مثقفون يتحدثون عن «الفلانتين»: الحب طوق النجاة.. وأعظم طاقة إيجابية عرفناها
عيد الحب
يحتفل العالم بـ«عيد الحب» أو «الفلانتين»، اليوم، الذي يجده الكثيرون مناسبة للتعبير عن مشاعرهم تجاه أحبتهم، سواء بالهدايا والورود، أو الرسائل التي يتبادلها البعيدون، فيما يذهب الكتاب والشعراء، إلى الكتابة عنه أو حتى محاولة تفسيره، فماذا يقول المثقفون في عيد الحب؟
الكاتبة ناهد صلاح، ترى أن الحب لا يقتصر على علاقة عاطفية بين رجل وامرأة أو شاب وفتاة، الحب لجميع الناس، كما أنه ليس مجرد كلمة بل فعل، أزمة كورونا التي مر بها العالم، أثبتت لنا أننا في حاجة إلى رعاية بعضنا البعض، والتكاتف معا لمواجهة مصاعب الحياة، فالحب قارب النجاة الذي يحملنا إلى بر الأمان.
ناهد صلاح: السينما رسخت مفهوم الحب
أضافت ناهد في تصريحات لـ«الوطن»، أن قصص الحب الكبيرة، كانت محفزة للاحتفاظ بآدميتنا، حتى الأغاني والأفلام التي كتبها كبار الرواد، مثل أفلام إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي، للسينما المصرية، تعلمنا منها، لأنها خرجت من قلب المجتمع، فرسخت للحب، فلا أحد ينسى «رد قلبي»، و«بين الأطلال»، و«أني راحلة»، لأنها أفلام اقتربت من نفسية الرجل والمرأة، حتى السينما العالمية رسخت لمعادلة الحب والحرب، ومنها أفلام مهمة مثل «ذهب مع الريح» وغيرها.
إسراء النمر: الذات الأنقى هي القادرة على العطاء
قالت الشاعرة إسراء النمر: إن لم تخني الذاكرة، يُعرف شارل بودلير الحب، بأنه «الرغبة في الخروج من الذات»، ليس هناك في ظني تعريف أدق من ذلك، فحين تحب، تجد نفسك فجأة تدور في فلك الحبيب، تفكر بالطريقة التي يفكر بها، تشعر بما يشعر به، وترى الأشياء كما يراها، متابعة: وإذا كان الحبيب في المقابل يتجرد من ذاته، ويدور في فلكك، سيصير بالطبع صورة منك، ليتحول الحب إلى عملية تبادل ذوات، لا إلى عملية سحق ذوات، كما يعتقد البعض.
ولفتت «النمر»، إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في إذا كانت ذات الحبيب مغايرة عن ذاتك، كأن تكون ذاتك راسخة ومطمئنة، وذاته مضطربة وموحشة، هنا يكون الانسحاق حتميا، لأن الذات الأنقى، تكون دائما قادرة على التجرد والعطاء، وفي هذه الحالة يكون الخروج منها، بمثابة خروج روح من جسد.
فاطمة الحصي: الحب هو ما يميز إنسان عن آخر
قالت الدكتورة فاطمة الحصي أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن ما يميز كل إنسان عن الآخر، هو مشاعره نحو الإنسانية جمعاء، وكيف تتفاعل مع الأحداث التي تدور حوله، والمشاعر الحقيقية الصادقة، دفقات الحب التي تملأ ضمير كل منا، هى التي تجعلنا نرى الجمال، وكلما كان قلبك مفعم بالحب، ترى الجمال في كل شيء يحيطك، وسيكون الحب هو رسولك إلى جميع المخلوقات، وسفيرك للتواصل معهم.
وأوضحت، أنه من المعروف أن الكلب مثلا، إذا شعر بحبك وأنت تمر من جانبه، فإنه سيهز ذيله بشكل تلقائي، لأنه يشعر بذبذباتك التي تعبر عن الحب، في حين إذا كنت خائفا، ومر إلى جوارك كلب، فإنه سيدرك مخاوفك، وقد يهاجمك، وكأن الطبيعة ترسل الينا رسالة مضمونها أن الحب منجي!
دورة حياة الحب
قال الكاتب صلاح سالم، لا يكون المرء، رجلا أو امرأة سعيدا إلا بشعور مكتسب، ينبع من ذوق الشخص، وينمو رويدا داخله، أنه الشعور بالحب، يبذل المحب كل الجهد في توصيله، رائقا إلى محبوبه، لكن إذا ما ضمن الشخص مشاعر المحبوب، واطمأن إلى ذلك، بدأ الملل يتسرب إلى علاقة الحب، ليدفع بها إلى حيز العادي والمألوف، الذي يخلو من مشاعر التوق الأولى والوجد الأول، إذ ارتعاش الروح الهائمة، وخفقان القلب المتوتر، وحتى من الألم الأول الشفيف جدا، والحزن الأول الحارق تماما، فالحب يمنح من ألم الفراق واللوعة والصد، بقدر ما يمنح من فرحة اللقاء والهيام والإقدام.
وأكمل «سالم»، وعلى قدر ما نفرح بكل لفتة من محبوب يقدم علينا، فإننا نتألم مع كل لفتة تشي بصدوده عنا، وتكشف عن إهماله لنا، وعندما تذبل أحاسيس الألم أو تتوارى إلى حد البلادة، وعدم الاكتراث، تكون أحاسيس الفرح، توارت هي الأخرى إلى مستوى العادي والمألوف، وهنا نكون بصدد ذبول الحب، الذي يشبه رحلة عمر، يتقدم ويتصاعد حتى يخفت وينتهي، ففي التمام يكمن النقص، والارتقاء يعقبه انهيار.
عبدالشكور: 5 أسباب للاحتفال بالحب طوال العام
قال الناقد محمود عبدالشكور، هناك خمسة أسباب لكى نحتفل بالحب طوال السنة، وليس يوما واحدا: «الحب أعظم طاقة إيجابية عرفناها، تجربة الحب تؤثر عميقا فى الشخصية، مهما كانت نتائجها، إنها الميلاد الثاني، الحب أعظم ملهم للأعمال الفنية والأدبية، يزيد الحب من إحساسنا بإنسانيتنا، ومن حبنا للحياة، الحب هو قانون الكون كله، واللخبطة اللى شايفينها فى العالم، سببها الوحيد إننا مش عارفين هذا القانون، أو مش قادرين نحميه».