خسائر المانجو تصل إلى 75%.. التقلبات المناخية أصابتها بالعفن
خسائر المانجو تصل إلى 75%
يعد المانجو الأكثر ربحية بين المحاصيل البستانية، وظل لسنوات كثيرة مصدراً للربح الوفير بسبب إنتاجية الفدان الغزيرة، التى تزيد على 20 طناً فى أغلب الأصناف، كما أنها من أكثر الفواكه التى يقبل عليها المصريون بشكل خاص لطعمها اللذيذ، إلا أن موسم الزراعة 2021، كان هو الأكثر قسوة على مزارعى المانجو، ولم يمر عليهم عام مثله من قبل، فقد كانت الضربة مزدوجة بدأت مبكراً بتساقط الثمار، نتيجة التذبذب المناخى، ثم العفن الهبابى، الذى تسبب فى خسائر هائلة للمزارعين.
خبير زراعى: العفن قضى على «ثمار الإسماعيلية»
ويقول المهندس خالد كيره، استشارى زراعة المانجو: «إن محصول المانجو شهد خسائر كبيرة، بلغت 75%، فى أغلب المزارع على مستوى الجمهورية، موضحاً أن هذا الموسم هو أكبر المواسم التى حقق فيها مزارعو المانجو تلك الخسائر، وأن السبب الرئيسى فى ذلك يعود إلى التقلبات المناخية التى بدأت فى فصل الشتاء حينما جاء دافئاً أكثر من المطلوب، الأمر الذى تسبّب فى «عقد» أشجار المانجو مبكراً بزهور، ثم ظهرت ثمار خلال فصل الشتاء وهو أمر غير مألوف، حيث تعرّضت لموجة باردة ورياح عقب ذلك تسبّبت فى تساقطها، وكذلك أدت التقلبات المناخية وارتفاع درجة الحرارة فى الصيف إلى انتشار مرض العفن الهبابى فى مزارع محافظة الإسماعيلية الأكبر إنتاجاً، والتى قضت على الثمار التى نجت من البرودة والتساقط.
وقالت الدكتورة ولاء سمير، الباحثة بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية: إن المانجو من المحاصيل التى تحتاج إلى فترة برودة عالية خلال الشتاء، وهو ما يُعرف بسكون الجنين، إلا أن العام الحالى جاء فيه الشتاء دافئاً، ثم بارداً تسبب فى تساقط الثمار، وهو ما أدى إلى ضعف فى الإنتاجية كبير، مطالبة بالتحرك العاجل من المزارعين حالياً بالاستعداد لموسم الزراعة لعام 2022، بالتقليم المبكر والتسميد الجيد لزيادة مقاومة الشجرة لمثل هذه التقلبات، فكلما كانت الشجرة قوية مناعياً، كانت أكثر مقاومة للتقلبات المناخية.
وأكدت أن ارتفاع درجة الحرارة تسبب فى انتشار الكثير من الأمراض والحشرات الضارة كالحشرة القشرية وحشرة المن وأمراض العفن الهبابى والبياض الدقيقى، مما يتسبب فى سقوط الأزهار وتساقط العقد، مما أضعف الإنتاجية أيضاً هذا العام.
وقال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إنه رغم الضرر الكبير الذى ألحقته التغييرات المناخية غير الملائمة هذا الموسم على أغلب أشجار الفاكهة، وعلى معظم أنواع الخضراوات فإن أشجار المانجو، كانت أكثر الأنواع تضرراً، مما قلل الإنتاجية وأدى إلى ارتفاع أسعارها محلياً، لافتاً إلى أن أسعار معظم أنواع فاكهة المانجو ارتفعت بسبب قلة المعروض وارتفاع الطلب عليها.