"فيكتوريا سيكريت".. نهاية مأساوية للتجارة في ملابس النساء
نظرات تنعته بـ"المنحرف" تسددها له البائعات كلما أراد أن يتسوق "ملابس داخلية" لزوجته، أذواق سيئة لقمصان النوم تقابله دائما عند الشراء.. سببان كانا كافيان لدى الثلاثيني، روي رايموند، للحصول على قرض بنكي بـ 40 ألف دولار أمريكي، واقتراض 40 ألف أخرى من الأقارب بغرض افتتاح متجر يسمح للرجال بشراء ملابس زوجاتهم بحرية، لكنه لم يعلم حينها أن متجره الذي أطلق عليه "فيكتوريا سيكريت" سيدفعه إلى القفز من أعلى جسر "جولدن جيت" بعد عدة سنوات.
"فراش من الخشب الداكن.. سجاجيد شرقية.. أقمشة حريرية" جميعها ملامح لغرفة نوم من العصر الفيكتوري تخيلها "رايموند" لسهرة رومانسية، لكن تلك السهرة لم تكن لتكتمل سوى بملابس نسائية تليق بها لم تعرف طريقها إلى الأسواق بعد، ومن هنا قرر الرجل صاحب الماجستير في إدارة الأعمال إطلاق اسم "فيكتورياز سيكريت" تيمنا بالعصر الفيكتوري، على متجره الجديد الذي افتتحه عام 1977 في مول تجاري صغير في "مالتو ألتو".
العملية والمتانة سمتان تميزت بهما الملابس الداخلية الخاصة بالنساء في خمسينات وستينات القرن الماضي، وازداد الأمر مع ظهور الحركة النسائية بحلول السبعينات، والدعوات بالتخلص من عبودية المرأة لـ"حمالات الصدر"، حيث استجاب لتلك الدعوات القائمون على صناعة "الملابس الداخلية"، وغزوا الأسواق بملابس أكثر أريحية وعملية من ذي قبل، إلا أن "فيكتوريا سيكريت" تمرد على السائد والمعهود، وقلبت الموازين عند افتتاحها في النصف الثاني من السبعينات.
رواجا رائعا لاقته العلامة التجارية الجديدة في الأسواق، خلال خمس سنوات، وافتتح "رايموند" 3 متاجر أخرى في سان فرانسيسكو، وبحلول عام 1982 كانت الأرباح السنوية للشركة تفوق 4 مليون دولار أمريكي، إلا أن صاحبها قرر بيعها إلى شركة أخرى مقابل 4 مليون دولار أيضا.
أصبحت الشركة خلال عامين من بيعها تساوي ما يعادل 500 مليون دولار، بحسب ما ذكرته صحيفة "هافينجتون بوست"، الأمريكية، ما دفع "رايموند" للانتحاره عام 1993 بالقفز من أعلى جسر "جولدن جيت".