خبير بيئي عن «ثلوج الإسكندرية»: الاحتباس الحراري السبب.. والقادم أصعب
ثلوج الاسكندرية اليوم
استيقظ أهالي الأسكندرية اليوم على مشهد غير معتاد بشوارع المدينة الساحلية التي تحولت إلى مدينة أوروبية، غزت الثلوج شوارعها، مما طرح العديد من التساؤلات حول ما يحدث في الطقس، وهل هو نتاج التغيرات المناخية؟.
مظاهر الأحداث المناخية الجامحة
الدكتور سمير طنطاوي، مدير مشروع التغيرات المناخية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واستشاري التغيرات المناخية، قال إن ما تشهده معظم المدن المصرية وخاصة الساحلية منها يمثل أحد مظاهر الأحداث المناخية الجامحة حيث نرى مؤخرا موجات من الحر الشديد أو البرد الشديد والصقيع ومعدلات سقوط أمطار غير مسبوقة وبَردّ وثلوج في بعض المناطق المرتفعة.
وأضاف أنّ زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري نتيجة الاستخدام المفرط في الوقود الأحفوري من نفط وفحم وغاز، أحدث خللا في منظومة المناخ، وتوقع المزيد من الموجات الجامحة.
الاستمرار في زيادة معدلات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي
وتابع طنطاوي: «توقعت التقارير الصادرة حديثا عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية وخاصة التقرير الصادر في أغسطس الماضي، المزيد من الأحداث المناخية الجامحة نتيجة الاستمرار في زيادة معدلات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي».
وأشار خبير التغيرات المناخية إلى أنّ مؤتمر جلاسكو المنعقد الشهر الماضي بالمملكة المتحدة توصل لحزمة من القرارات الجيدة وتحتاج إلى مزيد من المفاوضات حتى تدخل حيز التنفيذ حيث تلاحظ أن بعض الدول النامية كالهند والصين حريصة بشكل كبير على الاستمرار في استخدام الفحم كأرخص مصدر للطاقة وأكثرها تلوثا للبيئة ضاربين عرض الحائط بمقدرات الشعوب الفقيرة والأكثر فقرا في سبيل تحقيق معدلات نمو مرتفعة وسريعة خاصة بعد التوقف الإجباري لعجلة الاقتصاد نتيجة ظروف الجائجة حلول مواجهة التغيرات المناخية.
التوقف عن حرق الوقود الحفري لتوليد الطاقة
وتابع: «إذا توافرت الإرادة السياسية لدي زعماء الدول الصناعية والدول النامية لحل مشكلة المناخ فسوف يتواجد الحل وتكمن الحلول في التوقف عن حرق الوقود الحفري لتوليد الطاقة والاتجاه نحو مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والشمس والطاقة الحيوية وطاقة الأمواج وتحسين كفاءة الطاقة وتشجيع الاستثمار في المشروعات الخضراء أو ما يعرف بالاقتصاد الأخضر مع تعظيم وتشجيع سبل النقل الجماعي والمستدام وتصنيع الوقود البديل صفري الانبعاثات، وأن يتبني العالم مبادرات لمنع قطع أشجار الغابات وتشجيع واستثمار إعادة تشجير المناطق التي قُطعت فيها الأشجار لأهداف الزراعة أو اكتساب مساحات من الأراضي علي حساب صحة الكوكب.