«القبوري» المدفون في الرمال تراث قبائل العبابدة بالبحر الأحمر (صور)
منصور سعيد من سكان جنوب البحر الأحمر يحمل خبز القبوري
في أقصى جنوب البحر الأحمر تعيش قبائل العبابدة، وهي من أقدم قبائل البحر الأحمر، وتعيش في الوديان وبين التلال والجبال وفي الصحارى وعلى شواطئ البحر، وتكيف الأهالي مع الطبيعة، وبحسب قولهم «نحن من الطبيعة ونعود إليها»، وأبدع أهالي الجنوب في صنع «خبز القبوري»، عن طريق دفنه في باطن الأرض، لينضج على سخونة الرمال، وإشعال الفحم حوله، وتطويع الطبيعة لخدمتهم، حيث لا توجد أفران كهرباء أو غاز طبيعي.
«خبز القبوري» تراث البحر الأحمر
يقول «منصور سعيد»، من أهالي قبيلة العبابدة جنوب البحر الأحمر، في تصريحات لـ«الوطن»، إن «السكان المحليين في الجنوب تحايلوا مع الطبيعة حتى تكيفوا معها، خاصةً في الأكل والشرب، ولا يحلو تناول الطعام هنا إلا في وجود خبز القبوري، الذي ورثناه عن الأجداد، ويتناقل طريقته الأبناء والأحفاد، فهو تراث البحر الأحمر على مر العصور». َ
خير الطبيعة.. تسوية العيش على الرمال الساخنة
ويوضح «سعيد» أن «القبوري» يُصنع بدون أي أواني، وبدون أفران ولا غاز ولا كهرباء، ويجهز العجين من الدقيق والماء والملح، ولا يحتاج إلى وقت للتخمير، ثم يتم جلب حطب ويتم إشعال النار في الحطب حتى يتحول إلى جمر، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الرمال أسفله، وبعد إزاحة الجمر جانباَ، يتم حفر حفرة أسفل الرمال الساخنة، أقرب شبهاً من باطن فرن، ثم يوضع العجين ويردم عليه بالرمال الساخنة، ثم يوضع الجمر فوق الرمال مرة أخرى، وينتظر قرابة نصف الساعة حتى يستوي الخبز، ثم بعد ذلك نقوم بتنظيف الخبز الساخن من بقايا الرمال والجمر العالق به، ويكون جاهزاً للأكل، ويتم تناوله في وقته ساخناً وطازجاً.
أهالي جنوب البحر الأحمر: «من الطبيعة وإليها نعود»
ويوضح «بشار أبو طالب»، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، أن قبائل العبابدة هم أقدم سكان البحر الأحمر، واستخدموا الطبيعة في حياتهم، مشيراً إلى أن العيش القبوري هو الوجبة الأساسية في أكلاتهم، ومن تراث البحر الأحمر، وتسمية العيش المفضل لهم بهذه التسمية «القبوري»، ترجع إلى أن العجين يوضع في حفرة أشبه بـ«قبر» صغير، ومن هنا جاءت التسمية، وذلك تناسبا مع مقولتهم الشهيرة: «نحن من الطبيعة وإليها نعود».