من هما العتريس والعيدروس؟.. دفنا بجوار «السيدة» وسجلا كـ«آثار إسلامية»
قبتي العتريس والعيدروس
أعلنت وزارة السياحة والآثار، أمس، تسجيل قبتي العتريس والعيدروس في واجهة مسجد السيدة زينب في عداد الآثار الإسلامية، بعد سنوات من المطالبة بتسجيلهما للحفاظ على طرازهما المعماري الذي تم تشويهه بإزالة زخارفه في فترات سابقة، واستبدال واجهاتهما بأخرى زجاجية، فمن هما العتريس والعيدروس، وما أسباب دفنهما متجاورين.
قال محمد عبدالعزيز، الباحث الأثري في الآثار الإسلامية، إنّ الضريحان عبارة عن قبرين متجاورين لشيخان من آل البيت، يقعان أمام باب مزار السيدة زينب في ساحة واحدة مفروشة بالرخام، وعليهما قبتان مضلعتان من الحجر، وهما للسيد محمد العتريس وللسيد عبدالرحمن العيدروس، تعرضا لترميمات عدة في إطار تطوير الأسرة العلوية لمسجد السيدة زينب، بعد أن شرع عباس باشا الأول في إصلاحه، لكن الموت عاجله، فأتمّ محمد سعيد باشا، ما بدأه سابقيه، وأنشأ مقامي العتريس والعيدروس.
من هو العتريس؟
الضريحان عبارة عن قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على 6 أعمدة رخامية بواسطة 7 عقود، أقيمتا على قبري العتريس والعيدروس، والأول قطب ديني وشيخ جليل، وعابد ومرشد ديني من آل البيت، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو شقيق الشيخ إبراهيم الدسوقي تفقه على مذهب الإمام الشافعي.
والعتريس واحدا من الأقطاب الصوفية، جلس في المقام الزينبي لخدمته وخدمة زواره، وظل ملازمًا للمقام حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى في أواخر القرن السابع الهجري، ودُفن في الطرف الشمالي الغربي من مقام السيدة زينب، وأوصى بأن يدفن في هذا المكان حيث كان يقيم مجالس العبادة والدعوة فيه أكثر حياته.
من هو العيدروس؟
أما العيدروس فهو عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس، شيخ وشاعر متصوف من آل البيت النبوي من بلاد حضرموت في اليمن، وهو واحد من العلماء الأجلاء، سافر إلى كثير من البلدان، منها الهند والحجاز ومصر وفلسطين وسوريا وتركيا، واستقر في مصر بعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والدعوة والسياحة.
والعيدروس له الكثير من المؤلفات تزيد على الـ60، تنوعت مواضيعها بين الحديث والتصوف والأذكار والتراجم والرحلات والمنظومات في مواضيع مختلفة، بعد حياة حافلة قضاها بين مصر والحجاز والهند، حيث توفي في مصر وطلب أن يدفن بجوار أستاذه.