كورونا يحاصر احتفالات الأقباط بـ«عيد الميلاد»: خايفين بس هنفرح
بعض الأسر ترفض الاحتفال بالعيد.. وآخرون يرفعون شعار: الفرحة مناعة
احتفال الأقباط بعيد الميلاد - صورة أرشيفية
تسيطر أجواء الاحتفال بعيد الميلاد على شوارع القاهرة والمحافظات، حيث تنتشر اللافتات التي تحاول رسم البهجة من خلال عبارات التهنئة، ترافقها أضواء الزينة على واجهات المحال والمنازل والأشجار لتبدو كأيادٍ تحتضن من ينظر إليها.
رغم البهجة السارية في النفوس، لا يغادر الخوف وجوه العابرين ، لأن فيروس كورونا مازال هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى تحديد شكل الاحتفال، خاصة بعد ظهور متحوره الجديد «أوميكرون»، والذي جسد سلاحا جديدا للفيروس لمواجهة من يحاول الخروج على الإجراءات الاحترازية.
تباينت آراء الأشقاء الأقباط بشأن الاحتفال بعيد الميلاد، في ظل انتشار فيروس كورونا، فالبعض يرى منع أي شكل احتفالي حفاظًا على سلامتهم، بينما يؤيد آخرون الاحتفال والخروج ولقاء الأهل والأصدقاء مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية كوسيلة للشعور بطعم العيد أخيرا بعد غياب مظاهره الاحتفالية قبل عامين.
ملاك رمزى مدير علاقات عامة في إحدى الشركات الخاصة، أكد أنه لن يحتفل بعيد الميلاد، فهو يخشي على أسرته من الإصابة بالفيروس أو المتحور الجديد معتبرا أنّ أمان أسرته الصحي يأتى في المقام الأول مقارنة بأي شئ أخر حتى لو أدى ذلك إلى إلغاء الاحتفال بشكل نهائي.
وقال «ملاك»: «نحن فى وضع صحي خطر، لذلك لا نخرج في العيد أنا وأسرتي، فقط نتنزه في الأماكن المفتوحة، وبعد ظهور متحور أوميكرون، قررنا عدم الخروج نهائيا، لأنّ أعراضه تشبه الأنفلونزا، فأنا في الحقيقة أخاف على أسرتي، وممكن أضحي ببهجة العيد مقابل صحتهم، فلا نقابل أي أقارب أو أصدقاء فقط تهنئة عبر التليفون».
لا يُخفي «ملاك»، الذي يعيش في «شبرا»، أنّ سر خوفه نابع من إصابته بفيروس كورونا من قبل، وانتقل الفيروس إلى أفراد أسرته رغم إجراءات الحماية المشددة التي يتبعها، وكانت الآلام الشديدة التى شعر بها دافعا له لكي يبذل كل ما في وسعه للحفاظ عليهم: «شرحت للأقارب والأصدقاء أن الهدف هو مصلحة أسرتي، فمن الممكن أن نحتفل ولكن بعد ذلك نصاب بالمرض، فأنا نفسي أفرح ولكن يجب أن نفكر في النتائج أولا، وهي نفس ما تنصح به بيانات وزارة الصحة والسكان حتى لا تزداد أعداد المصابين بالفيروس».
أما مارفن عزمي، 28 عاما، من محافظة الجيزة، تعمل أخصائية تخاطب، كان لها رأي مخالف، رافضة فكرة الحذر الشديد خلال الاحتفال بعيد الميلاد، فخلال الفترة الماضية كان منع الاختلاط وتبعاته في إلغاء الاحتفالات والاجتماعات العائلية سببا رئيسيا فى غياب الشعور بالفرحة والبهجة، لذا اعتبرت أن الاحتفال مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية من حيث ارتداء الكمامة واستخدام المطهرات قد يعيد بهجة العيد للكبار والصغار: «سأحتفل مع عائلتي فأنا أرغب بشدة في ابتسامة العيد، ودفء العائلة والأقارب الذي حرمت منه على مدار عامين، بسبب خوفنا من الإصابة بفيروس كورونا».
وتعتبر «مارفن»، أنّ فيروس كورونا ومتحوره الجديد أوميكرون صار أمرا مفروضا لا مفر منه، وعلى المواطنين التأقلم مع وجوده: «الخوف يمنع الفرحة، فكل ما علينا فعله أن نأخذ حذرنا ونحتفل وندعو الله أن ينتهي فيروس كورونا من العالم في القريب العاجل ونعود لممارسة حياتنا والاحتفال بأعيادنا كما تعودنا وحتى ذلك الحين علينا مطاردة السعادة بكل شكل ممكن لأنها هي المصدر الحقيقى لمناعة الإنسان أمام فيروس كورونا».