يجلس على كرسيه المتحرك في شارع فيصل بمحافظة الجيزة، يضع على قدميه صندوق يحتوي على علب مناديل ورقية، لا يتحدث كثيرا، فهو يضع أمامه ورقة مكتوب عليها الحالة التي دفعته ليبيع مناديل، فهو في الأساس كان يعمل في مجال السباكة والأدوات الصحية، ولكن اضطرته الظروف لبيع محل عمله من أجل إعاله نفسه.
السيد عويس أحمد من الطالبية، في الستينات من عمره، يروي لـ «الوطن»، أنه يعاني من أمراض السكري والضغط، مما أسفر عن بتر إحدى ساقيه: «في لحظة صباع رجلي الكبير ورم وأزرق وروحت معهد السكر، لقيت المعهد هيبهدلني من غير فايدة، فطلعت على القصر العيني، الأول قالولي هنعملك البتر من تحت الركبة، ولكن لما الدكاترة المستشارين شافوا حالتي قالوا لا هنعمله من فوق الركبة».
4 سنوات قضاها «السيد» على كرسي متحرك، والسبب في ذلك طبيعة عمله: «أنا كنت سباك صحي وكنت بشغتل في فندق الماريوت، بس غصب عني وأنا شغال وقعت من على السقالة، وضهري باظ ومهتمش ساعتها وفضلت شغال لغاية ما ربنا أراد إني أبقا قعيد»، وبعد كل الظروف التي تعرض لها قرر الرجل الستيني بأن يقف بكرسيه المتحرك في أحد الشوارع الجانبية لشارع فيصل ويبيع المناديل.
«أنا بقبض معاش الحمد لله، بس لازم برضو أشتغل عشان أكفي مصاريفي أنا راجل صاحب مرض وعندي علاج لازم اشتريه، بس ولاد الحلال ساعات بيساعدوني في العلاج»، مضيفا أن هناك سيدة مع بداية كل شهر تأتي إليه بالعلاج، قائلا: «الله يباركلها».
على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهه في حياته، فهو لا يطمع إلا في الحصول على كرسي متحرك كهربائي، لتخفيف لأوجاع فقرات عموده الفقري: «الدكاترة قالوا لي الكرسي المتحرك اليدوي غلط عليك، عشان فقرات ضهرك، بس أعمل إيه مانا مش معايا أشتريه، نفسي حد يجيبلي الكرسي الكهربا ده، من حياة كريمة ولا حد مسؤول في وزارة الصحة، يبقا ليهم ثواب عظيم عند ربنا والله».
هذا الكرسي الكهربائي سيوفر عليه ثمن أجرة التاكسي: «بركب تاكسي جاي وتاكسي رايح من الطالبية لحد فيصل هنا عشان أبيع المناديل، الكرسي دة هيوفر عليا كتير»، فعلى الرغم من كافة الصعوبات ألا إنه لم يجد من يساعده من أسرته: «مراتي الله يسامحها سابتني وولادي برضو الله يسامحهم سابوني، بسبب لما حصلي البتر وقعدت مش بشتغل بقوا مش طايقين قعدتي في البيت وبقوا يعاملوني وحش».
تعليقات الفيسبوك