رئيس مباحث سيوة: قضينا على التهريب بمساعدة القوات المسلحة
هدوء لا يسوده الترقب أمام قسم شرطة سيوة، سيارات الشرطة قابعة أمام القسم تستعد للخروج فى دوريات أو تنتظر بلاغات نادراً ما تأتى لطبيعة المدينة الهادئة أمنياً، أفراد الشرطة تربطهم صلات قوية بأهل مدينة سيوة، هذا القسم الذى كان فى مأمن فى ظل الانفلات الأمنى واستهداف أقسام الشرطة فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.
تقوم قوات الشرطة حالياً بدور مهم لإحكام السيطرة داخلياً مع قوات الجيش على الحدود لمنع التهريب، ونجحت الشرطة فى رصد طرق التهريب الرئيسية التى يسلكها المخالفون بعيداً عن الكمائن الثابتة.
داخل قسم شرطة سيوة، التقت «الوطن» الرائد مهاب على رضوان، رئيس مباحث القسم؛ حيث أكد أن قوات الشرطة، بالتعاون مع القوات المسلحة، استطاعت أن تضبط الحالة الأمنية فى مدينة سيوة لتقضى على عمليات التهريب التى انتشرت فى السابق بسبب الغياب الأمنى والحالة العامة للدولة فى أيام الرئيس المعزول محمد مرسى. وأضاف: بعد الثورة الليبية وسقوط معمر القذافى، اضطربت الأوضاع هناك وأصبحت هناك حالات هجرة غير شرعية من وإلى ليبيا، كما استُخدمت حدودنا لفترة من الزمن لتهريب السلع المحظورة والأسلحة والمخدرات والسجائر والمنتجات الإلكترونية والسيارات وغيرها، ورغم أن قوات الشرطة غابت لفترة من الزمن لطبيعة المرحلة السابقة، لكن أجهزة البحث والتقصى لم تتوقف يوماً عن عملها، كنا نجمع معلومات عن المهربين وأماكن التهريب والطرق التى يسلكها المهربون والمخازن التى توضع فيها السلع المهربة لحين نقلها إلى داخل البلاد، وبعد أن استعادت قوات الشرطة عافيتها، بدأنا بالتخطيط الفعلى للقضاء على هذه البؤر المخالفة للقانون بتعليمات من اللواء العنانى حمودة، مدير أمن مطروح، وبالتنسيق مع القوات المسلحة للبدء فى توجيه حملات مكثفة على قرى بعينها على أطراف مدينة سيوة، هذه القرى تُستخدم كممر لعبور هذه التجارة وتنتشر بها المخازن التى تخبئ المواد المخالفة المهربة، بدأت القوات المسلحة، خاصة قوات حرس الحدود، بالتشديد الأمنى على المنطقة واستخدمت الطيران فى قصف المهربين أثناء مرورهم بالصحراء كما تتبعت عدداً كبيراً منهم ولاحقتهم فى الصحراء أثناء محاولة الوصول إلى الحدود الليبية وألقت القبض عليهم. وفيما يتعلق بدور الشرطة، استطاعت قوات القسم، أن تضبط كميات كبيرة من المواد المهربة كالخمور والسجائر والأسلحة، كما استطعنا ضبط سيارات مسروقة كانت تُستخدم فى التهريب.
يستكمل «رضوان» متحدثاً عن طرق التهريب: كان المهربون يستخدمون وسائل إلكترونية لتحديد المواقع الجغرافية وسهولة الوصول إلى أطراف التهريب من ليبيا، كان بحوزتهم «GBS» وهواتف الثريا، ويسلك المهربون طريقاً من قرية بهى الدين، آخر منطقة سكنية على الحدود تتبع مدينة سيوة وتبعد عن حدود ليبيا 30 كيلومتراً فقط، يقوم المهرب الليبى بتسليم البضاعة للمهرب المصرى ويقوم بتخزينها فى مناطق زراعية أو صحراوية على أطراف قرية بهى الدين، ويسلك المهربون طرقاً بعيدة عن الأكمنة فى مدقات صحراوية ويتجهون إلى مطروح أو الضبعة أو الإسكندرية أو منطقة رأس الحكمة، وبعض المهربين يسلكون طرقاً ومدقات صحراوية توصلهم إلى محافظة الجيزة مباشرة.
ويضيف: أهل سيوة مسالمون ومتعاونون جداً مع الشرطة، نادر أن تجد منازعات أو تعديات؛ لأن شيوخ القبائل لهم سيطرة وكلمة فى حل المشاكل ودياً قبل أن تتفاقم، كما يساعد شيوخ القبائل فى مناهضة الفكر الدينى المتطرف ولا يسمحون بوجوده فى المنطقة؛ لذا فمدينة سيوة آمنة جداً بسبب سلمية أهلها.