ناجون وأهالي ضحايا: نصارع من أجل الحياة.. ودَقة القلب السليم نعمة
والدة محمد عبدالوهاب ترفع قميص ابنها
مثل القاتل الخفى تتفشى أزمات «كهرباء القلب» بين قلوب العديد من الشباب لتفتك بأرواحهم ببطء، دون علمهم فى أغلب الأحيان، لتتفاوت بين النبضة والأخرى معدلات الحياة، فتكتب إحداها النهاية لحياة شاب لم يتمكن بعد من استكمال أحلامه.
محمد عبدالوهاب لاعب الأهلي أشهر ضحاياه.. ووالدته: كان يقضي يومه بشكل طبيعي في التدريب وتناوُل طعام صحي
لم يكن يعانى اللاعب محمد عبدالوهاب من أى مشكلات فى القلب أو بوادر أزمات صحية، وفقاً لحديث والدته، حيث كان يقضى يومه بشكل عادى وطبيعى بين التدريب وممارسة كرة القدم وتناول الطعام الصحى، مؤكدة أنه كان يتمتع بصحة جيدة دون أى شكوى. وتابعت والدة اللاعب الراحل أنه لم يكن ليجازف بحياته إذا كان يعلم أن لديه ذلك المرض، لذلك تفاجأ الجميع بوجود أزمة كهرباء القلب لديه بعد وفاته. وتشابهت حالة محمد عبدالوهاب مع حالة الشاب محمد طليس، الذى رحل عن عمر 30 عاماً، حيث توقفت الحياة لديه بسبب كهرباء القلب، دون أن يشعر مسبقاً بأى عرض صحى لديه، ليترك عائلته خلفه تتجرع آلام الحزن.
ما زال والد محمود طليس يتذكر يوم رحيل نجله، منذ عامين، حيث كان عائداً من مباراة كرة قدم مع أصدقائه، ليجلس للحظات بسيطة مع أسرته ثم خلد للنوم، لكنه لم يتمكن من الاستيقاظ منه أبداً، ويترك أحلاماً دوَّنها على الحائط باتت وحيدة.
«صدمة غيَّرت حياتنا».. يعتبر ذلك هو الوصف الأمثل الذى أطلقه «طليس» عن رحيل نجله، حيث تفاجأ بأن «محمد» كان يعانى من اضطراب بكهرباء القلب دون معرفة منه، ليبحث مطولاً عن ذلك المرض، ويكتشف أنه كان سبباً فى رحيل كثيرين، من بينهم المذيع عمرو سمير وعدد من الرياضيين، دون معرفة مسبقة منهم. وبينما فجعت «كهرباء القلب» عائلة ريهام الوكيل، حيث فقدت ابنتيها «مريم ومرام»، لاعبتى السلة فى المحلة الكبرى، بفارق عام واحد، ودَّعت فيه طفلتيها بطريقة مؤلمة، تمنت فيها لو «كنت خلعت قلبى واديته لهم وعاشوا همّا»، التى تقولها بينما تكتم الدموع وأنين الفقدان المرير داخلها.
أم فقدت ابنتها: بنتي تحولت إلى قطعة ثلج فجأة قبل لحظات من وفاتها
وتروى الأم المكلومة أنها قبل نحو 3 أعوام كانت تجلس فى أحد ملاعب كرة السلة لتوصيل ابنتها الكبرى «مريم»، 12 عاماً، من أجل ممارسة رياضة كرة السلة، التى كانت تمارسها بحماس وجهد بالغ كعادتها، لتخرج للقاء صديقاتها بالنادى نفسه، لتصطدم بعد نحو نصف ساعة بكلمات: «إلحقى مريم بنتك وقعت ومش بتتحرك»، ركضت «ريهام» للملعب سريعاً اعتقاداً منها أن ابنتها أصيبت بقدمها وسقطت مغشياً عليها، لكنها ما إن وصلت لها حتى وجدت جسدها الصغير أشبه بقطعة ثلج شديدة البرودة دون حركة، لتخبرها الطبيبة المختصة بوفاتها، بسبب خلل فى «كهرباء القلب».
عام كامل قضته الأم محاولة التغلب على تلك الصدمة بصعوبة بالغة، تحسست طريقها فيها لمساعدة ابنتها الصغيرة «مرام»، 10 أعوام، التى تمارس أيضاً كرة السلة كشقيقتها الراحلة، لكن بعد أشهر قليلة رحلت أيضاً «مرام» بنفس المرض، رغم أنهما لم تعانيا من أى أعراض أو آلام، موجهة رسالة مهمة لكل الآباء والأمهات: «لازم تراقبوا صحة ولادكم وخصوصاً اللى بيلعبوا رياضة، وتعملوا لهم أشعة على القلب علشان تتطمنوا عليهم على طول»، مشيرة إلى أن رحيل ابنتيها ساعد فى إطلاق حملة بمدينتها للكشف عن مرض خلل القلب واكتشاف حالات مصابة بالفعل.
وبجانب ضحايا مرض العصر الفتاك، يوجد أيضاً عدد من المقاتلين الذين يواجهون المرض بثبات وأمل فى الشفاء، حيث تمكنت لوجين على، 23 عاماً، من معرفة إصابتها بخلل فى كهرباء القلب، إثر معاناتها المتكررة من «رفرفة بالصدر وألم به تعقبهما حالات إغماء»، لتتجه إلى الطبيب وتخضع لعدة أشعة بيَّنت إصابتها.
«كنت خايفة يتركب لى جهاز تنظيم القلب وأفضل طول عمرى ماشية بيه».. كانت تلك هى أكبر مخاوف الفتاة العشرينية، قبل أن تتلقى رداً مطمئناً من طبيبها بإمكانية التغلب على المرض، لكنها ما زالت تخشى عدم قدرتها على ممارسة الحياة بصورة طبيعية وخاصة بعد الزواج والإنجاب، لذلك تحافظ على وصفتها الطبية بدقة.