من أوراق التحقيق.. «شعيشع» حكاية نهاية الطبيب الدجال واعترافات اتباعه
اعترافات عشيقته نشوى وتقرير الأزهر والإفتاء في القضية
تعبيرية
فى عام 1985 تم القبض على صلاح شعيشع، مدعي النبوة بالإسكندرية، بعد إحدى حفلاته الصاخبة، التى كانت عامرة بالفجر والفسوق، كما تم أيضا القبض على عدد من مريديه، وحرزت الجهات الأمنية أشرطة فيديو، وكتب ومصاحف مكتوب على هوامشها تفسيرات شاذة وغريبة، لكن اتباعه خلال التحقيقات أصروا على موقفهم وإيمانهم بنبوة الطبيب الدجال، حتى أنهم كلما ذكر المحقق اسمه يقولون: «صلاح الشاذلى عليه السلام».
اعترافات نشوى عشيقة الدجال صلاح شعيشع
قالت «نشوى» أشهر الشخصيات في طريقة «صلاح»، وعشيقته خلال التحقيقات: «الشيخ صلاح من أهل البيت.. فالأحباب يصلون عليه، وهذا لا يتنافى مع الحديث القائل: لا نبي بعد محمد بن عبدالمطلب، لأن أحـدًا لم يقـل إن الشيخ صلاح نبي، وإنما هو من أهل البيت ودرجته عالية جداً تصل إلى مرتبة النبوة، دون أن يكون نبياً.. وقد بنيت هذا الحكـم على الرؤى التي شاهدها الأستاذ عبدالعزيز محمود في منـامه، وهي أنه رأى الرسول يحدثه في شأن الشيخ صلاح، ويصفه بأنه واجب الطاعة والاتباع وأن الرسول لن يشفع للأحباب إلا عن طريق الشيخ صلاح»، وعندما سألها المحقق عن القبلات، قالت «إنها لو ظلت تقبل الشيخ مليون قبلة فلن تمل؛ لأنه هداها إلى طريق النبي الذي رأته في صورة شعيشع سيدنا صلاح».
اعترافات مريدي وأتباع الدجال صلاح شعيشع
وقال «عبدالعزيز أحمد»، ويعمل موظفاً، في تحقيقات النيابة، إنه «شاهد في رؤيا حضرة النبي متمثلاً في هيئة سيدنا صلاح بعد انتقاله إلى مسكن أحمد، وكان يرتدي في هذه الرؤيا قفطاناً أبيض اللون، وبشخصه وهيئته».
أما «عبدالعزيز محمود»، أحد المتهمين في نفس القضية فقال: «الرؤيا نزلت على ستنا نشوى التي وصفت بأنها أم المؤمنين، وأنه كان يرى الرسول كثيراً عندما ينام، ولا تفسير عنده سوى أن صلاح له تكريم خـاص.. وأنه ملتزم متبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم -
اعترافات زوجة أحد أتباع الدجال: كان يجبر زوجى على هجرى
وفي اعترافها – أمام النيابة – قالت إحدى زوجات أتباع الدجال، «صلاح كان يقف حائـلاً بيني وبين زوجي لدرجة أنه كان يجبر زوجي على أن يهجرني لفترات طويلة؛ وسبب ذلك أنني رفضت الرضـوخ والاستسلام لطقوس الشيخ وأفكاره، وامتنعت عن حضور جلسات الساحة لأن شعيـشع كان يرفض أن يراني بالحجاب، وكان يقول: حجاب المرأة لا أساس له بعد أن رفع عنا التكليف.
تقرير اللجنة الدينية في قضية الدجال صلاح شعيشع
تم تشكيل لجنة برئاسة مدير عام البحوث والنشـر بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لسماع ومشاهدة أشرطة الكاسيت والفيديو.. والاطلاع على الأوراق المضبوطة، وإبداء الرأي فيما تضمنته مما يتعارض مع أحكام الدين الإسلامي.
وجاء بالتقرير إن صلاح شعيشع، قام بادعاء النبوة والتطـاول على رب العزة – جـل وعلا – وتحريف بعـض النصوص القرآنية وتأويل بعضها تأويلاً فاسداً، والنيل من كتاب الله الكريم، ومحاولة تطويع آياته لأهداف لا تتفق ودين الله الذي ارتضاه لعباده، إضافة إلى الطعن في الأنبياء ونفي العصمة عنهم، والقول بكـذب بعضهم ونقص إيمان البعض.. والطعن في صحابة رسول الله، والتعريض بأمهـات المؤمنين – رضـي الله عنهن- في الوقت الذي يدعو فيه هذا الفكر إلى جعل معتنقيه فوق الأنبياء، وأن قائدهم الدكتور صلاح شعيشع، على كل شئ قدير، يعطى ويمنـع ويحيى ويميت، ويحل ويحـرم، ويغفر الذنوب، ويضـاعف الحسنات، ويبيح المعاصي وترك العبادات.
وأكد التقرير أن المتهم جعل من «نشوى» – إحدى ملكاته – الجديرة الوحيدة بلقب أم المؤمنين، ويعطي لنفسه حق تقبيل النساء بدعوى أنها قبلات محمدية.. من لم يقبلها ويقبل عليها كفـر وخلّد في النار.. بل إنه ليلقى بتهمة الكفر على كل من سواه.. مسفهاً آراء أتباعه.. محتقراً لهم… في الوقت الذي يصدقهم فيما يرونه من رؤى وأحلام.. يلقنها لهم ويحثهم على حفظها.. وترديدها.. إذ يعتبرها وحياً وتنزيلاً كالقرآن الكريم.. والأحاديث النبوية الشريفة.. ناسباً إلى رسول الله كذباً ما لم يقله.. إذ يدعى الدكتور صلاح أحاديث كاذبة.. زاخرة بالأخطاء .. مع ركاكة الأسلوب… رفعاً لشأنه وتأكيداً لمكانة «نشواه» إحدى ملكاته.
واقترحت اللجنة مصادرة الأشرطة المضبوطة وغيرها مما يشتمل على هذه الأفكار.. واستتابة أصحابها مع عقابهم.. فإن لم يتوبوا.. وجب أن توقع عليهم أشد العقوبات وأقساها في إطار دين الدولة المسمى.. ودستورها الحالي.. منعاً للفساد والإفساد.. ودرءاً للفتن.
بيان الأزهر الشريف حول القضية
ثم جاء بيان الأزهر ليقول: «إذا أصر الطبيب الدجال على ادعاء النبوة.. كان مرتداً عن الإسلام، يحرم التعامل معه أو زيارته بوصفه طبيباً، واختتم البيان بدعوتهم إلى التوبة، ودعوة المجتمع الإسلامي إلى الدفاع عن الإسلام.. باجتناب هؤلاء الذين خرجوا على الدين.
وفي نهاية القضي، أسدلت المحكمة الستار عليها بالحكم بالسجن 5 سنوات على صلاح شعيشع، وأنهى عقوبته، ليخرج من السجن نهاية التسعينيات، وحيدا مريضا، ليلقى حتفه بعدها بثلاث سنوات فى صمت تام وكأنه لم يولد أصلا.