«الوطن» ترصد «معارك الثار» من الصعيد إلى الدلتا
الحق فى الحياة أقدس الحقوق على الإطلاق، وأعلاها شأناً فى كل الديانات والعقائد والقوانين البشرية، وهو أول الدروس التى علمها الله للإنسان منذ بداية الحياة على هذه الأرض، عندما قتل قابيل أخاه هابيل، قال تعالى: «مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا». أما عندما تصبح القوّة هى القانون، والاعتداء على أحد أفراد العائلة اعتداء على العائلة كلها، للدرجة التى يشن أفرادها جميعاً حرباً للانتقام من عائلة المعتدى برمتها، صبيانها وشبابها، نسائها وأطفالها وشيوخها، ويسرفون فى الحرق والانتهاك والتدمير، فهو ما لا يرضاه الضمير الإنسانى بأى صورة من الصور، وقديماً كانوا يزعمون أنّ روح القتيل، الذى لم يؤخذ بثأره تهيم حول قبره، وتقول: «اسقونى من دم قاتلى، فإذا أخذ بثأره طارت إلى السماء»، من هنا صار إزهاق الأرواح مناسبة للفخر والمباهاة والبطولة، لكن القضية لم تظل كما هى فى متون التاريخ وكتب التراث وأخبار الأولين، فما زلنا نشهد الوقائع نفسها حتى أيامنا هذه، وإن تطورت أساليب القتل إلى حد انضمام رشاشات الجرينوف والمدافع المضادة للطائرات، إلى ترسانة الأسلحة التى تستخدمها العائلات فى خلافاتها الثأرية، بعد أن بات الحصول عليها أمراً سهلاً بعد ثورة 25 يناير. جرائم الثأر لم تتوقف عند حدود الصعيد، حيث طبيعة المجتمعات العشائرية، وسطوة الأفكار القبلية على نفوس البشر، بل تعدت ذلك المحيط لتخترق الوجه البحرى وتضرب فى ريف الدلتا، لتزداد مع مرور السنوات حالات الثأر والخلافات المسلحة، ولا يتوقف مسلسل الدم فى طول البلاد وعرضها.. مشاجرات صغيرة تنتهى بحروب، والأسباب تافهة، لكن العواقب دائماً كارثية، يعززها انتشار السلاح، والنتيجة مزيد من طوابير الأرامل، واليتامى، والمشردين فى البلاد، هرباً بحياتهم من أن تنالهم شريعة القطيع، عندما يصير الدم أهون من الماء.. «الوطن» تفتح الملف الدموى، الذى عجز الأمن، وشيوخ العشائر والعائلات، وكل الأطراف، عن السيطرة عليه واحتوائه.
ملف خاص
قنا: عرب وأشراف وهوارة.. «سلسال دم» لا ينتهى
التعليم يدفع الثمن: 9 مدارس «خارج الخدمة» بسبب الصراع المستمر
القليوبية: حكايات الذعر والهروب من «الجحيم»
الأقصر: هروب لا يجدى.. ومواجهة لا تنهى «الخصومة»
الشرقية: غاب «التسامح».. وحضر «حب الانتقام»
سوهاج: 9 مدافع «مضادة للطائرات» تدخل إلى أرض المعركة
بنى سويف: الثأر «شر لا بد منه».. وبيع الأرض لـ«شراء السلاح»