أنور عكاشة: فشلنا فى اغتيال «مبارك» 17 مرة
«مبارك» برىء من اغتيال «السادات».. وفخور بمشاركتى فى محاولة اغتياله من داخل السجن.. وتنظيم «الجهاد» مختفٍ عن الساحة.. وعبود الزمر يهوى «الشو الإعلامى»
شارك فى اغتيال أنور السادات الرئيس الأسبق، وخطط لاغتيال حسنى مبارك الرئيس الأسبق، من داخل محبسه، قضى أكثر من نصف عمره فى السجن، حتى خرج بعفو من المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير، إنه الشيخ أنور عكاشة، أحد قيادات جماعة الجهاد، يفتح خزائن أسراره، ليتحدث عن العمليات الإرهابية التى نفذتها جماعته، ليعترف بعد كل هذه السنوات، أن السادات لم يكن يستحق القتل، وأنه لو عاد به الزمن مرة أخرى لن يشارك فى اغتياله
■ ما رأيك فيما يمارسه الإخوان من إرهاب بعد ثورة 30 يونيو؟
- بعد ثورة الشعب فى 30 يونيو، قلت للإخوان عليكم بتقبل الأمر واحترام رغبة الشعب واختياره، وكنت أدرك تماماً أن الإخوان لن يقبلوا الهزيمة بسهولة، وما توقعته حدث، ولا بد من إجراء مصالحة بين الإخوان والشعب، هذا هو الحل للخروج من تلك الأزمات، فالرئيس عبدالفتاح السيسى يعلم جيداً أنه لن يتمكن من التخلص من الإخوان أو الجماعات الإسلامية، وهو يحارب الإرهاب، لذلك الحل هو إجراء مصالحة وطنية معهم.
■ الشعب المصرى يرفض إجراء مصالحة مع الإخوان؟
- من قال ذلك؟ هل هناك أبحاث أو استطلاعات رأى تؤكد مدى قبول الشعب لهذه المصالحة؟ الإعلام هو من يقول ذلك، ويصدره للناس، وهناك نسبة كبيرة من المواطنين متعاطفة مع الإخوان، ونسبة أكبر تنتمى لجماعة الإخوان، والرئيس عبدالفتاح السيسى نفسه يدرك ذلك، ويعلم أن مقولة إن الشعب المصرى يرفض مصالحة وطنية مع الإخوان هو كلام يصدره الإعلام فقط.
■ إلى من تشير أصابع الاتهام فى حادث العريش؟
- أصابع الاتهام تشير إلى قوى خارجية أجنبية، مخابرات أو جماعات أجنبية.
■ هل تشير الدلائل إلى تورط حركة حماس؟
- لا أظن ذلك، المخطط أكبر من حماس، والتحقيقات ما زالت جارية، ولا تنسى أن الوضع الحالى يسمح بوجود أياد تلعب فى مصر لهدمها.
■ قلت إن ثورة 25 يناير أعادتك إلى الحياة من جديد.. فهل تفسر لنا تلك المقولة؟
- كنت قد وصلت إلى مرحلة أيقنت فيها أنى سأموت فى السجن، ولن يعرف أحد عنى شيئاً، حتى قامت هذه الثورة العظيمة وخرجت من السجن لأعود إلى ممارسة حياتى بشكل طبيعى من جديد.
■ هناك من يصف ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة؟
- هذا رأى مجاريح الثورة، وأنا أرى أنها ثورة شعب عظيم لقن العالم درساً فى كيفية تغيير الأنظمة دون إراقة أنهار من الدماء.
■ الكثيرون لا يعرفون الأسباب التى دفعت بك إلى السجن؟
- ولدت فى بيت ملتزم دينياً، كان أبى شيخ القرية، وصاحب الفتوى فيها، وفى الستينات وفى سن الشباب أدركت أن عدداً من أبناء عائلتى معتقلون، ما جعلنى أتابع القضايا الخاصة بهم وبمرور الوقت بات لدىَّ قدر من التوجه السياسى، بينما سعيت للتخلص من جذور الفساد المنتشر فى الدولة فى هذا الوقت.[FirstQuote]
■ تعنى فى فترة حكم عبدالناصر؟
- نعم، وفى عهده بدأت العمل الجهادى عن طريق الانضمام لجماعة التبليغ والدعوة.
■ كيف بدأت علاقاتك برمزى الإخوان عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح؟
- عندما التحقت بكلية الهندسة جامعة عين شمس، كنت أذهب مع أخى الذى كان يقيم بالمدينة الجامعية لحضور تلك اللقاءات التى كانت تجمع شباب التيار الإسلامى فى ذلك الوقت، ومنهم الدكتور عصام العريان، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وكانت الحركة الإسلامية حينذاك ثرية بالأفكار.
■ كيف انضممت إلى تنظيم الجهاد؟
- كان ذلك عام 1978، حيث تقابلت مع الشيخين عبدالرءوف، ومحمد عبدالسلام فرج، وأقنعانى بأفكار التنظيم فقررت الانضمام، وبعد فترة وجيزة أصبحت مسئولاً عن قطاع شرق الدلتا الذى يضم 3 محافظات.
■ ولماذا دخلت السجن؟
- دخلت السجن فى قضية مقتل السادات، وحصلت على حكم بالسجن لمدة 10 سنوات.
■ لماذا لم تخرج بعد انقضاء هذه المدة؟
- لأننى اتهمت فى قضايا أخرى، منها قيادة هجوم على مبنى ماسبيرو، وأخرى عُرفت إعلامياً بـ«طلائع 5»، أو إعادة تنظيم الجهاد، إلى جانب محاولة اغتيال مبارك فى الإسماعيلية، وقد حكم علىَّ بـ7 سنوات أشغالاً شاقة فى قضية الهجوم على ماسبيرو.
■ السادات اختار لنفسه لقب الرئيس المؤمن.. فكيف ترى هذا اللقب؟
- السادات خرج عن الإسلام عندما قرر التوقيع على اتفاقية السلام مع اليهود، وعندما تبجح فى مهاجمة الشعائر الإسلامية وقال إن الحجاب أو الخمار الذى ترتديه المرأة ما هو إلا خيمة.
■ لذا قررتم اغتياله؟
- بسبب قرارات سبتمبر.
■ حدثنا عن تفاصيل تلك العملية؟
- أولاً أريد أن أقول إن الكثيرين يعتقدون أن خالد الإسلامبولى هو صاحب المبادرة فى اتخاذ قرار تصفية السادات وهذا غير حقيقى، الشيخ محمد عبدالسلام فرج هو من أقنع خالد باغتيال السادات، وقال له نصاً: «دى فرصتك ولن تعوض» واستغل فى ذلك اعتقال شقيق خالد فى تلك الأثناء، وعندما بدأ الإسلامبولى يفكر فى خطة الاغتيال أقنعه الشيخ فرج بأنه سيوفر له كل ما يحتاج ومن هنا بدأت مرحلة التخطيط الجدى للواقعة، وراح يختار مساعديه ومنهم عبدالحميد، وكان ضابطاً برتبة رائد لكنه أحيل للتقاعد بسبب ذقنه، وعرض عليه عطا طايل، وحسين عباس الذى رفضه خالد فى البداية لأنه مريض بالقلب، لكنه وافق عليه بعدما ألح على الإسلامبولى لضمه للعملية.
■ وكيف استطاع إدخالهم لمقر العرض رغم خروجهم من الخدمة؟
- عن طريق خطابات وكارنيهات مزورة.
■ ماذا عن دورك ودور عبود الزمر فى هذا الحادث؟
- قبل أخذ القرار النهائى اجتمع بنا الشيخ فرج وعرضه علينا، فوافقنا جميعاً إلا عبود الزمر الذى رفض فكرة الاغتيال ولكنه التزم فى النهاية بمبدأ أمير الجماعة، أما عن دورى، فكُلفت بمحاصرة مبنى ماسبيرو، وانتظار الإشارة لإذاعة بيان التنظيم، غير أننا فوجئنا قبل وصولنا بلحظات بوجود تمركز لمدرعات وقوات من الحرس الجمهورى خلف المبنى، وقتها انقسم رأى الإخوة بين من يؤيد فكرة اقتحام المبنى حتى وإن فشلنا والرأى الثانى رأى ضرورة العودة لحين الاتفاق على خطة أخرى.[SecondQuote]
■ وماذا عن الشق الثانى من دورك؟
- الشق الثانى هو أنى زوّدت المجموعة التى نفذت العملية فى المنصة بقنابل لتفجير المنصة كلها، لأننا كنا نقصد كل الموجودين بها، السادات، وحسنى مبارك الرئيس الأسبق، والمشير محمد أبوغزالة، كنا نريد فراغاً دستورياً.
■ لكن الإسلامبولى قال عكس ذلك؟
- خالد قال إنه كان يستهدف السادات فقط حتى يخفف عنه الحكم من الإعدام إلى المؤبد، وهذه نصيحة المحامى له ونحن لم نقبلها وعاتبناه بسببها كثيراً.
■ من أين جئت بهذه القنابل؟
- من ضباط وأفراد بالجيش، فقد كان هناك 14 فرداً وضابطاً من الجيش أعضاء بالتنظيم.
■ أنت تقر إذن بأن مبارك برىء من حادث اغتيال السادات؟
- مبارك برىء من ذلك، مبارك عمره ما كان قادر على أى فعل، ولذا كنا دائماً ما نقول عنه إنه غير مؤهل لحكم مصر، خاصة أنه كان معادياً للدين ويكره الإسلام بشكل عام، كنا نفضل أبوغزالة ولكن تأكدنا من ميوله الأمريكية، فهو رجل أمريكا فى مصر، ومبارك كان رجل اليهود لذلك أردنا التخلص منهم جميعاً.
■ حدثنا عن تفاصيل محاولة اغتيال مبارك؟
- هذه القضية شاركت فيها من داخل محبسى عام 95 ورغم أنها فشلت فإننى فخور بأنى كنت أحد المشاركين فيها، والبداية كانت باقتراح من أحد أعضاء التنظيم الذى زارنى فى السجن، حيث أكد أنه قرر تنفيذ الخطة بمفرده فحاولت إثناءه وطلبت منه التريث قليلاً.
■ ما الذى جرى بعد ذلك؟
- بعدها وفى الزيارة التالية عاد الشاب بصحبة عدد من أعضاء التنظيم لنتناقش فى الأمر، وقالوا لى إنهم أعدوا العدة لتنفيذ العملية، التى كانت تقضى بمهاجمة مبارك فى الاستراحة التى ينزل بها فى الإسماعيلية، ومع موافقتى على العملية انطلق الإخوة إلى الإسماعيلية لتحضير مسرح العمليات، غير أن ضباط أمن الدولة كانوا قد علموا بالأمر، ما جعلهم يلقون القبض عليهم، فيما حوكمت أنا على تلك القضية وحصلت على حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة 25 سنة، وخرجت بقرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الخاص بخروج كل من قضى نصف فترة العقوبة.
■ هل حاولتم اغتياله بعد ذلك وفشلتم؟
- جماعة الجهاد حاولت اغتياله مرة وفشلت، والجماعة الإسلامية حاولت أكثر من 17 مرة وفشلت هى الأخرى.
■ حاولتم اغتيال السادات فى القناطر الخيرية.. حدثنا عن هذا المخطط؟
- كان نبيل المغربى هو المسئول عن هذا المخطط، حيث اتفق مع أحد أفراد الحرس الجمهورى من مرافقى السادات فى استراحة القناطر الخيرية، على اغتياله ولكننا تدخلنا وأوقفنا العملية.
■ لكن عبود الزمر أكد أنه من خطط لهذه العملية؟
- عبود قال ذلك للترويج لنفسه إعلامياً ولكنه لم يكن له دخل من قريب أو بعيد بهذا المخطط.
■ هناك من يؤكد أن تنظيم الجهاد خرج من عباءة الإخوان المسلمين؟
- إطلاقاً.. وهذا الكلام يردد عن جهل بغرض توريط أعضاء التنظيم فيما يسمى العمليات الإرهابية.[ThirdQuote]
■ هل كان للجهاد دور فى محاولة اغتيال حسن الألفى وعاطف صدقى؟
- نعم، ولكنها كانت أعمالاً فردية دون موافقة القيادات.
■ ما ردك على ما يقال إن أسامة بن لادن كان متحالفاً فى الخفاء مع أمريكا؟
- لا طبعاً، وكل من ردد هذه الشائعة يريد تشويه صورة الرجل.
■ إلى أين وصل الحال بجماعة الجهاد الآن؟
- جماعة الجهاد لها كوادر وعلاقات طيبة مع بعضها البعض، ولكنها مختفية عن الساحة، لأننا لم ننفذ أى عمليات منذ عام 1998.