"جوجل" يحتفل بميلاد "يوناس سولك".. قاهر شلل الأطفال
يحتفل موقع "جوجل"، اليوم، بمولد يوناس سولك، وهو الذي أنقذ البشرية من وحش "شلل الأطفال" الذي بثَّ الرعب في نفوس الآباء والأمهات، وساعد في إنشاء أجيال سليمة معافاة من هذا المرض الذي هدد معظم الأطفال.
ووُلد يوناس إدوارد سولك في 28 أكتوبر عام 1914 لأبوين من المهاجرين الروس اليهود، والتحق بالمدرسة الثانوية وتخرَّج فيها ثم التحق بجامعة نيويورك لاستكمال تعليمه الجامعي فدرس الطب وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1939.
وعانى "سولك" في بادئ الأمر من عدم استطاعته الحصول على فرصة عمل، وذلك بسبب اعتناقه للديانة اليهودية، ولكن ساعده في الحصول على وظيفة أستاذه فرانسيز الذي وفَّر له وظيفة في معامل أبحاث الجيش الأمريكي، وكانت الأبحاث في بادئ الأمر عن مرض الإنفلونزا، ولم يتوصَّل "سولك" إلى علاج شلل الأطفال وحده، ولكن ساعده الباحث ألبرت سابين، الذي كان يعتنق اليهودية أيضًا، وعانى من الاضطهاد الذي تعرَّض له "سولك" أيضًا، الذي دفعه إلى تغيير لقبه اليهودي "سابرشتين" واستعان بلقب طبيبة شهيرة تُدعى فلورانس سابين، وساهم ذلك في خروج أبحاثه إلى النور، ولكن لم يدرك العالم أن في يد هؤلاء المضطهدين العلاج السحري الذي سينقذ البشرية من أبشع أمراضها.
عانى أكثر من 27 ألف طفل في الولايات المتحدة من هذا المرض فتم تنظيم حملات، واستطاعت الحملات تجميع 1.8 مليون دولار، واستمرت محاولات العلاج ولكن انتهت جميعها بالفشل.
بدأ "سولك" في أواخر الأربعينيات في تطبيق أبحاثه على القرود، وذلك عن طريق حقنهم بلقاح عبارة عن فيروس ميت ولكن فشلت أولى تجاربه، وظل "سولك" يطور من هذا المصل حتى أعلن عام 1955 عن اكتشافه العظيم.
وحصل "سولك" على جائزة "لاسكر" عام 1955 وهي الجائزة التي تمنحها مؤسسة "لاسكر" تقديرًا للأبحاث التي تسعى لفهم وتشخيص الأمراض والوقاية منها وعلاجها، ثم بدأ بعد ذلك "سابين" في تطوير اللقاح وجعل الفيروس مضعفًا (معطل) وليس ميتًا وحوَّله من لقاح يؤخذ عن طريق الحقن إلى لقاح يؤخذ عن طريق الفم، ثم خرج الاختراع إلى النور عام 1957.
واقتنع العالم وقتها أن الديانة لا تفرِّق بين فرد وآخر ولم يضعف الاضطهاد الذي عانى منه "سولك" و"سابين" من عزيمتهما في اكتشاف هذا العلاج ومساعدة البشرية بل لم يسعَ "سولك" إلى الثروة فسُئل في إحدى المقابلات: "من يملك براءة اختراع لقاح شلل الأطفال؟"، فأجاب: "لا أحد؛ هل يمكنك استخراج براءة اختراع للشمس؟"، وخسر أرباحًا تُقدر بحوالي 7 مليارات دولار.
توفي "سولك" في 23 يونيو 1995 عن عمر ناهز الـ80 عامًا بعد أن أعطى البشرية هدية لا تُقدَّر بثمن ما زلنا ننتفع منها حتى وقتنا هذا وإلى ما لا نهاية.