«رفعت علىّ السكينة وعورت صباعى، علشان رُحت أزور أمى»، بهذه الكلمات تحدث عمرو حمدى، أول ضحايا العنف الزوجى، عما تعرض له من ضرب وإهانة على يد زوجته قبل أن يأخذ قرار الانفصال عنها، متذكراً تلك اللحظة التى تحولت فيها شريكة حياته إلى وحش مفترس، حسب وصفه، وتوجّهت إلى المطبخ مسرعة لتأخذ «سكينة تشبه السنجة»، ورفعتها فى وجهه بعد أن عاد متأخراً بسبب زيارته لوالدته المريضة: «كنت مذهول وخُفت منها».
جرت العادة أن السيدات يقعن ضحايا عنف الأزواج، ويضطررن كثيراً لمواصلة الحياة الزوجية قهراً، حرصاً على مصلحة الأبناء، فى المقابل هناك أزواج يتعرّضون للعنف أيضاً على يد الزوجات وأسرهن، بدنياً ولفظياً، وإن كان بنسبة أقل، ليزداد المشهد قتامة بالتردّد على أقسام الشرطة واللجوء للتقاضى، وأحياناً مواصلة الزواج لأسباب قهرية.
«عمرو»: رفعت علىّ السكينة
يحكى «عمرو» أنه كان يعمل فى مهنتين لتلبيه طلبات زوجته، التى كانت متحكمة فى «مصروف البيت»، واكتشف بعد ذلك أن لها دفتر توفير به آلاف الجنيهات، لافتاً إلى أنه تحمل أذى وإهانة وسباباً منها بسبب ابنه الوحيد، ولكن فى اليوم الذى تطاولت عليه بالضرب أمام الصغير، قرّر الانفصال عنها، وتوجّه مسرعاً إلى جاره واصطحبه معه إلى أقرب قسم شرطة لتحرير محضر، ثم اضطر بعد ذلك للتنازل من أجل نجله: «نقطة ضعفى الوحيدة».
ظل «عمرو» يداوى يده لفترة، ويندب حظه السيئ بعد أن طلق زوجته غيابياً، وحصلت منه على جميع حقوقها بالقانون، ليجد «عمرو» نفسه دون مسكن: «لسه بابدأ أكون نفسى من جديد بعد 10 سنين كانت مخليانى ماشى على الحديدة»، حيث إنه يعمل مشرف أمن ويراعى والدته حالياً، مؤكداً أن أمه كانت مريضة وذهب لزيارتها، فكان جزاءه الضرب والإهانة: «لما رُحت اشتكى لأبوها قال لى بنتى ماتعملش كده، وبعد فترة من طلاقها حدفت أمها بكوباية إزاز فى راسها فتحتها، واتخانقت مع أخوها».ضرب مُبرح تعرّض له محمود طه، على يد زوجته وأسرتها فى منزله، الأمر الذى دفعه للاتصال بالنجدة، وتم إلقاء القبض على والدها ثم أشقائها بعد ذلك: «لوح الإزاز وقع علىّ، وفضلت أتعالج شهور، وخضعت لجلسات علاج طبيعى، والموضوع اتحول للنيابة، وبقت جريمة شروع فى قتل، لكنى اتنازلت فى الآخر بعد ما عرفت إنها حامل، وبعدها رفعت علىّ قضايا كتير».
«محمود»: لوح زجاج وقع علىّ
يحكى «محمود» أن زواجه استمر 17 يوماً فقط، وأول مشكلة كانت بعد الزواج بثلاثة أيام، حين طلبت والدتها أن تذهب إليها يومين فى الأسبوع للمبيت معها، وحين اعترض قُوبل بالهجوم والضرب، حسب وصفه: «كانت بتشتمنى وبتطول لسانها».
عنف لفظى تعرض له حامد الشاذلى، محاسب فى شركة بترول، على يد زوجته، مؤكداً أنها آذته نفسياً وحرّرت ضده محاضر ظلماً: «شُفت منها أذى كتير لدرجة إنى خايف أبدأ حياة تانية»، مشيراً إلى أنه فى بداية الزواج اكتشف أن لديها مشكلة فى الإنجاب، ووقف بجانبها وأنفق على رحلة علاجها، حتى رُزقا بطفلهما الأول، وبعدها قرّرت الانفصال: «طلبت الطلاق لوحدها، وإديتها كل حقوقها بدون محاكم، لكن كنت باتفاجئ إنها بتعمل لى محاضر، وبقالى سنة ونص مش عارف أشوف ابنى».
تعليقات الفيسبوك