داخل منزله الكائن بقرية بطا في محافظة القليوبية، شاهد مرارا وتكرارا فيلمه المفضل «النمر الأسود»، الذي يحكي قصة هجرة الشاب البسيط «محمد» إلى ألمانيا ليعمل بأحد مصانعها قبل أن يتحول إلى ملاكم عالمي، فأسرت الطفل «فتحي» بتفاصيلها، لدرجة جعلته يتجه لعالم الرياضة، بينما يحمل ذلك الحلم بداخله، بأن يكون واحد من أهم المواهب المصرية لعالم المصارعة الرومانية.
«فتحي» يحلم باحتراف الفنون القتالية بأمريكا
ولتحقيق ذلك الحلم، قرر فتحي السني، 22 عام، الطالب بكلية التربية الرياضية جامعة بنها، السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاحتراف الفنون القتالية المختلفة، على أمل أن يصبح أحد أبطالها العالمين، ليعيد تكرار بطولة فيلمه المفضل «النمر الأسود» ولكن على أرض الواقع.
تميز الشاب العشريني في الرياضة منذ صغره، إذ حصد 3 ألقاب أفريقية وعشرات البطولات المحلية في المصارعة الرومانية، ولكنه قرر ترك هذا العالم، بعدما وجد أن التأهيل والتدريبات والإمكانيات لن تمكنه من تحقيق حلمه في حصد ميداليات أولمبية وعالمية لمصر، لذا بعد أسابيع من التفكير، اعتزم السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحترف فنون القتال المختلطة، التي كان يعشقها منذ طفولته.
رحلة أمل
قبل عامين ونصف، بدأ البطل المصري تنفيذ مخططه الذي رسم كل تفاصيله في مخيلته، واتجه إلى أمريكا ليصطدم فيها بالواقع المرير، وأولى العوائق، وهي الميزانية الضخمة التي يحتاجها، للحصول على التدريب اللازم لصناعة بطل جديد لتلك الرياضة، وفقا لحديثه لـ«الوطن»: «التدريب لمدة ساعة واحدة بس مع أي مدرب باللعبة دي، كان محتاج 150 دولار، وده رقم كبير جدا بالنسبة ليا».
وأمام حالة الإحباط التي سيطرت عليه حينها، برز أمامه خيارين فقط، إما إنهاء مسيرته الرياضية بشكل تام، كغيره من المواهب التي لم تكمل مشوارها بسبب ضعف الإمكانيات المادية، والخيار الثاني هو القتال على حلمه في العالمية، وهو الاتجاه الذي سلكه بدأب، وبدأ رحلة كفاح بين الانخراط في أعمال بسيطة عديدة، لتوفير المال اللازم للتدريبات: «أول ما جيت أمريكا، كان الطريق قدامي أسود، كنت بخبط على أي جيم وأقولهم عايز أتدرب بس مش معايا فلوس، فكان طبعا شبه بيطردوني، بس قولت مش هستسلم، واشتغلت على عربية أكل حلال وكمان عامل في مطعم، عشان أوفر فلوس التمرين وأفضل مكمل ورا حلمي».
5 أشهر من المعاناة
ظل بطل مصر وأفريقيا بالمصارعة، يحاول جني الأموال، لمدة 5 أشهر، إذ يعمل طوال الليل، وفي الصباح يمارس تدريباته بالصالة الرياضية، حتى قادته الظروف إلى البرازيلي رينزو جراسي، لاعب الجودو السابق وأحد أبطال رياضة الألعاب القتالية، وصاحب عدد كبير من أكاديميات صناعة أبطال الفنون القتالية في العالم، والذي قرر تبنيه رياضيا وإتاحة الفرصة أمامه للتدرب بأكاديميته في أمريكا: «وفرلي الإمكانيات والمدربين اللي محتاجهم، والحمد لله بعدها بشهور قليلة حصلت على فرصة أول نزال ليا كان من أيام، والحمد لله كسبته بالقاضية».
خطوات ثابتة وبداية للطريق
لاعب الفنون القتالية المصري، بدأ اتخاذ أولى خطواته في طريق حلمه، إذ أستطاع أن يصبح واحد من أصغر مديري المطاعم بأمريكا، كما أنه يعمل حاليا مدربا للمصارعة بصالة رياضية، ومن المنتظر أن يخوض عدد من النازلات الأخرى خلال فبراير ومارس القادمان.
ويخطط الشاب المصري للمشاركة في أكثر من نزال على مدار العام الحالي، حتى يتمكن من المشاركة في منافسات المستوى الأعلى من الناحية الاحترافية لهذه الرياضة، وليصل إلى حلمه في تحقيق لقب العالم بالوزن المتوسط: «حلمي وهفضل وراه وهحققه بأمر الله».
تعليقات الفيسبوك