قصة وفاة مدير مدرسة في طابور الصباح بالعاشر من رمضان.. شهيد العلم
المعلمون والأهالي يطالبون بإطلاق اسم المدير الراحل على المدرسة
مطالبات بإطلاق اسم مدير مدرسة العاشر شهيد العلم على مدرسته
سنوات طويلة قضاها مدحت محمد عبدالله مدير مدرسة «السلام 2»، بمدينة العاشر من رمضان، داخل جدران المدرسة، فلم يتخلف يوما أو يمنعه شيء عن الحضور، حتى لفظ أنفاسه داخل المكان الذي طالما أحبه كثيرا، وكان يتمنى الموت به، فيما ودعه الأهالي والمعلمون في مشهد جنائزي مهيب ليعكس الوداع المؤلم حالة الحزن التي كست وجوه المشيعين.
وفاة مدير مدرسة السلام بالعاشر من رمضان داخل المدرسة
رحل المعلم والأب كما لقبه المعلمون والتلاميذ في المدرسة، وبقيت سيرته العطرة أشبه بقصه يتداولونها فيما بينهم لرجل وهب حياته للعلم ومات في محرابه.
وطالب المعلمون والأهالي بإطلاق اسم المدير الراحل على مدرسة «السلام 2» في مدينة العاشر من رمضان، تخليدا لذكراه جزاء أعماله الحسنة، وموته شهيدا أثناء عمله.
تفاصيل وفاة مدير المدرسة
وقال خالد عبدالفتاح العزايزي عضو جهاز التفتيش مكتب وزير التعليم والأمين العام لنقابة المعلمين في العاشر من رمضان، إن مدير المدرسة الراحل حضر إلى المدرسة الساعة السابعة صباحا لمباشرة مهام عمله، حيث كان يحرص دائما على الحضور مبكرا لتفقد أعمال النظافة، والتأكد من توافر كل العوامل المناسبة لتسيير العملية التعليمية في سهولة ويسر.
وبعد مرور نحو نصف ساعة، وعند الاستعداد لتنظيم الطابور المدرسي، أصيب بأزمة قلبية، وحاول المعلمون إسعافه إلا أنه فارق الحياة إثر إصابته، بحسب «العزايزي».
مطالب بإطلاق اسم المعلم الراحل على المدرسة
وأوضح أن نقابة المعلمين بالعاشر من رمضان والعاملين في مدرسة «السلام 2» الابتدائية يطالبون بكتابه اسم شهيد العلم مدحت محمد عبدالله على المدرسة، تكريما لشهيد «محراب العلم».
وأضاف هاني موسى عضو نقابة المعلمين بالعاشر من رمضان، أن مدير المدرسة الراحل كان مخلصا في عمله، ولم يمنعه أي مرض أو ظرف عن الحضور إلى المدرسة، مشيرا إلى أنه قبل الوفاة بنحو 4 أيام كان يعلق علم المدرسة وأصيب بكسر في قدمه، ورغم ذلك أصر على الحضور إلى المدرسة ومباشرة عمله.
جوانب من حياة مدير المدرسة الراحل
وقال المستشار أحمد حسان مدير الإدارة القانونية بجهاز تنمية العاشر من رمضان، أن المعلم الراحل كان خير سفير للعلم، وكان ناجحا في عمله، وكان الأهالي يبادورن في مشاركة المعلم الراحل لتطوير المدرسة وتجميلها باستمرار.
وأضاف محمد أحمد غريب، محامي بالعاشر من رمضان، أن المعلم الشهيد كان أخا وصديقا لجميع الأهالي في منطقة الكيرهاوس، وكان شغله الشاغل مدرسة «السلام 2»، مضيفا «نحن كأهالي المدينة نطالب بإطلاق اسمه على المدرسة».
مواقف مؤثرة في حياة مدير المدرسة الراحل
وقال أحمد رجب، إن مدير المدرسة الراحل لم يكن معلما فقط، وإنما أبا لجميع التلاميذ، يحرص على مساعدتهم لفهم المواد الدراسية بشكل جيد، كما يحرص على توفير احتياجتهم من الملابس والأحذية خاصة لغير القادرين، مشيرا إلى أنه كان يوفر عددا من الأحذية بمقاسات مختلفة وعند رؤيته لأي من الطلاب أو الطالبات يرتدون أحذية قديمة أو متهالكة يقوم بمنحه حذاء جديد، ويقول له إن هذه الحذاء جائزة له من المدرسة نظير حرصه على الحضور والمواظبة على الدراسة، وهو أمر كان يشعر الطلاب بسعادة كبيرة لذا كانوا يحبون الذهاب إلى المدرسة.
ولفت إلى أنه يتذكر أيضا حرص المدير الراحل على استقبال شقيقته التي كانت تذهب إلى المدرسة على كرسي متحرك ويقوم بإدخالها الفصل والاطمئنان عليها.
وأشار إلى أنه على الرغم من مرور 10 سنوات على حصوله على الشهادة الابتدائية، إلا أنه كان حريصا والعديد من زملائه على زيارة المدير الراحل من وقت لآخر للاطمئنان عليه، وأخذ مشورته في كثير من أمور حياتهم.