مصر تقتحم عصر الثورة الصناعية الرابعة بـ«تكنولوجيا الفضاء والاستزراع السمكي»
الدولة تدخل سباقاً مع الزمن لتطوير التعليم والبحث العلمى
دخلت مصر سباقاً مع الزمن من أجل تطوير التعليم وتوفير تخصصات جديدة تناسب احتياجات أسواق العمل المحلية والعربية والدولية، لذا دشنت جامعات جديدة من الجيل الرابع وكليات ذات إمكانيات متميزة وبرامج متطورة تهدف إلى إخراج كوادر تناسب أسواق العمل وتؤهل الخريجين لوظائف المستقبل.
«الوطن» قامت بجولة فى عدد من الكليات الفريدة والمتخصصة داخل بعض الجامعات المصرية التى تهدف إلى تنمية المجتمع المصرى وتلبّى احتياجاته وتؤكد سعى الدولة لاستعادة دورها الرائد فى التعليم الجامعى محلياً وإقليمياً فى إطار تنفيذ خطط التنمية المستدامة 2030، والجمهورية الجديدة.
داخل أول كلية للدراسات العليا فى «النانوتكنولوجى»، بجامعة القاهرة بفرعها بمدينة الشيخ زايد، توجد المعامل المجهَّزة وفقاً لأحدث النظم العالمية من معامل علوم المواد والنانوميتر والأجهزة التى يتراوح سعرها من مليون إلى 10 ملايين جنيه، هنا الباحثون والأساتذة يعملون كخلية نحل لتحقيق هدف محدد وهو إيجاد حلول بمختلف التخصصات لخدمة وتنمية المجتمع.
«حسين»: تلبي طموحات الجمهورية الجديدة
«أول كلية فى مصر والشرق الأوسط فى علوم النانوتكنولوجى» بهذه الجملة سرد الدكتور طارق حسين، القائم بعمل عميد الكلية، قصة إنشاء أول كلية من نوعها فى هذا التخصص، تحقق أهداف التنمية المستدامة وتلبى طموحات الجمهورية الجديدة، وأضاف: «جامعة القاهرة لديها الإمكانيات البشرية والمادية والبنية التحتية التى تحتاج لإضافات لاكتمال عدد من الكليات ذات التخصصات المتميزة، والتى تتماشى مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وتنتج خريجين يتلاءمون مع وظائف المستقبل، فالجامعة كانت تمتلك مركزاً للنانوتكنولوجى، وفى إطار خطة ورؤية الجامعة بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية تم اتخاذ القرار بإنشاء الكلية».
وأضاف «حسين» أن الهدف من إنشاء الكلية هو بناء جيل متكامل من أبناء الكليات العملية مزودين بتخصصات تجمع المجالات البحثية والعلمية كالهندسة والعلوم وتكنولوجيا المعلومات، وبما يكون نواة للاستعداد لوظائف المستقبل، مشيراً إلى أنه تم إنشاء قاعات تدريس ذكية ومعامل رقمية متطورة تسهم فى إنتاج الأبحاث العلمية التى تهدف فى النهاية إلى خدمة وتلبية احتياجات المجتمع من خدمات تحقق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أن الكلية تتمتع بوجود درجات الماجستير فى تكنولوجيا النانو وهندسة النانو، وهناك درجات فى علوم البيئة والترميم، وهى تعمل على ترميم الآثار، مؤكداً أن جامعة القاهرة وفرت إمكانيات لم توفرها دول أخرى لإنشاء كلية النانوتكنولوجى.
وأكد أن مستقبل الكلية من خلال الدراسات والأبحاث التكنولوجية والتطبيقية مسايرة ركب الثورة الصناعية الرابعة وتأهيل خريجين يتماشون مع وظائف المستقبل، مشيراً إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتم الكشف عن عدد من المشروعات البحثية تم الانتهاء منها بكليات النانوتكنولوجى فى مصر لخدمة وتنمية المجتمع.
«دسوقي»: تؤهل الخريجين لوظائف المستقبل
وكشف الدكتور عبدالرازق دسوقى، رئيس جامعة كفر الشيخ، تفاصيل إنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعى فى مصر، قائلاً: «صدر القرار الجمهورى بإنشائها فى 8 أبريل عام 2019، وهى تمثل إضافة كبيرة لهذا التخصص النوعى، كما أنها تشكل نقلة لتطوير الدراسة فى مجال تكنولوجيا المعلومات»، مضيفاً أن إجمالى عدد الطلاب الدارسين بالكلية 482 طالباً.
وأكد أن الكلية تقوم على استخدام أنماط تدريس متطورة فى الكلية من خلال تزويد قاعات التدريس بأجهزة تفاعلية طبقاً لأحدث المعايير العالمية، وإدارة الجامعة تسعى إلى توفير كل المتطلبات والوسائل اللازمة لبناء قدرات الطلاب وتشجيعهم على التمكين الرقمى لتقليل الفجوة الرقمية والتوجه نحو العالمية والمنافسة من خلال توفير بيئة تعليمية مبتكرة تسهم فى تعزيز إبداع الطالب وزيادة مشاركته وتحفيزه وإعداده لوظائف المستقبل وخدمة المجتمع.
وقال «دسوقى» إن إضافة كلية الذكاء الاصطناعى لكليات جامعة كفر الشيخ تأتى تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية للتأكيد على توظيف التكنولوجيا فى خدمة المجتمع وربط التعليم العالى بالحوكمة والاهتمام بالذكاء الاصطناعى الذى أصبح أيقونة العصر الحالى لمواجهة التحديات والتغيرات المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة.
وبالنسبة لكلية الاستزراع السمكى، أكد أنها أول كلية متخصصة فى الإنتاج السمكى على مستوى الجمهورية لتلبية احتياجات المحافظات والدولة بوجه عام، استجابة لمتطلبات سوق العمل وإعداد خريجين قادرين على استيعاب التقنيات الحديثة فى مجال الاستزراع المائى والتصنيع السمكى وزيادة إنتاجية الثروة السمكية كقطاع مهم فى الاقتصاد القومى وتطوير وتنظيم آليات الصيد والحفاظ على البيئة المائية وإتاحة الفرصة للمساهمة فى امتصاص قدر معين من البطالة بالمجتمع.
وتابع أنه فى ظل التطور العلمى السريع أصبح من الضرورى أن تهتم الدولة بإنشاء كليات للثروة السمكية لتطوير الإنتاج السمكى وسد حاجة المواطن من البروتينات الحيوانية النيلية والبحرية بأسعار تتناسب مع المستهلك وذات جودة عالية وخالية من الأمراض والملوثات، وتحسين مواصفات الخريج لكى يتلاءم مع متطلبات سوق العمل محلياً وإقليمياً، وأن يكون مواكباً لخطط تنمية المجتمع ولزيادة ثقة المجتمع محلياً وإقليمياً فى خريجى الكلية.
وقال الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بنى سويف، إنها أول كلية عربية ومصرية يتم تخصيصها فى مجالات الملاحة وعلوم الفضاء وتكنولوجياته المتطورة، بهدف إعداد كوادر متميزة تتماشى مع وظائف المستقبل ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، خاصة أن العالم يتجه حالياً نحو التخصصات الحديثة المتميزة التى تحقق وظائف المستقبل وتلبى الاحتياجات محلياً ودولياً.
وأضاف «شلبية» أن الكلية تهدف لإخراج كوادر علمية متميزة وقادرة على العمل بمنظومة الفضاء محلياً ودولياً وتكون نواة لبرنامج الفضاء المصرى التابع لوكالة الفضاء المصرية، حيث يقوم بالتدريس عدد من أساتذة الفضاء المتميزين فى مصر والشرق الأوسط والدول الأجنبية كألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، وتتيح الكلية الكثير من المجالات المهمة، أبرزها الأرصاد وهيئات الاستشعار وعلوم الفضاء وهيئات الملاحة الجوية والبحرية والمطارات والطيران المدنى ومختلف الوزارات ومراكز البحوث وتأهيل كوادر لمصانع الإلكترونيات وشركات المحمول.