مرض جنون البقر ينتقل من الأعلاف الحيوانية
يحاول العالم حاليًا بكل جهده احتواء فيروس كورونا بتحوراته المختلفة، آملين في القضاء عليه مع ظهور العديد من أنواع اللقاحات، وبينما الجميع منشغلون في الفيروس التاجي فجرت بريطانيا مفاجأة صادمة باكتشاف أول حالة من مرض جنون البقر لديها بعد رصد حالتين في البرازيل، ليضاف المرض إلى قائمة الفيروسات والأوبئة التي تواجهها الأرض.
أعلنت وكالة صحة الحيوان والنبات «Apha» في بريطانيا، نفوق بقرة أصيبت بمرض جنون البقر، أمس، الجمعة، وجرى نقل البقرة النافقة من المزرعة التي كانت متواجدة بها في منطقة «سومرست».
ووفقًا لصحيفة «مترو» البريطانية، فإن وكالة صحة الحيوان والنبات، أكدت عدم وجود خطر على سلامة الغذاء، وأن خطر الإصابة بمرض جنون البقر في البلاد تحت السيطرة.
وفور رصد الأعراض على البقرة النافقة، تم إجراء عدة فحوصات بحثًا عن اعتلال الدماغ الإسفنجي القابل للانتقال (TSEs)، وهو فحص يجب إجراؤه بشكل وقائي ودون أي اشتباه سابق وفقًا لتشريعات الاتحاد الأوروبي، وفور تأكيد الإصابة جرى تحذير المزارعين، ولكن لا يوجد خطر على سلامة الأغذية أو الصحة العامة.
ومرض جنون البقر هو مرض يصيب الجهاز العصبي للماشية، وله فترة حضانة طويلة تتراوح بين سنتين وثماني سنوات، وأحيانًا أطول، ولا يوجد حاليًا علاج أو لقاح ضده، وفقًا للموقع الرسمي للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
ويعرف جنون البقر باسم «الاعتلال الدماغي الإسفنجي القابل للانتقال (TSE)»، أو أمراض البريون، وتتميز بتراكم بروتين معدي غير طبيعي يسمى «بريون» في النسيج العصبي، ويرتبط المرض بمرض كروتزفيلد جاكوب المتغير (vCJD) في البشر.
يحدث مرض جنون البقر التقليدي من خلال استهلاك العلف الملوث، وكانت البداية في التسعينيات، إذ جرى رصد المرض لأول مرة في الممتلكة المتحدة في عام 1986 كما تم تسجيل حالات إصابة بشرية انتقلت من البقر، بحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
ولفتت المنظمة إلى أنه يتم طهي أجزاء البقرة التي لا يأكلها الناس وتجفيفها وطحنها إلى مسحوق، ثم استخدام ذلك المسحوق كمكون في علف الحيوانات، ويحتوي العلف الملوث على البريون غير الطبيعي.
يمكن للبشر الإصابة مرض كروتزفيلد جاكوب vCJD وهو أحد تحورات المرض الأصلي، وتم تسجيل في عام 2019، نحو 232 إصابة حول العالم، ويُعتقد أنهم أصيبوا بالمرض من تناول طعام مصنوع من أبقار مصابة بمرض جنون البقر، بحسب الموقع الرسمي لمراكز السيطرة على الأمراض.
لا يعد داء كروتزفيلد جاكوب أو مرض جنون البقر معديًا، هذا يعني أنه ليس مثل الإصابة بنزلة برد.
كما أظهرت الدراسات البحثية، أن الناس لا يمكن أن يصابوا بمرض جنون البقر من شرب الحليب أو تناول منتجات الألبان، حتى لو جاء الحليب من بقرة مريضة.
ومن جانبها، أوضحت سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد بإدارة الطب البيطري بمركز الشهداء بالمنوفية، أن «جنون البقر» ظهر منذ 15 عامًا، وأصبح محدودًا الآن.
وتابعت في حديثها مع «الوطن»، أن حالات انتقال «جنون البقر» من الحيوان المريضة إلى الإنسان، تحدث في نطاق ضيق جدًا في حالة الاقتراب من الحيوانات المصابة لفترات طويلة، ولم يثبت حتى الآن ظهور الإصابة على أي إنسان حتى في حالة تناوله لحم حيوان مصاب، خاصة وأن الميكروبات تُقتل عند درجة حرارة الغليان.
تعليقات الفيسبوك