ذوو الاحتياجات الخاصة يحتجون: 10 أوتوبيسات لا تكفى 12 مليوناً
«أوتوبيس للمعاقين بشوارع القاهرة فكرة حلوة، لكن هى فين الطرق والأرصفة أساساً؟!»، هكذا تساءل رفعت جمعة، الموظف بوزارة التربية والتعليم، الذى يعانى بالكرسى المتحرك فى ذهابه إلى العمل وعودته، تعليقاً على إعلان محافظة القاهرة تشغيل 10 أوتوبيسات خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة. «رفعت» تابع قائلاً: «مش لاقى طريق أمشى عليه، وبسبب المواصلات الصعبة والطرق الأصعب أحتاج أغير الكرسى بحد أدنى 2000 جنيه فى السنة، صحيح فيه كراسى بسعر أقل لكن مش هتسد طول السنة معايا».
ورغم أنه يعيش فى المنصورة فإنه يشفق على أقرانه فى القاهرة: «هيعرفوا يركبوها إزاى؟ هو فيه طرق نافعة ولا محطات شافعة؟ طيب واللى جاب الأوتوبيسات ربنا يكرمه مافتكرش المحافظات التانية؟ أنا أعمل إيه فى الدقهلية، هما ذوو الاحتياجات الخاصة فى القاهرة بس؟!»
الباحث فى «برنامج الحق فى الصحة» بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية أيمن السبع، يرى من ناحيته، أن «الشوارع غير مناسبة للجميع أصحاء كانوا أو متحدى الإعاقة، واللى رجليهم تعبانة، وكبار السن، والأطفال، والحوامل، الكل يعانى من أرصفة صُنعت خصيصاً كى لا تستطيع السيارات الصعود فوقها، بصرف النظر عن المشاة».
الأرقام فى مصر تتضارب بشأن عدد ذوى الاحتياجات الخاصة. تقول إحصاءات إنهم 12 مليون مواطن، فيما تؤكد أخرى أنهم 18 مليوناً، لكن الشىء المؤكد أن عدد الأوتوبيسات المذكور لا يكفى. يقول السبع: «الموديل موجود بره، فى أوروبا الأوتوبيسات كلها كده، مش اختراع، لكن المهم دلوقتى: هل الأوتوبيسات فيها مكان بحيث يمكن أن يقف فيها كرسى بعجل، وهل سيتم تدريب السائقين على استخدامه والنزول إذا لزم الأمر لمساعدة راكب واجه مشكلة. هى بداية جيدة ومش عيب. لكن هيستمروا لخدمة هذه الفئة، ولا المسألة مجرد فرقعة».