اليوم الأول للعلاج بـ«السوفالدى»: طوابير مرضى «فيروس سى» تحاصر معاهد الكبد
اصطف مرضى فيروس سى منذ العاشرة من صباح أمس، أمام معاهد الكبد الـ26 بمختلف محافظات الجمهورية، فى اليوم الأول لبدء الكشف عليهم، تمهيداً لحصولهم على العلاج الجديد «السوفالدى» الذى أعلنت وزارة الصحة المصرية حصولها عليه من شركة الدواء الأمريكية «جلياد» بـ1% من سعره. توجهت «الوطن» إلى المعهد القومى للكبد بقصر العينى، منذ الساعات الأولى لبدء توقيع الكشف الطبى على المرضى الذين حصلوا على رد من الموقع الإلكترونى الخاص بلجنة الكبد بتحديد موعد لتوقيع الكشف الطبى عليهم أمس.
وفى ساحة الانتظار وقفت نادية عبدالرازق، 54 سنة، من بولاق الدكرور، بصحبة نجلها تنتظر دورها للكشف، وتحمل بين يديها ورقة التسجيل، التى اشترطت لجنة الكبد تقديمها قبل توقيع الكشف الطبى، تقول نادية إنها أصيبت بفيروس سى منذ عامين وظلت لعام كامل تعانى من العلاج بالحقن بالإنترفيرون.
وأضافت أنها بعد انتهاء كورس العلاج شفيت من الفيروس وتأكدت من ذلك بعد إجراء التحاليل وجاءت نتيجتها سلبية لفيروس سى، إلا أنها فوجئت بعد ستة أشهر بعودة أعراض المرض للظهور مرة ثانية وكانت صدمتها الكبرى حين أجرت التحاليل وجاءت نتيجتها إيجابية للفيروس.[FirstQuote]
وتابعت: قررت بعدها إنى مش هاخد علاج تانى، كفاية قعدت سنة بحالها آخد إبر وحقن لغاية ما جلدى اتبهدل خالص وبعدها بـ6 شهور المرض رجع تانى، قلت خلاص هتوكل على ربنا وأعيش كده وما حدش بيموت ناقص عمر، لغاية ما سمعت عن العلاج الجديد فبدأت أتابع المؤتمرات والأخبار الخاصة به، وأول ما الوزير أعلن عن فتح باب التسجيل على النت كلمت ابنى عشان يسجل لى لأنى مش بعرف أدخل على النت». وواصلت: «التسجيل بدأ يوم الخميس الماضى الساعة 10 صباحاً ابنى سجل الساعة 10.5، وفعلاً الرد جالنا بعد 24 ساعة على النت وحددوا يوم الاثنين عشان أكشف، ويارب أكون من الحالات اللى حددوها عشان نفسى أخف وأبقى زى زمان».
وعلى أحد أرصفة ساحة الانتظار جلست علياء حسن عبدالفتاح، 62 سنة، من حدائق القبة، بملابسها السوداء البسيطة وقد أنهك المرض جسدها الضعيف تنتظر دورها فى الكشف، تقول: أنا مريضة بالفيروس منذ 10 سنوات والمرض تطور حتى وصل إلى مرحلة التليف، ولما سمعت من التليفزيون إن فيه علاج جديد، ابنى سجل اسمى وحضرت علشان أكشف، ونفسى ربنا يشفينى».
وعلى أحد المقاعد المعدة للانتظار بالمعهد جلس سمير سعد حسين، 63 سنة، على المعاش، بوجه ضاحك ومتفائل لدرجة أننا ظننا أنه حضر مع أحد المرضى وأنه ليس مريضاً، وبسؤاله قال: «أنا اكتشفت بالصدفة البحتة أن عندى فيروس سى من شهر ونصف، كنت بعمل عملية إزالة حصوة، وإزالة البروستاتا، عرفت ساعتها أنى مصاب بكل أمراض الدنيا، قلب وضغط وسكر وكمان فيروس سى».
واستطرد بلهجته الساخرة: أنا مش عارف الأمراض دى كلها جات لى منين، أنا مش بشتكى من أى حاجة بس آهى حكمة ربنا. «حسين» علم بالعلاج من التليفزيون، حيث أُعلن عنه قبل أن يعرف أنه مصاب بالمرض، ولذلك لم يحاول العلاج بالعلاج التقليدى وإنما انتظر السوفالدى ليعالج به مباشرة، وفور إعلان الوزير فتح باب التسجيل على الموقع الإلكترونى يوم الخميس الماضى، اتصل بابنة أخيه التى أسرعت بالتسجيل له، وبعد تحديد موعد الكشف الخاص به حضر لمعهد الكبد ينتظر بين رفقائه من مئات المرضى الذين لا يختلف عنهم سوى فى ابتسامته التى تعلو وجهه ونظرته المتفائلة.
وبجواره جلس مصطفى أحمد، 63 سنة، على المعاش، يحاول أن يستمد ممن بجواره القليل من التفاؤل. قال لنا إنه أصيب بالمرض منذ عامين ونصف، وخلال فترة علاجه حصل على 48 حقنة، بعدها أجرى تحليلاً فجاءت نتيجته سلبية للفيروس، ولكن بعد ستة أشهر أجرى تحليلاً آخر فاكتشف عودة المرض لجسده من جديد.