوغه سن الـ70 إلا أنه قادر على أن يرسم كما لو كان في شبابه وبقدرة لا يتخيلها العقل فينهي عمله في 10 دقائق فقط.
كانت بداية «مكرم» الحقيقية بعد حصوله على بكالوريوس فنون، وبسبب مهاراته التي أثبتها للجميع تم تعيينه معلم رسم في إحدى المدارس الحكومية، ليتربى على يده كثير من الأجيال التي عشقت الفن وأصبحت تسير على خطاه، وبالإخلاص والكفاءة في العمل حصل «مكرم» على ترقية إلى «موجه»، إلا أن العمر جرى حتى بلغ سن المعاش، ولكن روح الفن ظلت بداخله تحرك نبض قلبه وتشجعه على الاستمرار: «الموضوع بدأ معايا من دراستي اللي كانت سبب إني أكمل حتى بعد ما طلعت معاش».
«مكرم» فنان المعز
رغم تقدم «مكرم» في العمر إلا أنه لم يأخذ شيئا من أبنائه، وقرر الاعتماد على فنه للإنفاق على زوجته، وذهب إلى شارع المعز بمحافظة القاهرة ليجلس على أريكة وفي يده الورقة والقلم ويرسم الشخص بطبيعته في 10 دقائق فقط: «عندي أربع ولاد بنتين معاهم بكالوريوس تجارة وولد معاه سياحة وفنادق والتاني ظابط مهندس، وعمري ما أخدت من حد جنيه عشان يعرفوا يجهزوا نفسهم ويتجوزوا مفيش غير بنت واحدة اللي اتجوزت والباقي لسه».
سعر الرسمة 200 جنيه
يستخدم «مكرم» مادة الفحم في الرسم لأنها أكثر عمرا ويصعب محوها، ويختلف سعر الرسمة حسب الأحجام ويزيد الطلب من العرب أكثر من المصريين: «بقعد الشخص قدامي وأرسم، بعمل الصورة بالمقاس يعني اللي حجمها 25 في 35 بـ200 جنيه والكبيرة بـ400 جنيه، وبعمل كذا واحدة في اليوم من أول 2 لحد 5 وساعات الشغل بيبقى قليل وممكن معملش ولا واحدة، والطلب أكتر من العرب».
تعليقات الفيسبوك