فتحي الشويخ.. حكاية مزارع بالبحيرة حول «توك توك» لسيارة بـ6 آلاف جنيه
مالك السيارة
يجلس رجل في العقد السادس من عمره وسط الحقول منهمكا في مراقبة مرور السيارات واحدة تلو الأخرى، إذ يطمح في ابتكار ما يشبهها، فراودته الفكرة حين نظر إلى «توك توك» متهالك، وتحدى ذاته في تحويله إلى سيارة.
السعي لامتلاك سيارة
والتقت عدسة «الوطن» فتحي إبراهيم الشويخ، المقيم في مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، والذي كان يسعى لامتلاك سيارة إلا أنه لا يملك المال الكافي لشرائها، فدفعه الأمر إلى ابتكار حيلة جديدة لتنفيذ رغبته، وقرر تحويل ماتور «توك توك» إلى سيارة صغيرة.
تحدي أهالي القرية
وأشار أن تلك الفكرة راودته منذ ما يقرب منذ عام، إلا أنه شرع في تنفيذها الشهر الماضي، مشيرا أنه لاقى انتقادات عديدة في بادئ الأمر من أهالي قرية، لكنه قرر استكمال فكرته لإثبات عكس كلامهم وتحقيق ما يرونه مستحيلا.
الاعتماد على ماتور «توك توك»
وتابع «الشويخ»، أنه اعتمد على ماتور «توك توك» لانخفاض سعره، فضلاً عن استهلاكه مواد بترولية قليلة، مشيرا إلى أنه صمم جميع أجزاء السيارة معتمدا في ذلك علي ابتكاره، حيث أنه استعان بمكونات سيارة أخرى متهالكة، واتخذ منها بابين، وصمم وجه السيارة طبقا لحجمهما.
تنفيذ الفكرة
وأضاف «الشويخ»، أنه نفذ باقي السيارة تباعا، حيث أعدها بمقاييس معينة كي تلائم ماتور «توك توك»، مشيرا إلى أن تكلفتها بلغت 6 آلاف جنيه حتي الآن، ولم يتبق لها سوى تركيب الزجاج فقط.
الاستعانة بالسيارة
وقال إن أهل قريته يعتمدون على سيارته في قضاء حوائجهم داخل القرية والقرى المجاورة، لكنه لا يتحرك بها على الطرق العامة والرئيسية، مضيفا أنه صممها بطريقة تسمح له بمتابعة كافة أجزائها من ماتور وفرامل وغيرها من مكونات، حيث صمم لكل منها صندوقا خاصا داخل السيارة.
وذكر «الشويخ»، أنه لم يتخصص في مجال الميكانيكا، ولم يعمل بها من قبل، إلا أنه سعى لتنفيذ فكرة لطالما حلم بتحقيقها، مشيرا إلى أن السعي يعد أهم خطوات النجاح كما أن الإصرار عليه يغير وجهات نظر المحيطين من الانتقادات إلى الدعم، وناشد الشباب بضرورة السعي والابتكار لتحقيق ذاتهم.
المستحيل أصبح متاحا
والتقط محمود أبو عوف، أحد شباب القرية، أطراف الحديث، قائلا إنه لاحظ «الشويخ» وهو يقوم بتصنيع السيارة، حيث أصابته الدهشة، متسائلا كيف يتحول الـ«توك توك» إلى سيارة، إلا أنه تابع معه تنفيذ العمل حتى إنجازه.
وأضاف أن هذا الرجل برهن على مقولة «الحاجة أم الاختراع»، موجها رسالة من خلال اختراع السيارة مفادها أن مع السعي يصبح المستحيل متاحا.