خبير فحص الآثار بالأشعة: المصرية «بيسى شيت» أقدم طبيبة فى العالم من 4500 سنة
سحر سليم: اقتحمت المجال غيرةً على الحضارة..وصنعت أدوات للحفائر
الدكتورة سحر سليم
أكدت الدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة التشخيصية بكلية الطب بجامعة القاهرة وعضو اللجنة العلمية لسيناريو العرض فى متحف الحضارة، أنها اقتحمت مجال تخصصها غيرةً على الحضارة المصرية، وصنعت أدوات سهلة الحمل لاستخدامها فى الحفائر، موضحة أن المرأة المصرية صاحبة إنجازات علمية منذ فجر التاريخ وأقدم طبيبة فى العالم كانت «بيسى شيت» من 4500 سنة.. وإلى نص الحوار:
كيف حققت لقب أول امرأة مصرية خبيرة فى مجال فحص الآثار بالأشعة المقطعية عالمياً؟
- الأمر اعتمد على الجهد والدراسة المتواصلة، فبعد حصولى على الماجستير والدكتوراه فى مجال الأشعة من جامعة القاهرة، وتعيينى كأستاذ للأشعة بالجامعة، سافرت للدراسة بجامعة ويسترن أونتاريو بكندا، بشكل شخصى، وعملت عدة زمالات هناك منها زمالة الأشعة التشخيصية العصبية، وأجريت دراسات فى أشعة الآثار، وتخصصت فى علم أشعة الآثار وأعتمد على تقنيات الأشعة المتطورة فى فحص الآثار والمومياوات.
وكيف دخلت المجال العملى؟
- كانت لى محطات أفخر بها منها أننى ساهمت فى فحص هياكل عظمية عمرها 55 ألف عام ليس فقط فى مصر بل فى أوروبا والولايات المتحدة، وأجريت أشعة على المومياوات الملكية التى شاركت فى موكب المومياوات العام الماضى، وكشفت عن ملامح وجه الفرعون أمنحتب الأول، وصممت أول بروتوكول لفحص قلب الجنين للكشف المبكر عن أمراض القلب الخلقية، وقامت دوريات عالمية بتكريمى على هذه الأبحاث، منها أهم دورية علمية فى العالم هى «nature».
ما العقبات التى واجهتك فى استخدام التصوير التشخيصى الطبى لدراسة المومياوات والآثار؟
- أفحص المومياوات والآثار فى المتاحف، وهناك أوقات أضطر لفحصها فى مكان الحفائر، ما يجعلنى أوجد فى آبار دفن يصل عمقها إلى 30 و40 متراً تحت الأرض، وهذا يعد تحدياً بالنسبة لى كسيدة، لأن فيه مشقة ومجهوداً بدنياً، وصممت أدوات خاصة للعمل بنفسى تشبه الأدوات التى أستخدمها فى المعمل لكنها أخف وزناً وقابلة للطىّ لأستخدمها فى أماكن الحفائر.
ما أكثر موقف دفعك لدخول هذا المجال؟
- فى أول يوم لى بمستشفى جامعة ويسترن أونتاريو، فى كندا، أحضروا مومياء مصرية قديمة من المتحف المحلى عندهم، لإجراء فحص بالأشعة المقطعية لها، وعندما رأيت هذا المشهد وأن الأجانب هم المتخصصون فى هذا المجال، شعرت بالغيرة على بلدى، وعلى تراثنا، وقررت دخول هذا المجال، والسبب الآخر، هو أن المستشرقين يتناولون الحضارة المصرية وفق نظريات خاطئة، بدافع من توجهات سياسية.
كيف ترين وضع المرأة المصرية فى الحقل العلمى الأكاديمى والعملى؟
- المرأة متفوقة فى المجال العلمى، فنسبة كبيرة من المتفوقين فى المدارس والكليات فتيات، والأوائل فى الجامعات نساء، وهذا لمن لا يعرف ليس جديداً على المرأة المصرية، فعلى سبيل المثال المصرية «بيسى شيت» هى أول طبيبة فى العالم منذ 4500 عام.
ما التغيير الذى يمكن أن يساعد المرأة المصرية فى المجال العلمى لكى تبدع أكثر؟
- تقديم الدعم لها لكى توازن بين حياتها العملية وحياتها الأسرية، فنحن لا يجب أن ننسى دور المرأة فى المنزل، وأنها مسئولة عن تنشئة الأطفال وتربيتهم باعتبارهم رجال ونساء المستقبل.
متى شعرت بالامتنان لوجودك فى هذا الحقل العلمى الصعب؟
- شعرت بالامتنان من خلال الالتفاف العالمى حول الأبحاث التى أصنعها فى مصر مع وزارة الآثار، وهذا الاهتمام كان على المستوى العلمى من خلال الجوائز التى تحصدها الأبحاث.
هل شعرت أن هناك صعوبة ومنافسة أكبر بسبب كونك امرأة فى هذا التخصص؟
- المجال الذى أعمل فيه هو أشعة الآثار، والمشتغلون فيه كدراسة وتخصص عدد محدود جداً على مستوى العالم، فأنا عندما دخلت لهذا المجال، لم أصنّف وجودى فيه حسب نوعى، بل إن منافستى دوماً أقيّمها حسب الخبرة والعلم، وأعتبرها منافسة وطنية للمصريين ضد احتكار الأجانب، ووجود السيدات فى هذا المجال تقريباً نادر، لأنه تخصص دقيق، يحتاج إلى تركيز ومجهود خصوصاً فى أماكن الحفائر.
أمنحتب الأول
قمنا بإجراء الأشعة المقطعية لمومياء أمنحتب الأول، وبدأنا نعرف أن المصرى القديم الذى تخصص فى التحنيط، حافظ على مومياوات الملوك السابقين، وليس كما يقول المستشرقون الأجانب، بأن هناك عمليات سرقة من جانب المحنطين لملوكهم السابقين.