بخلاف الدعاء والصوم.. أعمال تفوز بها بمغفرة الله في يوم عرفة
أيام مباركة تعيشها الأمة الإسلامية بحلول العشر الأوائل من ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك 2021، ويصادف اليوم خير الأيام عند الله سبحانه وتعالى وهو يوم عرفة، وله أفضال كثيرة وثواب عظيم عند المولى لمن أغتمنه وتقرب بالدعاء إلى الخالق، وفي ذلك اليوم الكريم هناك الكثير من الأعمال المستحبة التي يجب فعلها.
ويقول عبد الحميد الأطرش الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، إن يوم عرفة له منزلة خاصة عند الله سبحانه وتعالى، ففيه تعتق الذنوب ويتصالح الأشخاص مع بعضهم، وهو أحد أيام الأشهر الحرم، فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».
وذكر الله عز وجل في سورة الحج عن يوم عرفة «لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ».
أي أن الله سبحانه وتعالى خص يوم عرفة بمنزلة رفيعة، يستجيب فيها لدعاء عباده ويغفر الذنوب ويعتق الرقاب من النار.
ومن الأعمال المستحبة في يوم عرفة، الصيام، ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء، قراءة القرآن، وصل الأرحام، بحسب حديث «الأطرش» لـ«الوطن».
وأوضح محمد أبو بكر، الإمام بوزارة الأوقاف عن يوم عرفة أنه أحد أيام الأشهر الحرم، والله سبحانه وتعالى أقسم بالأيام العشر لذي حجة، فيقول عز وجل في سورة الفجر «وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)»، ولا يقسم الله سبحانه وتعالى بشيء إلا لعلو قدره وجمال شرفه.
وعن سيدنا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه، «أنَّ رجلًا مِنَ اليهودِ قال: يا أميرَ المؤمنينَ، آيةٌ في كتابِكم تَقْرَؤُونها، لو علينا- معشَرَ اليهودِ- نَزَلَت، لاتَّخَذْنا ذلك اليومَ عيدًا، قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3] قال عُمَرُ: قد عَرَفْنا ذلك اليومَ، والمكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو قائمٌ بعَرَفةَ يومَ جُمعةٍ».
وثواب يوم عرفه أن الله سبحانه وتعالى يكفر السنة الماضية والسنة القابلة، وأما الماضية لما ارتكبه العبد من ذنوب، وأما القابلة فهي إما أن يحجب الله عن العبد كبائر المعاصي، أو يقع نه الذنب مغفورا فيكون كمن لا ذنب له «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
وأكد «أبو بكر» عن الأعمال المستحبة في يوم عرفة، أنه يجب ذكر الله عز وجل، والصلاة على النبي الكريم، والمواظبة على الصلاة والزكاة والتصدق على الفقراء ووصل الأرحام.
وأعظم شيء يمكن أن يفعله العبد ليفوز بمغفرة يوم عرفة هو أن يسامح، فالله سبحانه وتعالى يسامح في حق نفسه من صلاة وصوم وزكاة وإساءة ولكنه لا يسامح في حق العبد لأن المسامحة تكون في يد العبد نفسه ويقتص العبد ممن ظلمه يوم القيامة ولا يدخل الأخير الجنة لأنه أساء لعبد أخر، وإذا سامح العبد أخاه يقول الله لهما عز وجل يوم القيامة «خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَادْخُلا الْجَنَّةَ ».
وعن عائشة رضي الله عنها، «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟».
وأفضل الدعاء في يوم عرفة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له».
تعليقات الفيسبوك