«آمال» تجاوزت الستين.. وتعول 5 من مسح السيارات: كله بالحب
«آمال» تواصل عملها لمدة 14 ساعة يومياً
فى تمام الخامسة والنصف صباحاً، تخرج السيدة العجوز من منزلها المتواضع ببطء، معلنة بدء يوم عمل جديد، حيث تُلقى نظرة سريعة على السيارات الموجودة أمام منزلها، ثم تحضر «القماشات المبللة»، لتنظيف تلك السيارات، غير عابئة بكبر سنها أو حالتها الصحية.
تمتلك آمال إبراهيم، صاحبة الـ62 عاماً، جسداً نحيلاً و«عرجة» فى القدم، تجعل مهنة «سايس جراج» شاقة لا تليق بها ومن فى مثل عمرها، لكن البحث عن لقمة العيش أجبرها على العمل بـ«مهنة الرجال»، لتصبح من أحد أشهر سكان منطقة حدائق القبة.
قبل 6 سنوات، بدأت «الحاجة آمال» العمل «سايس جراج»، حيث تعول ابنتها المُطلقة المريضة بالسرطان، وعمرها 34 عاماً، وحفيدتيها «روح وحياة»، وابنها «سامح» 37 عاماً، الذى أصيب بحروق فى صدره ويده وظهره تمنعه عن العمل، تذوق الشقاء منذ الصباح الباكر لتعود فى نهاية اليوم بنحو 80 جنيهاً.
14 ساعة هى مدة عمل السيدة الستينية، منذ السادسة صباحاً حتى الثامنة ليلاً فى ساحة الجراج، مرتدية قميصاً يصعب معرفة لونه، وتعامل الزبائن بأسلوبها الخاص: «كله بالحب.. والجيران بيساعدونى عشان عارفين ظروفى».
تحاول «آمال» دائماً أن تبدو نشيطة، لا تعبأ بسنها: «مابحسش نفسى كبيرة على الشقا، بصحى وأشتغل من غير شيل الهم، وكأنى زى العيال الصغيرة»، لكن مرض السكر لم يرحم ضعفها، وأخذ يأكل فى جسدها حتى نحله بشكل واضح، ونال من قدمها اليسرى: «السكر بياكل فى جسمى من 20 سنة، وبدأ ينخر فى عضم رجلى لأنى أهملت فى العلاج، بس معذورة ماكانش معايا فلوس».
كل ما تأمله صاحبة الـ62 عاماً، أن تجد من «يجبر خاطرها بشغلانة»، فى تلك المرحلة العمرية التى وصلت لها: «محتاجة أرتاح».