طرق ذكية لتقليل الفاقد والمهدور من الطعام.. معدات بسيطة مبتكرة
هدر الطعام
يمثّل الفاقد والمهدر من الأغذية مشكلة عالمية، خاصة مع تنامي مشكلة الجوع بسبب النزاعات الإقليمية وأزمة كوفيد 19، التي تسببت في اختفاء الأيدي العاملة في بعض دول العالم، إلا أن تطوير التكنولوجيا الجديدة والمبتكرة تؤدي لتحسين الأساليب في إنتاج غذاء وتوزيعه واستهلاكه، فنحوّل نظمنا الغذائية إلى الأفضل، بحسب ما أوضحته منظمة الأغية والزراعة، كاشفة عن عدد من الأساليب التي يمكن أن تحسن من إنتاج الغذاء، نستعرضها خلال هذا التقرير.
تطبيقات لزيادة معدلات بيع الأغذية
أصبحت التطبيقات وسيلة بسيطة وسهلة لبلوغ شرائح كبيرة من السكان حول العالم، وأثناء تفشي جائحة كورونا، ازدادت شعبية التطبيقات الرامية إلى معالجة الفاقد والمهدر من الأغذية، وبدأت عدة بلدان بتطوير تطبيقات لتيسير العمليات اللوجستية والنقل والتجارة الإلكترونية بالأغذية القابلة للتلف، ومن التطبيقات العالمية لذلك تطبيق Too Good to Go للمتاجر والمطاعم في العديد من المدن حول العالم وهو منصةً لبيع فائض الغذاء لديها بأسعار مخفّضة في نهاية كل اليوم.
وعلى سبيل المثال، في روما بأيطاليا، يستطيع مستخدمو هذا التطبيق العثور على أغذية معروضة بأسعار مخفضة في أسواق الأحياء وسلاسل السوبرماركت الكبيرة والمطاعم ذات الشعبية الواسعة.
أما تطبيق Feeding India بالمقابل فيركز على التبرع بالأغذية لصالح من هم في حاجة إليها، وبوسع المطاعم والأفراد تسجيل حساب في هذا التطبيق للتبرع بالغذاء الذي يتم جمعه وتوزيعه من ثم من قِبَل شبكة غير متوخية للربح تتألف من أكثر من 500 4 متطوع، وتنفذ هذه البرامج المنتظمة لتوفير الأغذية في أكثر من 45 مدينة هندية، وقد قدمت أكثر من 4.8 ملايين وجبة حتى الآن.
وفي كينيا، تربط منصة Twiga Foods بين 000 3 منفذ لبيع الأغذية في اليوم تقدم نتاجًا زراعيًا طازجًا من خلال شبكة مكونة من 000 17 مزارع و000 8 بائع ما يتيح للمطاعم شراء حاجتها وحسب وللمزارعين تسليم نتاجهم بشكل أكثر كفاءة.
تكنولوجيا مبتكرة لزيادة كفاءة مناولة الأغذية
كما عملت منظمة الأغذية والزراعة على عدد من التكنولوجيات المبتكرة بهدف زيادة كفاءة مناولة الأغذية ما بعد الحصاد وتجهيزها، ويستفيد أحد تلك الحلول الجديدة من تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد، وتقدم منظمة الأغذية والزراعة تصاميم ثلاثية الأبعاد لمعدات مبتكرة مفتوحة المصدر على الإنترنت وهي معدات تستخدمها المنظمة نفسها في مشاريع قطرية يمكن استخدامها.
ومن بين التنزيلات الأكثر شعبيّة لمنظمة الأغذية والزراعة هناك قفص الشحن الخشبي المتعدد الأغراض لنقل المنتجات الزراعية ومناولتها وتخزينها وعرضها للبيع بالتجزئة، ما يخفف من ضرورة نقل المنتجات من صندوق إلى آخر.
ومع أن هذا التصميم المبتكر يستخدم مواد خشبية بسيطة، ينخفض بفضله التلف الذي يصيب الغذاء على امتداد سلسلة القيمة انخفاضًا كبيرًا. وقد جرى تنزيل هذا التصميم 000 13 مرة في أقل من سنتين وهو مستخدم على نطاق واسع في السودان وتايلند.
معدات بسيطة بطريقة مبتكرة
لا يعتمد الابتكار بشكل كامل على التكنولوجيا الجديدة بل قد يتمثل أيضًا في استخدام تقنيات بسيطة ولكن بطريقة جديدة، ويتمكّن العديد من مشاريع منظمة الأغذية والزراعة من خفض الفاقد من الأغذية خلال مرحلة الحصاد بمجرد تحدي التقنيات التقليدية وتبني أساليب جديدة.
فعلى سبيل المثال، في العديد من البلدان الآسيوية، تُفقَد نسبة كبيرة من النتاج الزراعي أثناء النقل، وقد وجد أحد مشاريع المنظمة في ثلاثة من بلدان جنوب آسيا أن الفواقد في مرحلة ما بعد الحصاد تراوحت بين 20 و50% للفاكهة والخضار، ويعزى ذلك بدرجة عالية إلى التغليف الذي لا يحمي الناتج.
وفي بنجلاديش، تنقل الطماطم عادة من المزرعة إلى السوق داخل أكياس شبكية كبيرة، ولدى وصولها يكون قد أُصيب عدد كبير منها بكدمات أو بأضرار، فاقترح مشروع للمنظمة في الإقليم استخدام أقفاص شحن كبيرة بدلاً من الأكياس، ما أدّى إلى خفض الفاقد منها بشكل كبير والسماح للمزارعين ببيع نسبة أكبر من نتاجهم، وقد زوّدت منظمة الأغذية والزراعة مجموعات من المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة بأقفاص شحن لتعريفهم على أفضل الممارسات في مناولة الأغذية وتدريبهم عليها، بما في ذلك في مجال النقل، فكان الفارق على مستوى جودة النتاج وعمره التخزيني ملحوظًا جدًا لدرجة أن أحد متاجر السوبر ماركت في سريلانكا يقوم حاليًا بتقديم أقفاص شحن إلى المزارعين لضمان جودة نتاجهم.