«حياة كريمة» تنقذ طفلة من بتر قدمها.. والدتها: «كانت هتروح مني»
حياة كريمة
مع دقات العاشرة صباحا سمعت جيهان سعداوي من محافظة المنيا، صوت ارتطام قوي بالأرض، لم تكن تدرك أن طفلتها الوحيدة هي سبب ذلك الصوت ومصدره، حتى جرت الأم بلهفة تنظر ما الذي حدث، لتجد طفلتها ذات الخمسة أعوام تجردت من ملابسها بعدما تعرضت لحادث سير شديد وهي تلهو أمام المنزل، وتعلقت ملابسها بإحدى السيارات دون أن يدري السائق ذلك الأمر، حتى سقطت فجأة على الأرض وهنا بدأ الجميع في الصراخ في محاولة لمعرفة حالة الطفلة: «مكنتش بتنطق، كانت بتموت قدام عينيا، ومكنتش عارفة أعمل لها حاجة».
ذهبت الأم مسرعة إلى الوحدة الصحية، وهناك علمت أن الطفلة تحتاج جراحة في المفصل لتعود مرة أخرى حركتها بشكل طبيعي، ولكن الظروف المادية لم تكن تسمح لهم بإجراء الجراحة لتظل الطفلة على حالتها تلك سنوات عديدة، حتى جاءت مباردة «حياة كريمة»، وهنا تسلل الأمل إلى قلب الأم عندما جائها مندوب المبادرة ليخبرها بأن منزلها دخل في إطار «حياة كريمة» وسيتم تطويره بشكل كامل: «مكنتش مصدقة نفسي فعلًا وحسيت أن الدنيا بدأت تضحك ليا من تاني، بعد ما كنت سنين عايشة في أوضة بالبوص والحياة كانت صعبة، مكنتش أتوقع اللي حصل ده ومدفعناش ولا مليم».
بعدما زاد الأمل في قلب الأم، قررت أن تطلب إجراء الجراحة لطفلتها، لتعود لها حركتها الطبيعية مرة أخرى، وبالفعل كان لها ما أرادت وعُرضت حالة الطفلة على مسؤولي المبادرة لتحديد الإجراء المناسب لها: «كشفوا عليها وعرفوا الحالة وقالولي متقلقيش هترجع تمشي تاني بشكل طبيعي، أنا فعلا مبسوطة باللي بيحصل ده لأن أول مرة نلاقي اهتمام بالشكل ده بينا».