بالفيديو | الباشمهندس «محمود» القهوجى يسأل نفسه وهو يقلّب «الشاى»:هوه أنا ليه ما بحبش مصر؟!
لا تُلقِ السلام وأنت تطأ هذا المكان.. فهنا «دار السلام».. صحيح أن السلام عزيزٌ على أهلها، إلا أن «الاسم» يكفى كى تستمر الحياة!
ادخل بقدمك اليمنى أو اليسرى.. لا فرق.. فالاتجاهات هنا تقود إلى أحد طريقين: الموت العابر فى صمت.. أو كتلة بشرية تفوح منها رائحة العرق ودخان الكبت، تأخذك إلى المرض الصامت أو السجن بتهمة خطيرة «قسط شهرى 70 جنيه»!
يؤمن المرء هنا أن المصائر واحدة.. لِمَ لا، وقد جمعتهم جدران الخوف والفقر والعجز؟ كيف يختلف مصير «حسنى على سيد» القهوجى عن «أحمد حسين» الشاب الثائر على كل شىء؟! «حسنى» يطلق ضحكة رنانة تغطى على «كركرة» الشيشة، وهو يتجول بين «الزبائن»، غير أنه يخلو مع نفسه لحظات خلف «النصبة» ليطرح سؤالاً يرتطم بـ«حجر المعسّل»، ويرتد إلى صدره: «هو أنا لو مرضت أو عجزت، وتوقفَت يومية الـ30 جنيه، مين هيأكّل أمى وأم زوجتى وأبنائى وزوجتى»؟! لا يفكر «حسنى» كثيراً.. أسأله: لماذا؟! فيجيب: «علشان أنا من يوم ما اتولدت ما حدش جاوب على سؤال واحد فى حياتى»!
يتركنى «حسنى» مهرولاً: «أيوه جاى».. ولكن «أحمد» الثائر يكاد ينحشر فى حلقى من فرط غضبه: «وأنا صغير كنت بحلم بحاجات كتير.. قلت لنفسى: يا واد مش معقولة هتفضل دار السلام كده لحد ما تبقى شاب.. أكيد حاجات كتير هتتغير.. المفاجأة إن كل حاجة اتغيرت.. أنا اتغيرت لأنى عجزت وأنا عمرى عشرين سنة.. والناس هنا اتغيرت لأن الستر بتاع زمان لم يعد يكفى مليون ونص بنى آدم عايشين هنا.. والمكان اتغير كمان.. حاسس إن دار السلام بتكرهنا.. الأرض نفسها مش عايزة تشيلنا.. أنا مش زعلان، لأنى عارف إن الحِمل تقيل، هىّ الأرض ذنبها إيه علشان تشيل كوارث إحنا اللى عملناها»؟![Image_2]
فاصل
«أحمد» نزل الثورة، وشارك فى كل «الجولات».. غير أنه الآن يجلس على القهوة يراقب كل من تعلموا مثله، فلا يندم على استمراره فى التعليم، لكنه يفكر دائماً فى أمر جلل: هل سأتجرع الشهادة الجامعية مع كوب شاى بحليب، ثم أعمل قهوجياً مثل أخى «محمود».. أم سيمنُّ الله -عز وجل- علىّ بثمن «توك توك» لأقطع شوارع دار السلام ليل نهار من أجل جنيهات قليلة من عرق الجيران»؟! لا يجد «أحمد» خياراً ثالثاً.. ربما لأن «دار السلام» لا تختلف كثيراً عن كل أحياء ومدن وقرى مصر.. يرى «أحمد» أن المشكلة ليست فيمن حكموا أو يحكمون البلد فقط، وإنما فينا جميعاً؛ لأننا لم نكمل طريقاً واحداً بدأناه، فمن أين تأتى الحلول والخيارات؟!
الطريق
«أحمد» الشقيق الأصغر لـ«محمود».. يقضى بعض وقته فى متابعة «محمود» وهو يعمل «قهوجياً» محترفاً.. أما أنا فقد ذهبت إلى «محمود» فى دار السلام، علّنى أقرأ فى وجهه ملامح الملايين مثله.. فهو بطل هذه الرحلة.. لماذا؟!
سأقول لكم حالاً..
فى الطريق إلى «دار السلام»، ستمر حتماً على كورنيش النيل.. هذا النهر الخالد -وفقاً لنظرية د. جمال حمدان- نفث من روحه فى عروقنا صبراً لا ينفد.. غرس فى أقدامنا سعياً لا يكلُّ نحو «الحد الأدنى» من الرزق.. «محمود» ابن شرعى للنيل.. لا يهزه الريح.. ولا ينضب حين يجف.. لكنه يرى نفسه ابناً «غير شرعى» لبلد لا يشبه نهره فى تدفقه، ولا فى امتداده.. «كيف أكون ابن البلد الذى خنق الأمل فى جوفى؟!».. يسأل «محمود» وهو يحاول أن يطيل رقبته لأعلى، علّه يرى أبراج «المعادى» المجاورة.. عين «محمود» لم تعد ترى أبعدَ من كوب الشاى وفنجان القهوة و«زهر الطاولة».. فكيف ينظر إلى «بُكرة»؟!
كان موعدنا «بُكرة».. اتصل بى لتأكيد الموعد.. «كانسلت» الاتصال حتى لا يدفع ثمن المكالمة.. اتصلت، فرد غاضباً: «عيب.. إحنا جدعان قوى.. مستنيك، بس اعمل حسابك هنتغدى سوا».. فى الطريق سألنا عن «مقهى الزعيم» فى قلب «دار السلام».. نظر إلينا سائق التاكسى بدهشة تخالطها شفقة «اوعى تدخل بالعربية جوّه.. الشوارع كلها حفر ومطبات وصرف صحى.. لو دخلت هتطلع على رجليك.. العربية هتتكسر».. «محمود» على الهاتف غاضباً مرة أخرى: «ازاى؟! ادخل بالعربية.. الطريق مسئوليتى.. حتى لو حكمت هنخليك تمشى بالعربية على الحيطة»![Quote_1]
ناصر
كل مقاهى دار السلام تعرف «المهندس محمود».. وكل موطئ قدم يحمل أثراً لـ«محمود».. فالرجل الذى ينحدر من عائلة أسيوطية، ويبلغ من العمر 33 عاماً، يعيش فى «دار السلام»، وكأنها «داره».. أنجبه والده ليصبح مواطناً صالحاً.. لذا فقد ألحقه بالتعليم.. قطعها «محمود» من مدرسة «عمر بن الخطاب» فى الابتدائى، إلى «عمار بن ياسر» فى الإعدادى إلى «الثانوية الناصرية»!
فاصل
«محمود» لا يعرف لماذا حملت المدرستان -الابتدائى والإعدادى- اسمى اثنين من الصحابة، ثم حملت المدرسة «الثانوى» اسم «ناصر».. سألنى: انت تعرف ليه؟! فأجبت: طبعاً لأ! فبادرنى بسرعة بديهة: يمكن علشان لازم نتعلم الدين والأخلاق فى الصغر و«الرجولة» فى الكبر..! نظرت إليه فى صمت دام لحظات، وقلت: تصدق ممكن؟! فأومأ برأسه إلى أعلى وأردف: والله بجد.. عبدالناصر ده كان راجل.. دكر.. وكمان عنده قلب ومشاعر.. عارف ليه؟! لأنه كان بيحس بالغلابة.. ولو كان عايش أكيد ما كانش هيرضى إنى أشتغل قهوجى!
هندسة
الشاب الذى أمامكم الآن درس «هندسة معمارية».. ظل يحلم لسنوات طويلة أن يبنى عمارات وأبراجاً وشققاً، علَّه -بعد تعب السنين- يحظى بشقة منها، حتى لو لم يحدث، يكفيه لقب «باشمهندس».. «بس اللقب لم يضِع».. يقول «محمود».. ويضيف: «الناس كلها هنا يقولون لى: (يا باشمهندس)».. ثم يصمت فى أسى ويكمل: «لكن بيقولولى: شاى يا باشمهندس.. قهوة يا باشمهندس.. حجر شيشة يا باشمهندس.. عارف إنى كرهت الكلمة دى قوى؟ بس خلى بالك.. دى مش مشكلتى لوحدى».. يشير «محمود» إلى المقهى ومقهى آخر فى مواجهته ويقول: «كل اللى بيشتغلوا هنا تقريباً شهادات عليا: هندسة.. تجارة.. آداب.. علشان كده بنواسى بعض.. وبنشيل بعض»!
.. و«الشيلة» ثقيلة، حتى على صاحب المقهى.. لذا فلا أحد يعمل كل يوم.. ثمة نظام للتكافل وضعه شباب «دار السلام» كى تستمر الحياة.. «هى ليست حياة.. هى عيشة وخلاص» كما يقول «محمود».. النظام يوزع الرزق على الجميع.. اليومية 30 جنيه، والمقهى بحاجة إلى ثلاثة عمال، وكل شاب بحاجة إلى «لقمة عيش حلال».. إذن «كل واحد يشتغل فى المقهى ثلاثة أو أربعة أيام»، كى يتيح للآخرين بضعة جنيهات.. «محمود» يعمل يوم، وصديقه «حسنى» يوم.. وهكذا.. و30 جنيه على 30 جنيه، تعمل أد 500 أو 600 جنيه فى الشهر.. «والله حلوين.. يا دوب.. إحنا مش طماعين.. بس نفسنا نكون بنى آدمين»![Image_3]
الشاب «أحمد» الثائر يرى نفسه «بنى آدم» وله حقوق على البلد.. يروى بحدة: «لما جاء أوباما مصر.. فوجئنا بحملة واسعة لرصف وتنظيف وتجميل الشوارع التى سيمر عليها.. فرحنا ودعونا الله أن يقيم أوباما معنا فى دار السلام.. ثم يسأل نفسه ويسألنى دون انتظار الإجابة: هوه إحنا مش بنى آدمين زى «أوباما»؟
ويسألنى «أحمد»: إنت عارف ليه البلد كلها بتعمل إضرابات ومظاهرات إلا إحنا؟.. علشان الأطباء والمدرسين معاهم يصرفوا أثناء الاحتجاجات.. أما «الغلابة» فلن يجدوا شيئاً، لأنهم يعملون باليومية.. يوم الإضراب العيال فى بيت أى واحد هنا مش هياكلوا.. يعنى اللى هيعمل إضراب هنا هيعمله على بيته.. ثم إننا نرفض كعمال الإضراب والاعتصامات لأننا نرى أحوال البلد، لكن المشكلة إن مفيش حد فاهم إننا لو فاض بينا أكتر من كده، هتكون طلعتنا جامدة جداً.. هنصرخ فى الشارع.. ويحصل اللى يحصل.. يعنى هنموت؟.. ما إحنا ميتين أصلاً.. فيه ناس يا أستاذ حياتها زى موتها.. وهمّا دول اللى لازم تعمل لهم ألف حساب..!
شهيد
فاضت الشكوى من أعماقهم.. فنسى محمود وأحمد وحسنى أننى موجود.. قال أحمد: الدول تبذل قصارى جهدها لإرضاء أهالى الشهداء.. وهذا واجب.. لازم حق الدم يرجع.. طيب وحق اللى عايشين؟.. هوه أنا لازم أموت علشان الحكومة تفتكرنى؟.. فيرد «حسنى» عليه بلهجة ضاحكة يخالطها الأسى: أيوه.. الحكومة هتفتكرك.. بس بشهادة وفاة..! ويواصل «أحمد»: إحنا شهداء الرزق والإهمال.. نعيش إزاى.. يعنى أجيب رشاش وأنزل ميدان التحرير وأخلى حد يموتنى علشان أبقى شهيد وآخد حقى؟!
يرد عليه «حسنى» مرة أخرى: أنا عندى حل.. أنا أموت شهيد.. علشان إنتم تعيشوا كويس.. بس مايا وملك «بناتى» أمانة فى رقبتكم..![Quote_2]
يتدخل «محمود»: اسمعوا.. مفيش فايدة طول ما البلد ماشية من غير رؤية.. كان نفسنا ييجى رئيس لمصر فى أى وقت، ويقول أنا عندى رؤية وهدف، اشتغلوا معايا.. والله هنحفر الأرض.. بس مين يقول لنا إن «الأمل» جاى؟!
«أحمد» له وجهة نظر: الرئيس مرسى وعدنا بخطة فى الـ100 يوم ولم يفعل شيئاً.. ويرد عليه «حسنى»: هو يعنى معاه عصايا سحرية؟.. مصر أكبر بمشاكلها وأزماتها حتى من العصايا السحرية.. ثم يقول أحمد: هو فعلاً مش معاه عصايا سحرية.. لكن إحنا لم نرى حاجة تفتح لنا طاقة نور.. إحنا ما عندناش مانع نصبر.. لكن لازم يكون عند الريس حاجات بتتحقق.. ولازم نكون شايفنها معاه.. إحنا محتاجين قائد يمشى أمامنا ويحدد لنا الطريق..!
صرع
يعانى «محمود» من نوبات صرع.. ولا يتحرك إلا والدواء فى جيبه.. «الصرع أصابنى وأنا كبير.. استغربت جداً وسألت نفسى: هيه ناقصة صرع؟!.. المهم وقفت على باب الحكومة أياماً وأسابيع حتى حصلت على قرار علاج على نفقة الدولة.. كانوا يصرفون لى العلاج، ثم فجأة توقفوا.. سألت: ليه يا جماعة.. ده الدواء عايز 600 جنيه فى الشهر.. أجيبه منين؟!.. كان ردهم مختصراً: خلاص القرار انتهى..! فوضت أمرى لله.. وبات عليا أن أوفر 20 جنيه من يوميتى للدواء..!
.. ومنين يا «محمود» جالك الصرع..؟! لم أسأله.. فهو يطرح السؤال على «مخدته» فى ساعات الليل.. من الزعل والكبت والقهر.. الأطباء قالوا لى ذلك.. ما هو ربنا عرفوه بالعقل: واحد عنده 33 سنة.. اتعلم زى ما الحكومة طلبت منه.. ولف السبع لفات على كل الشركات والوزارات للحصول على وظيفة.. مفيش واسطة، ولا رشوة 50 ألف جنيه.. يبقى يشتغل إزاى..؟! واحد عنده 33 سنة، ولم يتزوج.. ومفيش احتمال يتجوز.. اليومية بتروح على العلاج و«لقمة».. أتجوز منين.. أتعالج منين؟.. نوبة الصرع تأتينى فى الشارع والقهوة.. أحياناً الناس تيجى تتمنظر عليا.. أشيل الكبت جوايا.. أقع من طولى.. يأتى واحد من إخواتى ويشيلنى فى عربية..!
فاصل
يبكى «محمود» كثيراً.. يبكى على حاله.. يسمع كلمات شقيقه «أحمد» وهو يصرخ: النظام لسه هوه النظام.. الدولة بتتعامل معانا على إننا حيوانات.. صامتين.. همّا فاكرين إننا هنفضل ساكتين؟.. لأ مش هنسكت.. مش هنفضل على حالنا.. هنصرخ ونموت شهدا.. «محمود» لا يصرخ.. هكذا خلقه الله.. يكبت بداخله ويبكى.. يصمت قليلاً ثم يحبس دمعة كادت تفر من عينيه ويقول: «لا أشعر أن المستقبل أفضل.. أنا ميت إكلينيكياً.. فقدت الأمل.. فقدت الرغبة فى الحياة.. أسأل نفسى كثيراً: «هوه أنا بحب مصر؟!».. لا أجد إجابة.. ثم أسأل نفسى مرة أخرى: «هوه أنا ليه ما بحبش مصر؟!».. فأجد مليون إجابة..!
انتخابات
«محمود» القهوجى لم ينتخب أحداً فى «الرئاسة».. ليه يا محمود..؟!.. «علشان لم أشعر إن واحد فى المرشحين يستاهل.. كلهم بيجروا على الكرسى.. على «المصلحة».. كلهم بيفرشوا الأرض طحينة بالوعود، وبعد ما يقعد الواحد منهم على الكرسى.. إبقى قابلنى»..!
يختلف معه «أحمد».. لذا فقد انتخب «حمدين صباحى».. ليه يا «أحمد»؟!.. لأنه أقنع الناس بأنه واحد منهم.. واحد عادى زيهم..!
ويرى «محمود» أن كل شىء فى البلد له أسبابه.. «إحنا شعب بيجرى ورا الموجة.. مات الملك عاش الملك.. علشان كده مفيش فايدة.. وكلهم بيضحكوا علينا.. خد عندك الرئيس «مرسى» أنا شايف إنه راجل كويس.. بس اللى حواليه همّا السبب فى عدم تحسن الأوضاع.. يصمت لحظات ويتابع: بس هوه برضه المسئول عنهم.. لازم يختارهم كويس.. ولازم يتحاسب عليهم.
يلتقط منه «نبيل» صديقه، طرف الحديث: إحنا لينا رئيس اسمه «مرسى».. مين بقى الشاطر والبلتاجى والبرنس والعريان والمرشد؟.. ليه بيطلعوا كلام وتصريحات طول النهار؟.. إيه علاقتهم بالموضوع؟[Quote_3]
فاصل أخير
ظل «محمود» يحلم منذ الطفولة بمركز شباب يلعب فيه الكرة.. وحين كبر تحول الحلم إلى «كابوس».. «الولاد عندنا بيصعبوا عليا.. نفسى أشوفهم فرحانين مش متبهدلين.. عارف إن الواحد هنا ممكن يفقد ابنه أو بنته علشان مش لاقى يصرف على علاجهم.. مفيش علاج ولا تأمين صحى ولا معاشات.. وكل واحد عايش اليوم بيومه.. ينام الليل مهموماً برزق الصباح.. ويسعى نهاراً خوفاً من جوع الليل.. وإذا واجه أزمة سيدخل السجن حتماً.. والأزمة هنا ربما تكون 500 جنيه..!
أسأله: كيف..؟! انتفض واقفاً وسحبنى من ذراعى قائلاً: «تعالى معايا».. مشيت مع «محمود» دون أن أعرف مقصدنا.. خطوات عدة قادتنا إلى معرض متواضع للأجهزة المنزلية.. أشار إليه وسألنى: ده اسمه معرض إيه..؟! نظرت إلى «اليافطة» وأجبت «معرض كذا..».. فقال: لا غلط.. ده معرض حابسكو..! قلت: حابسكو..؟!.. أجاب: نعم.. أى واحد فى المنطقة يتزنق فى عملية لابنه أو جهاز بنته يسحب منه تلاجة أو بوتاجاز بالتقسيط ويكتب شيكات وهوه عارف إنه مش هيقدر يسدد.. المهم يبيع الجهاز ويفك زنقته.. وبعد كام شهر يلاقى حكم حبس جاى.. علشان كده أطلق أهالى المنطقة عليه اسم «معرض حابسكو»..!
أعود مع «محمود» إلى المقهى.. لم نجد أحداً ممن كانوا يجلسون معنا.. أسأله.. فيجيب: راحوا يشوفوا رزقهم..! أتركه فيذوب فى الزحام.. أغادر «دار السلام» ثقيلاً مهموماً.. وفى أول حفرة يرتطم رأسى بسقف العربية.. فأتذكر: لقد نسيت أن أسأله: إنت ليه يا «محمود» ما بتحبش مصر..؟!