مستشار وزيرة البيئة: أدخلنا وحدات البيوجاز لقرى «حياة كريمة».. ومخطط استراتيجي في «المخلَّفات» لكل محافظة
«البرى» خلال حواره مع «الوطن»
قال الدكتور أحمد فاروق البرى، رئيس مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة، مستشار وزيرة البيئة للبنية التحتية، إن المؤسسة هى الجهة الوحيدة المنوط بها مشاريع الطاقة الحيوية فى مصر، لافتاً إلى أنها أسهمت فى إدخال وحدات البيوجاز فى عدد من المحافظات ضمن مشروع «حياة كريمة». وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن منظومة المخلَّفات الجديدة تم دراستها جيداً منذ 2017 من قبَل عدد من المكاتب الاستشارية والجامعات، وأنه تم الانتهاء من 90% من مرحلتها الأولى، على أن يتم الانتهاء من جميع المراحل خلال 4 سنوات.
رفعنا كفاءة مصانع التدوير القديمة وأنشأنا أخرى جديدة.. والقانون يتيح للشركات الخاصة إدارة المخلَّفات تحت إشراف المحافظة والوزارة
ما الهدف الرئيسى من إنشاء مؤسسة الطاقة الحيوية؟
- مؤسسة الطاقة الحيوية مؤسسة غير هادفة للربح تم إنشاؤها بقرار من رئيس مجلس الوزراء سنة 2015، وقبل إنشاء هذه المؤسسة كانت بداية الطاقة الحيوية فى مصر من خلال مشروع استمر لمدة 10 سنوات بمنحة من إحدى الدول الصديقة، وكان يهدف لنشر تكنولوجيا الطاقة الحيوية، خاصة الوحدات الصغيرة، بسعة 2 متر مكعب فى القرى للمستفيدين من الفلاحين ممن يمتلكون عدداً معيناً من رؤوس المواشى، لكن بعد انتهاء هذا المشروع، قرر وزير البيئة السابق الاستمرار فى هذا المشروع، وبدلاً من أن يكون مشروعاً صغيراً فقد تم تحويله إلى مؤسسة داعمة لفكرة الطاقة الحيوية فى مصر، وبناء عليه صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء مؤسسة الطاقة الحيوية.
مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية الريفية لها دور توعوي وتعليمي.. وأنشأنا وحدة بيوجاز داخل مزرعة المواشي التابعة لكليتي الزراعة والهندسة بسوهاج
هل توجد شروط معينة للاستفادة من وحدات الطاقة الحيوية؟
- المستفيدون من وحدات الطاقة الحيوية «البيوجاز» لا بد أن تتوافر لديهم مجموعة من الشروط؛ أولها أن هذه الوحدات يتم تنفيذها فى القرى التى لن يصلها الغاز الطبيعى ضمن خطة الدولة فى الفترة القادمة، فنحن نستهدف القرى البعيدة، التى توجد على الأطراف ولن يصلها الغاز الطبيعى قريباً، لأن هدف الدولة، ونحن كمؤسسة، استدامة تشغيل الوحدة، والتى تصل تكلفتها إلى 15 ألف جنيه تقريباً من إنشاءات وموتور تقليب وبوتاجاز ومواسير، ثانياً تشغيل هذه الوحدات يستلزم تغذية يومية بالمخلَّفات العضوية من روث المواشى، وبالتالى لا بد أن يمتلك المستفيد من هذه الوحدات على الأقل 3 رؤوس من المواشى، لتغذية الوحدة بشكل يومى للحصول على غاز وسماد بصفة منتظمة ومستمرة.
كيف تعمل تقنية وحدات البيوجاز؟
- وحدة البيوجاز كانت سعتها 2 متر مكعب، وحالياً طورناها وعملنا وحدة أكبر سعتها 3 أمتار مكعبة، وتكون أبعادها التقريبية 3 أمتار ونصف المتر «طول» ومثلها «عرض» بعمق متر ونصف المتر تقريباً، وتبنى هذه الوحدة تحت الأرض بطوب شبه مصمت، يتم جلبه من بعض مصانع الطوب.. ويقوم بالتنفيذ الشركات التى قمنا بتأهيلها لهذا العمل، ووصل عددها الآن إلى 26 شركة، كلهم من شباب الخريجين ومعهم عمال البناء المدربون لتنفيذ هذه الوحدات، ويتم بناء الوحدة بطريقة معينة تحت الأرض، تكون مكونة من مخمر ووحدة تغذية ووحدة سماد يخرج منها السماد وفى منتصف المخمر يتجمع الغاز. وتوجد ماسورة غاز تتصل بالبوتاجاز، وتستلزم تلك الوحدة تغذية يومية بنحو مخلَّفات 3 رؤوس من المواشى، متوسط المخلَّفات لرأس الماشية الواحدة 20 كيلوجراماً يومياً، وبالتالى تحتاج الوحدة 60 كيلو مخلَّفات يومية يتم خلطها بنفس الكمية من المياه ويتم وضعها فى وحدة التغذية، وبعد شهر من أول يوم تغذية تنتج غازاً يعادل من أنبوبتين لثلاث أنابيب يومياً، لو استمر على التغذية اليومية، بالإضافة لكمية الغاز يتم إنتاج سماد عضوى للمزارع يكفى لتسميد 3 فدادين من الأراضى الزراعية، ويكون آمناً ولا يوجد به أى نوع من الأمراض، وبالتالى فإن المستفيد من الوحدة يضمن التخلُّص من مخلَّفات الماشية والحصول على غاز لتلبية احتياجاته وفى نفس الوقت يضمن سماداً صحياً لأرضه الزراعية. حيث إنه طالما توجد تغذية يومية بالمخلَّفات فإن الغاز والسماد لا يتوقفان عن التولد.
وماذا عن تمويل تكلفة تلك الوحدة؟
- لدينا أكثر من طريقة لإنشاء تلك الوحدات، كما قلنا من قبل فإن مؤسسة الطاقة الحيوية هى الجهة الوحيدة فى مصر المنوط بها نشر تكنولوجيا الطاقة الحيوية، وبالتالى فإن الجهات المانحة المحلية أو الدولية تتعامل معنا، فعلى سبيل المثال فقد تواصل معنا أحد البنوك وقدم منحة ضمن خدماته الاجتماعية وطلب إدخال وحدات بيوجاز لبعض القرى المحتاجة، وبعد دراسة القرى الأكثر احتياجاً لتلك الوحدات وتتوافر فيها الشروط يتم بناء الوحدات دون مقابل مادى، كما يتم ذلك وبنفس الطريقة من منحة من إحدى منظمات العمل، التى تهدف إلى تشغيل الشباب، أما الطريقة الثانية لإنشاء تلك الوحدة فهى من خلال بروتوكول بين المؤسسة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بحيث تُنشأ الوحدات، جزء منها قرض ويبلغ 60%، والجزء الآخر منحة ويبلغ 40%، أى إن المستفيد يحصل على الوحدة بشكل مدعم بنسبة 40%.
نفذنا 60 وحدة بيوجاز في المنيا العام الماضي
وجارٍ تنفيذ 15 وحدة بالفيوم.. و21 بالأقصر
نفذت المؤسسة مجموعة من وحدات البيوجاز ضمن مشروع «حياة كريمة»، فما الذى تم إنجازه حتى الآن؟
- قامت المؤسسة حتى الآن بتنفيذ عدد من الوحدات ضمن مشروع «حياة كريمة» فى أكثر من محافظة، حيث تم تنفيذ 60 وحدة فى محافظة المنيا العام الماضى، بالإضافة إلى 60 وحدة يتم تنفيذها هذا العام فى قرى محافظة المنيا أيضاً، كما أنه جارٍ تنفيذ 60 وحدة فى قرى سوهاج، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال الشهر الجارى، وفى الفيوم جارٍ تنفيذ 15 وحدة، إلى جانب 21 وحدة بمحافظة الأقصر، كما وقعنا بروتوكولاً مع منظمة العمل الدولية، إحدى الجهات المانحة، لتنفيذ 50 وحدة فى بعض قرى محافظة الغربية.
من خلال عمل المؤسسة على الأرض هل هناك تقبُّل لمفهوم الطاقة الحيوية؟
- نبذل جهوداً فى التوعية فى هذا المجال، كما أن وحدات البيوجاز أصبحت غير مقتصرة على الأفراد، حيث أصبحت المصانع تطلب من المؤسسة المساعدة فى إدخال وحدات البيوجاز لها، كان بينها شركة ملابس لها مصنعان، واحد فى برج العرب، والثانى فى الإسماعيلية، طلبت من المؤسسة إنشاء وحدتين كبيرتين للبيوجاز، يتم تغذيتهما من خلال مخلَّفات الطعام الناتجة عن مطعم المصنعين المخصص للعمال لإنتاج غاز للمطبخ، كما طلب منا صاحب مصنع لتصنيع البطاطس تصنيع وحدة بيوجاز يتم تغذيتها من مخلَّفات البطاطس، التى كان يبيعها من قبل علفاً للمواشى، وبالفعل وقعنا معه بروتوكولاً، وتواصلنا مع إحدى الشركات المصرية الألمانية لتصنيع هذه الوحدة.
ماذا عن المشاريع المستقبلية للمؤسسة؟
- لا يقتصر دور المؤسسة فقط على إنتاج الوحدات، وإنما يوجد دور توعوى وتعليمى، حيث قامت المؤسسة بإنشاء وحدة بيوجاز داخل مزرعة المواشى التابعة لكلية الزراعة بجامعة سوهاج، وكذلك إنتاج وحدة تعليمية داخل كلية الهندسة بنفس الجامعة للطلبة المهتمين بالطاقة الحيوية ومعرفة كيفية عمل تلك التقنية. كما يتم إنشاء ٣ وحدات متوسطة الحجم فى ٣ مدارس تابعة للتعليم الزراعى بمحافظة سوهاج.
بصفتك مستشار وزيرة البيئة للبنية التحتية، ما آخر تطورات ملف المخلَّفات؟
- وضعنا مخططاً استراتيجياً للمخلَّفات فى كل محافظة، بدأ من 2017، حيث أوكلنا هذا الملف لمكاتب استشارية وجامعات، بالنزول إلى كل محافظة من محافظات الجمهورية لعمل حصر عن كمية المخلَّفات وعدد السكان وعدد العمال العاملين بمنظومة المخلَّفات، وعدد السيارات ونوعيتها، وهل توجد مصانع ومدافن أم لا؟ وحالتها؟ وذلك حتى نضع مخططاً نموذجياً لحالة المخلَّفات فى كل محافظة، وبدأنا ننفذ من خلال ميزانية الدولة، والموضوع كان مكلفاً جداً لأننا سوف نحتاج عدداً كبيراً من المدافن والمصانع لتدوير المخلَّفات وتحويلها لـ«كمبوست»، فقد تم تقسيم خطة التنفيذ على مراحل؛ المرحلة الأولى نفذنا منها 90% وتم تسليم المدافن للمحافظات ولكن مع التوصية بأن الشركات الخاصة هى التى تدير المنظومة تحت إشراف المحافظة ووزارة البيئة وفقاً للقانون 202 لسنة 2020 الخاص بتنظيم المخلَّفات، ما أعطى فرصة للشركات الخاصة للدخول فى هذا المجال، حيث إن المحافظة تتعاقد مع شركات تؤدى عملية جمع ونقل للمخلَّفات وتشغيل للمصانع والمدافن والمحطات.
ما الجديد الذى تقدمه الشركات مقارنة بالشركات السابقة؟
- خبرتنا فى هذا المجال جعلتنا ندرك وجود بعض القصور لدى المحليات فى إدارة منظومة المخلَّفات، بمعنى أنه عندما تتعاقد المحافظة مع شركة قطاع خاص سوف تقوم المحافظة ووزارة البيئة بعملية المراقبة، والإشراف عليها بسهولة وفقاً للعقود الموقعة بين المحافظة والشركة، والمحافظة تراقب عليها ونحن كجهاز مخلَّفات نراقب أيضاً، ونوقع غرامات فى حال وجود أى تقصير فى أداء الشركة فى إدارة منظومة المخلَّفات كمرحلة أولى بداية من الجمع المنزلى والنقل ونظافة الشارع، وتشمل نقل المخلَّفات من المحطات الوسيطة إلى المصانع، والمرحلة الثانية هى التدوير فى مصانع تدوير المخلَّفات، ثم المرحلة الثالثة وهى التخلُّص النهائى فى المدافن، فكل مرحلة قد تقوم بها شركة واحدة أو شركات مختلفة وتتم مراقبتها ومحاسبتها وفقاً للعقود المبرمة.
وماذا عن ملف إعادة التدوير؟
- وزارة البيئة رفعت كفاءة مصانع التدوير القديمة، كما قامت بإنشاء مصانع جديدة، يتم من خلالها إعادة تدوير المخلَّفات مثل الاستفادة من الورق والزجاج والكراتين والمعادن، والجزء العضوى يتم تحويله إلى سماد عضوى، وكذلك الاستفادة من وقود المرفوضات الذى يستخدم فى الصناعات كثيفة استخدام الطاقة، أما الجزء الخاص بالمخلَّفات الإلكترونية فقد تمت مساعدة نحو 10 شركات فى الحصول على التراخيص اللازمة والتى ساعدتهم فى المقدرة على تجميع وتدوير المخلَّفات الإلكترونية سواء من المزادات الخاصة بالمخلَّفات الإلكترونية أو غيرها. وتقوم وزارة البيئة من خلال لجانها بدور رقابى على تلك الشركات وتوقيع المخالفات فى حال التخلُّص غير الآمن من هذه المخلَّفات أو عدم الاستفادة بشكل آمن منها سواء إعادة تدويرها أو تصدير بعض المكونات منها إلى الخارج، طبقاً لنصوص القانون ٢٠٢ لسنة ٢٠٢٠ الخاص بتنظيم المخلَّفات.
الطاقة الحيوية
الطاقة الحيوية «البيوجاز» هى نوع من الطاقة يعتمد فى الأساس على مخلَّفات الحيوانات أو المخلَّفات الزراعية، التى تكون ناتجة عن ما يسمى «الهضم اللا هوائى» فى المخمر، حيث من خلال تلك المخلَّفات وبعد تخميرها يتم توليد كمية كبيرة جداً من الطاقة الحيوية التى نستخدمها فى المنازل كوقود حيوى بديل عن أنابيب البوتاجاز.