أقدم إسكافي بدمنهور: بشتغلها من 50 سنة.. ونفسي في معاش شهري
اسكافي دمنهور
«إسكافي دمنهور».. لوحة معلقة على محل متهالك تملؤه ألوان مختلفة لأحذية بالية يتوسطها رجل في العقد السادس من عمره، تحتل التجاعيد ملامح وجهه، إلا أن ابتسامته تزينه، إذ أنه يستجمع قواه ليعيد للحذاء رونقه، حيث يظهر في حرصه على ذلك وكأنه مالكه.
أقدم إسكافي في دمنهور
يقول متولي حبيب، أقدم إسكافي بمدينة دمنهور، إنه يمارس تلك الحرفة منذ ما يقرب من 50 عاما، حيث يعمل بها منذ طفولته مع والده ولم يتخلَ عنها كونها تذكره بوالده وأجداده، وتحمل في طياتها سعادته بعمله.
مهنة تحمل ذكريات الطفولة
وأوضح «حبيب» ووجهه تكسوه الابتسامة، كونه تذكر طفولته أنه برع في مهنة تصليح الأحذية أفضل من والده، حيث أشاد به جده منذ صغره فكان دائم الاعتماد عليه عن والده، الأمر الذي كان يغضب والده مرارا.
الإسكافي مهنة فضل على أولادي
وتابع أقدم إسكافي بدمنهور وهو يصلح أحد الأحذية، أن تلك المهنة ذات فضل عليه وأولاده، حيث ساعدته في تربيتهم بما هو متاح منذ أن كان شابا، لذا رفض التخلي عنها في كبره، معتبرا إياها رفيقة دربه.
أشقاؤه رفضوا العمل بها
وأضاف أن أشقاءه عزفوا عن العمل بتلك المهنة بزعم أنها غير مربحة، إلا أنها تمثل له ذكريات عمره وتاريخه، مشيرا إلى أنه يعمل بها منذ أن كان أجره صاغ وما شابه حتى أصبح الآن يتقاضى 10 جنيهات.
قواه فارقته
وعن حال المهنة الآن، قال وصوته يتخلله الحزن إن قواه فارقته نظرا لتقدمه في العمر، مشيرا إلى أنه لم يعد قادرا على العمل بها طوال اليوم مثلما كان يفعل قبل 5 سنوات، الأمر الذي انعكس على دخله اليومي.
الآلات تؤثر على مهنة الإسكافي
وذكر «إسكافي دمنهور» أن الاعتماد على الآلات في تصليح الأحذية أثر على عمله، حيث قل عدد المترددين عليه، إلا أن هناك عددا آخر يُفضِّل العمل اليدوي، حيث يدوم لفترة أطول كما أنه لا يؤثر على نقص العمر الافتراضي للحذاء.
الرغبة في الحصول على معاش شهري
يطمح «عم حبيب» إلى النظر لحاله الصعبة وتوفير معاش شهري له، حيث تجاوز عمره الـ65 عاما وخانته صحته فأصبح المرض يعوق عمله بتلك المهنة التى لا يعرف سواها منذ صغره، ولا تأتي ثمارها الآن.