معصرة زيوت يديرها «جمل».. ولما يتعب صاحبها بيشتغل
فى أحد الدروب الضيقة وعلى بعد أمتار قليلة من معبد إسنا الفرعونى، تقبع أقدم معصرة زيوت يمتد عمرها إلى 250 عاماً، يقصدها عدد قليل من الزبائن من مختلف المحافظات ومن بعض الدول العربية أحياناً.
المعصرة، التى أصبحت أحد المعالم الأثرية فى المنطقة والتى يحرص كثير من السائحين على زيارتها، لا تزال تحتفظ على مدار قرنين ونصف القرن بكل معالمها القديمة، لكنها لم تعد تنتج كل أنواع الزيوت كما كان يحدث خلال العقود الماضية.
«عم ناصر» صاحب المعصرة، التى ورثها عن أجداده، قال: «لى 60 سنة شغال فى المعصرة اللى ورثتها عن جدودى وبرغم إنى كبرت فى السن وحركة البيع بقيت ضعيفة، مش هاين علىَّ أقفلها، لأنه عيب فى بلادنا حد يقفل محله أو يسيب أرضه من غير زرع».
المعصرة التى يدير آلتها جمل، ساعات العمل فيها طويلة والعمل نفسه شاق ولا يتحمله حيوان آخر، ومع ذلك عندما يشعر «ناصر» بأن الجمل أرهقه العمل الشاق، فإنه يفكه من أمام المعصرة ويقوم بالعمل بنفسه بمساعدة ابنه ليريحا الجمل ولو قليلاً: «رغم أنه حيوان لكن بيصعب علينا، لما بحس أنه تعبان بريّحه وبشتغل أنا بمساعدة ابنى».
يتردد على المعصرة زبائن من السعودية والبحرين ودول عربية أخرى لأن سمعتها تجاوزت الحدود المصرية: «مفيش معاصر زى زمان ومافضلش غير معصرتين واحدة بتاعتنا، والتانية فى قوص فى قنا، وناس كتير لسه حريصة على عدم استخدام الزيوت اللى بتتباع فى المحلات وبييجوا يشتروا الزيت من عندنا وكمان فى ناس بتاخد زيت الخس والسمسم والذرة والجرجير بغرض العلاج من أمراض الكبد والسكر والضعف الجنسى».