في ذكراها الـ58.. "الجلاء" صفحة من حكاية شعب بكى فيها الزعيم فرحا
كفاح وتضحيات، قدمها الشعب المصري ضد الاستعمار، استمر لأكثر من 73 عامًا، ظلوا فيها مدافعين عن الأرض منذ ثورة أحمد عرابي ضد الأساطيل والجيوش البريطانية، مرورًا بثورة 1919، وثورة يوليو 1952، لينتهي بمباحثات ثنائية بين مصر وإنجلترا، بدأت فى 27 يوليو 1954، من أجل جلاء القوات البريطانية عن مصر.
ونجح المصريون في الحصول على الجلاء التام بتوقيع اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر 1954، التي وقعها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مع اللورد ستانسجيت، التي تمت على أكثر من مرحلة، أولها في 18 فبراير 1955، والثانية في 16 يونيو 1955، إلى أن تم جلاء آخر جندي عن أرض مصر، ورفع العلم المصري لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية في بورسعيد 1956.
في 18 يونيو 1956، بكى جمال عبدالناصر فرحًا، وهو يرفع علم مصر علي قاعدة بورسعيد البحرية، آخر موقع خرجت منه القوات البريطانية، قبل ذلك بخمسة أيام، بعد 74 عامًا من الاحتلال، وحملته الجماهير على أعناقها ليوقد شعلة النصر في الميدان الرئيسي ببورسعيد، بعد تحقيق أول أهداف ثورة 23 يوليو 1952.
"الجلاء" صفحة من حكاية شعب، كشفت المعدن الحقيقي لشعب ذاق مرارة الاستعمار، وبرهنت على عزيمة المصريين لإنهاء احتلال مارس ضده الاستبداد والظلم وحرمه من حقوقه في بلده، وجاء نص الاتفاقية: "بعد الإطلاع على الإعلان الدستوري الصادر في 10 فبراير 1953، وعلى القانون رقم 637 لعام 1954، والموافقة على الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة في 19 أكتوبر 1954، وبناء على ما عرضه وزير الخارجية بأن حكومة مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا، إذ ترغبان في إقامة العلاقات المصرية الإنجليزية على أساس جديد من التفاهم المتبادل والصداقة الوطيدة، اتفقتا على أن تجلو قوات صاحبة الجلالة جلاءًا تامًا عن الأراضي المصرية".
وبحسب نص الاتفاقية، فإنه "وفقًا للجدول المبين خلال فترة عشرين شهرًا من تاريخ التوقيع على الاتفاق الحالي، تعلن حكومة المملكة المتحدة انقضاء معاهدة التحالف الموقع عليها في لندن في 26 من شهر أغسطس ١٩٣٦، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية، التي هي جزء لا يتجزأ من مصر، طريق مائي له أهميته الدولية من النواحي الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما على احترام الاتفاقية التي تكفل حرية الملاحة في القناة الموقع عليها في القسطنطينية في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر عام 1888".