.. وبدأت الحرب على «داعش» فى سوريا
شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها للمرة الأولى، فجر أمس، غارات على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا، ما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على «داعش» الذين تتم محاربتهم فى العراق أيضاً، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، الأميرال جون كيربى: «أؤكد أن الجيش الأمريكى وقوات الدول الشريكة تقوم بعمل عسكرى ضد إرهابيى (داعش) فى سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وصواريخ عابرة للقارات توماهوك»، وصرح مسئول فى «البنتاجون» بأن الغارات استهدفت خصوصاً مواقع للتنظيم فى معقله فى مدينة «الرقة»، إلى جانب أهداف على الحدود بين سوريا والعراق، وأكد مسئول آخر أن 5 دول عربية شاركت فى الغارات فجر أمس، وأفادت شبكة «إيه بى سى» أن الدول المعنية هى البحرين وقطر والأردن والسعودية والإمارات.
وقال مسئولون أمريكيون إن الغارات استمرت لمدة 90 دقيقة، مضيفين أنه من المتوقع أن تستمر هذه الغارات خلال الساعات المقبلة. كما ذكر مسئول بالبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يطلع على أحدث المستجدات. ونُفذت الغارات بواسطة طائرات مأهولة من سلاحى الجو والبحرية، وأطلقت صواريخ «توماهوك» من سفن أمريكية فى الخليج العربى والبحر الأحمر، ومن المعروف أن حاملة الطائرات «يو إس إس جورج إتش دبليو بوش» تتمركز فى الخليج.
.. وآخران يجهزان الأسلحة للرد على الهجوم «أ.ف.ب»
وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا ما يقرب من 20 غارة جوية فجر أمس ضد تنظيم «داعش»، وأفاد المرصد أن «طائرات من التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة شنت ما يقارب 20 غارة وضربة صاروخية على مقرات ومراكز وحواجز لتنظيم «داعش» فى الرقة وريفيها الغربى والشمالى وفى مناطق تل أبيض والطبقة وعين عيسى، وقال أحد النشطاء السوريين فى مدينة الرقة، إن «الغارات الجوية أضاءت سماء الليل فى المدينة»، مشيراً إلى أنها أدت كذلك إلى انقطاع التيار الكهربائى لمدة ساعتين. وقُتل أكثر من 20 جهادياً من تنظيم «داعش» فى الغارات التى شنها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة فجر أمس فى سوريا، حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان فى حصيلة أولية.
وأكد رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن غارات التحالف الدولى ضد «داعش» استهدفت مواقع لجبهة «النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» فى ريفى حلب وإدلب، وأفاد المرصد بمقتل 30 عنصراً من جبهة «النصرة» فى غارات التحالف الدولى على ريف إدلب.
وأعلن «البنتاجون» أن القوات الأمريكية استهدفت أيضاً أمس مجموعة متطرفة أخرى كانت تخطط لهجوم وشيك ضد قوات أمريكية وغربية وهى «مجموعة خراسان»، وأضاف بيان «البنتاجون» أن 8 غارات جوية أمريكية استهدفت «خراسان» التى تضم عناصر سابقين من القاعدة، وتابع البيان أن الولايات المتحدة شنت ضربة أيضاً «لإحباط الهجوم الوشيك ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية الذى كانت تخطط له خراسان»، وأضاف البيان: «كل الطائرات غادرت مناطق الضربات سالمة». فيما هدد تنظيم «داعش» الولايات المتحدة الأمريكية بالرد على الغارات التى شنها التحالف الدولى ضد مواقع للتنظيم فى سوريا.
فى سياق متصل، أكد الأردن مشاركته فى الغارات الجوية التى شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها فجر أمس بسوريا، معتبراً أنها «جزء من القضاء على الإرهاب فى عقر داره».
وأعلنت وزارة الخارجية السورية، أمس، أن الولايات المتحدة أبلغتها بشن غارات جوية على تنظيم «داعش» فى أراضيها، وأضافت الوزارة أن «الجانب الأمريكى أبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بأنه سيتم توجيه ضربات لتنظيم (داعش) بالرقة»، حسبما نقل عنها التليفزيون الرسمى. فيما أعلن مسئول أمريكى أنه لم يتم التنسيق مع النظام السورى أو تحذير الرئيس السورى بشار الأسد قبل شن الهجمات على مواقع تنظيم «داعش» فى الرقة، وذكرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، أمس، أن المسئول الأمريكى نفى صحة بيان وزارة الخارجية السورية، واعتبرت «سى إن إن» أن «نظام الأسد يعد الفائز الحقيقى من الغارات الجوية التى شنها الجيش الأمريكى ودول حليفة ضد أهداف لتنظيم )داعش) فى سوريا والتى جاءت قبل ساعات من توجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيحاول حشد المزيد من التأييد لخططه الرامية إلى التصدى لـ(داعش)».
على صعيد آخر، نفت بريطانيا، أمس، مشاركتها فى الضربات الجوية التى شنها التحالف الدولى على معقل «داعش» فى سوريا، إلا أن وزارة الدفاع البريطانية أوضحت أن المناقشات تدور حالياً بشأن الانضمام أو عدم الانضمام إلى الضربات الجوية فى سوريا، ولم يتم بعد اتخاذ أى قرار فى هذا الشأن. يأتى ذلك فيما نشر تنظيم «داعش» أمس فيديو آخر للصحفى البريطانى جون كانتلى، المختطف لدى التنظيم، وخلال المقطع المصور انتقد «كانتلى» الولايات المتحدة لشنها ضربات عسكرية على «داعش» ولاستهانتها بقوة أعدائهم. وقال الصحفى السابق فى «صانداى تايمز» والـ«تليجراف»: «لم نشهد منذ حرب فيتنام مثل هذه الفوضى، فالتقديرات الحالية بحشد 15 ألف جندى لمحاربة (داعش) منخفضة بشكل مضحك، حيث إن (داعش) تمتلك مجاهدين أكثر من ذلك بكثير». وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد شدد قبل بدء الضربات الجوية الدولية، أمس، على أن هذه الحملة يجب أن تتم بموافقة دمشق.
ورحبت المعارضة السورية، أمس، بالضربات الجوية التى شنتها الولايات المتحدة ضد «داعش»، لكنها حثت على مواصلة الضغط على حكومة الرئيس السورى بشار الأسد.