«تمارا تنشيفيللى» لـ«الوطن»: لم نرسل خطاب شكر لوزير الآثار على ترميم «هرم زوسر»
فى ظل سيل من الأنباء المتضاربة حول هرم «زوسر» المدرج وأعمال الترميم التى تتم به، بالتنسيق بين الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الآثار من جهة، وأثريين وخبراء من جهة أخرى، وتأكيد كلا الفريقين على وجود تقارير رسمية من «اليونيسكو» تساند موقفه، بل وتثنى عليه، كان لزاماً علينا أن نتوجه إلى الجهة المسئولة عن حماية التراث الثقافى والأثرى على مستوى العالم، وهى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وتحديداً مكتب الهيئة فى مصر. «الوطن» حاورت مديرة مكتب «اليونيسكو» فى مصر «تمارا تنشيفيللى» لمعرفة حقيقة توجيه خطاب شكر إلى وزير الآثار يثنى على أعمال الترميم بهرم «زوسر» وحقيقة ما يقال عن وجود تقارير عن تعرّض الهرم لمخاطر الانهيار وتهدد برفع منطقة دهشور من قائمة التراث العالمى.
■ فى البداية.. ما حقيقة تصريحات الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، عن توجيه «اليونيسكو» خطاب شكر يثنى على أعمال ترميم هرم «زوسر»؟
- لا، ربما كان الوزير يتحدث عن التقرير الصادر فى سبتمبر 2011، وهو التقرير الوحيد الصادر عن «اليونيسكو» فيما يتعلق بهرم «زوسر» والمعروف باسم هرم سقارة، ولم يوجه هذا التقرير أى شكر، بل كان به بعض الملاحظات على أعمال الترميم التى تمت وقتها من الشركة الأجنبية التى كانت تعمل داخل الهرم، وربما كان هناك نوع من التشتيت لدى وزير الآثار.
■ ذكرت وجود بعض الملاحظات فى التقرير الصادر عام 2011 عن «هرم سقارة» للشركة الأجنبية «سنتاك».. هل يمكن سرد أبرز تلك الملاحظات؟
- كان هناك بعض الاقتراحات والملاحظات التى طالبنا الحكومة المصرية بتنفيذها للحفاظ على الهرم، من بينها وضع دعامات وسد الفجوات التى أحدثتها عوامل الزمن وبفعل الإنسان، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن إزالة الكتل التى خلقت تجاويف كبيرة فى عدة مناطق، وظهر كثير من الكتل معلقة بشكل خطير دون وجود أى دعائم لحملها.
■ وهل اطلع «اليونيسكو» على ما تردد مؤخراً عن وجود مخاطر تهدد الهرم؟
- أغلب ما ورد إلينا هو ما تردد عبر وسائل الإعلام، ومن جانبنا لم نرسل أى خبراء سوى فى 2011، وهناك تضارب فى الأنباء التى ترد إلينا، وأنا بشكل شخصى سألت بعض الخبراء وأكدوا لى أن الشركة المصرية التى تعمل فى الهرم «غير متخصصة» فى أعمال الترميم، وهناك معلومات غير واضحة أو مؤكدة فيما يتعلق بأعمال الترميم.
■ فى حال ثبوت تجاوزات فى أعمال الترميم.. هل يهدد بخروج هرم «زوسر» من قائمة التراث الإنسانى العالمى؟
- هرم «زوسر» جزء من منطقة أثرية ضخمة تضم آثار سقارة بالكامل، ودهشور، وأبوصير، وهرم زوسر جزء من الجزء، ومكتب اليونيسكو ما هو إلا سكرتارية لمتابعة تلك المواقع، وفى حال وجود مشكلات يتم طرح الأمر على الاجتماع السنوى لهيئة الدول الأعضاء، ويجرى التصويت على إجراء مثل ذلك، ويستغرق سنوات طويلة من المخاطبات والمكاتبات بين الحكومة و«اليونيسكو»، للتأكد مما إذا كانت الدولة نفّذت التوصيات من عدمه، ثم تمنح المنظمة مهلة للحكومة وإذا ما تأكد تعمّد الحكومة إهمال الأثر نطرح اسم الموقع كاملاً وتتخذ الدول الأعضاء القرار، وبشكل عام فإن هرم زوسر جزء من المنطقة الأثرية إلا أنه لو تأكد لدينا إصرار الحكومة على إهماله فإن ذلك يهدد بإزالة المنطقة كاملة من قائمة التراث العالمى.
■ وما الإجراء المتبع فى تلك الحالة؟
- أعدّ زملائى فى المكتب الرئيسى لـ«اليونيسكو» خطاباً وأرسلوه إلى وزارة الآثار طالبوا فيه بتقرير فنى مفصل حول حالة الهرم وما تداولته وسائل الإعلام مؤخراً عن وجود مشكلات فى ترميم الهرم ومدى التزام الحكومة المصرية بتنفيذ توصيات التقرير الصادر فى 2011، وبناءً عليه ستتخذ «اليونيسكو» قراراتها، وفى حال استمرار الوضع على ما هو عليه قبل 2011 من الممكن أن تتخذ إجراءات تصعيدية وتنضم منطقة دهشور بأكملها إلى قائمة التراث المهدد بالخطر.