بالفيديو| خطابات رؤساء مصر السابقين أمام الأمم المتحدة .. والعالم يترقب السيسي
في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والستين، والتي من المقرر إلقائها الخميس المقبل، يتوقع المصريون أن ترتكز كلمة الرئيس في المقام الأول على الأوضاع في مصر، وحربها على الإرهاب، خاصة مع اختلاف أمريكا ومصر في بعض السياسات التي كانت واضحة في مواقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع تطور الأوضاع السياسية في مصر.
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه الدورة، هي الخامسة لمصر أمام الأمم المتحدة، بعد ناصر والسادات ومبارك ومرسي، والتي ارتكزت خطبهم على القضية الفلسطينية بشكل أساسي إلى جانب الأوضاع المصرية، وربما تقابل كلمة السيسي "ناصر العصر" كما يطلق عليه مؤيدوه، بمقارنة مع كلمة الرؤساء السابقين التي كان لكل منها طابعًا مميزًا وأسلوبًا خاصًا.
بعد أن سافر على متن باخرة قاطعًا الطريق إلى أمريكا بحرًا، مصطحبًا معه عدد من الرؤساء والزعماء الأفارقة، وقف عبدالناصر عام 1960 يلقي كلمة مصر التي وُصفت حينها بـ"التاريخية"، في حضور 13 دولة إفريقية فقط، خطبة واضحة وصريحة "نحن مع السلام وضد الحرب، مع العدل وضد الظلم، مع التنمية لإنقاذ الفقراء".
انتقد ناصر في كلمته المجتمع الدولي لتجاهله المواثيق الخاصة بحقوق الفلسطينيين، وتحدث عن القضية الفلسطينية باستماتة فاستحوذت على معظم خطبته، ودافع عن حق الفلسطينيين في أراضيهم، والتي ربما تستحوذ على أغلب خطاب السيسي في هذه الدورة نظرا لاشتعال الأوضاع مؤخرا في الأراضي الفلسطينية.
وتتطرق ناصر إلى الاستعمار في إفريقيا، وكيف يتناقض مع مواثيق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان في حق الشعوب بتقرير مصيرها والمساواة بين الأجناس، ولعل هناك تشابه بين ناصر والسيسي في توقيت عقد الجمعية وإلقاء كلمتهما، في اختلاف أمريكا مع السياسة المصرية لكل منهما ومعادتها لها.
جاءت كلمة الرئيس الراحل أنور السادات بعد 15 عاما من كلمة ناصر، فبعد الانتصار العظيم للمصريين في حرب أكتوبر، وقف السادات عام 1975 متفاخرا بعروبته و مصريته، وتحدث عن السلام في المنطقة، وقراره بفتح قناة السويس تأكيدًا للسلام، وحرصًا من مصر على تيسير التجارة والتبادل بين الشعوب والدول الصديقة.
استنكر السادات أن يكون الوفاق شعار للسلام والاستقرار بين القوتين الأعظم فقط عن طريق التفاهم في ميدان الأسلحة النووية أو التعاون في التكنولوجيا، بمعزل تام عن باقي شعوب العالم، فيجب حينها أن تقف أمامه الدول المتوسطة والصغرى، وتناول القضية الفلسطينية، إذ لا يمكن للعرب أن يرضخوا للاحتلال أو يرتضوا بحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه.
وكأسرة واحدة، تحدث السادات عن علاقة مصر بالدول العربية، والدور الذي لعبته في حرب 6 أكتوبر، وكيف تضامنت الدول وشعوبها العربية مع مصر بشكل تلقائي، واحتفى بذلك الدعم العربي في حرب أكتوبر، ناقلا صورة مترابطة للشرق الأوسط، ومتحدثا عن العلاقة الطيبة بين الدول العربية والتي ستظل قوية للأبد.
" من منبر الأمم المتحدة، صوت الحق والسلام والعدل، ورمز تراضي المجتمع الدولي على أهداف سامية تحكم العلاقات بين الدول والشعوب" وقف الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بعد عام واحد من توليه السلطة، يلقي كلمته في الدورة السابعة والثلاثين للجمعية عام 1982، تناول فيها القضية الفلسطينية كنظيريه السابقين، معتبرًا أن التوصل لحل للقضية الفلسطينية على أساس الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، هو مفتاح السلام في الشرق الأوسط.
منع خطر نشوب حرب نووية، كان القطاع الثاني الذي تطرق إليه مبارك خلال كلمته، موضحًا أن انتشار الأسلحة النووية كفيلة بالقضاء على حضارة الإنسان ومنجزاته منذ فجر التاريخ، فلا منتصر ومهزوم بها، إنما خسارة الماضي والحاضر والمستقبل هي حصيلتها، وطالب الأمم المتحدة بتعزيز دورها في الحفاظ على الأمن.
بدأ الرئيس المعزول محمد مرسي كلمته أمام الأمم المتحدة العام الماضي، بمقدمة إسلامية تلائم تمامًا خلفيته ومرجعيته، ثم تلاها بالحديث عن ثورة 25 يناير قائلا "الثورة المصرية التي أسست الشرعية التي أمثلها أمامكم، لم تكن نتاج لحظة أو انتفاضة عابرة، لكنها نتاج لكفاح طويل لحركات وطنية حقيقية، متطلعًا إلى العمل مع القوى الدولية في إطار المواثيق العالمية".
وإلى جانب القضية الفلسطينية التي تمحورت خلالها في كلمات الرؤساء السابقين، وإعلان دعم مصر للشعب الفلسطيني في إقرار حقوقه ومصيره، تطرق مرسي إلى القضية السورية وإلزامية منع تحول المشهد فيها لحرب أهلية شاملة، موضحًا أن مصر تسعى لتجنب التدخل العسكري الخارجي في سوريا، داعيًا في كلمته لعقد مؤتمر لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والتأكيد على حق أي دولة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وفي عام 2013، لم يأبه الرئيس السابق عدلي منصور، بدعوة الأمم المتحدة، وأناب عنه نبيل فهمي، وزير الخارجية، الذي اهتم بالحديث عن حرب مصر ضد الإرهاب، وكيف تواجهه بعقل وحكمة، وأكد حينها أن خروج الشعب في 30 يونيو كان من أجل أنها ثورة خالصة، وليس انقلابًا كما ادعي البعض.