سكان «قصر بولاد» بالبحيرة.. من كثرة الحوادث تدربوا على «الإسعاف»
ستظل كارثة تفحم 18 شخصاً بالطريق الزراعى بالبحيرة، عالقة بأذهان سكان قرية «قصر بولاد» التابعة لمركز أبوحمص، بات الأهالى ليلتهم فى مكان الحادث يتبادلون الأخبار عن آخر التطورات التى أعقبت الحادث، وردود أفعال الحكومة تجاه تلك الكارثة، وتحول «دوران» السيارات الموجود أمام القرية إلى مزار قصده الأهالى منذ وقوع الحادث الأليم، فيما مكثت سيارات الشرطة والإغاثة العاجلة بموقع الحادث حتى الصباح، انتظاراً لمعاينة النيابة والبحث الجنائى وجهات التحقيق المختلفة، وانقسمت الآراء بين الأهالى ما بين مؤيد ومعارض لسد تلك الفتحات التى تجلب الكوارث والحوادث على أبناء القرى القاطنة على الطريق الزراعى، حيث أكد بعضهم أن غضب الأهالى بسبب الحادث كاد يدفعهم إلى سد «الدوران» بالطوب والبلدورات حفاظاً على سلامة وأمن المارة ومستقلى السيارات، فيما روى بعضهم أحداثاً مؤسفة للواقعة التى هزت قلوب جميع المصريين أمس.
وسط الظلام الدامس والمعتاد الموجود بطول الطريق الزراعى، ووسط بقايا آثار الحادث الأليم الذى شهدته البحيرة وراح ضحيته 18 شخصاً معظمهم طلاب بالثانوى، اختلطت مياه الإطفاء بدماء وأشلاء ضحايا الحادث، فيما تحول المقهى الصغير الموجود على الطريق السريع المواجه لموقع الحادث، إلى مقر لتداول آخر الأخبار حول تداعيات الكارثة، وفى خضم الجدل الثائر التقت «الوطن» مع أهالى القرية، حيث قال محمد على ضاهر، «تاجر»، مقيم فى المنزل الكائن أمام موقع الحادث مباشرةً: «استيقظت نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً، على صوت تصادم قوى هز جدران المنزل، وبدت لى أصوات صراخ من بعيد، وهرولت مسرعاً إلى نافذة المنزل لأجد أربع سيارات عبارة عن أوتوبيس، وسيارة نقل بمقطورة، وملاكى، ونقل عادى، جميعهم مصطدمين ببعض على شكل مثلث، وما إن هرولت إلى الخارج حتى رأيت النيران اشتعلت بجميع السيارات، وبدأت جموع الأهالى تتجه نحو الحادث، الذى تكرر فى هذه المنطقة بالتحديد، ولكن هذه المرة كانت الكارثة أكبر من قدراتنا المحدودة، وقطع عز العرب السيد عبدالحميد، «مدرس»، الحديث قائلاً: «لن ننسى مشهد استغاثة الطلاب من داخل الأوتوبيس الذى اشتعلت به النيران، فيما عجزنا عن تقديم وسائل المساعدة لهم بسبب دخول السيارة النقل فى الباب الأيمن للأوتوبيس، وهو المخرج الوحيد للطلاب الموجودين بالداخل، فيما استطاع البعض الخروج من النوافذ ولكن كثرة الأعداد بداخله والتدافع والإصابات المصاحبة للحادث، منعت الكثير من الخروج، ليلقوا حتفهم فى أبشع منظر شاهدته طوال حياتى، رغم أننا تعودنا على الحوادث التى تقع بهذا الطريق، حتى أصبحنا مدربين على عملية الإنقاذ، فيما درس بعض الأهالى فنون الإسعافات الأولية بسبب ما نشاهده يومياً من حوادث.