سنترال الجيزة.. مرفق حكومى صباحاً ومحل عبايات مساءً
المنظر غير حضارى.. لا يليق بهيبة مرفق حكومى فى مكان عام، التجاوز أصبح حقا مكتسبا. منذ أسابيع قليلة شنت وزارة الداخلية هجمة مفاجئة على ميدان الجيزة.. وحاصرت رصيف الباعة الجائلين ونجحت فى إخلاء الميدان نسبيا.. تغيرت أحوال المرور ولكن الإنجاز الذى حققته «الداخلية» لم يكتمل بعد.. ففى أحد جوانب الميدان تركت شرطة المرافق مجموعة من البائعين متمركزين أمام سنترال الجيزة الرئيسى.
«عبايات وطُرح وإكسسوارات»، بضاعة تسد أبواب السنترال، على الباب الرئيسى المصنوع من حديد مفرغ يعرض الشيخ «إبراهيم» عبايات حريمى معلقة فى شماعات بلاستيك بحلقات الباب، وبقية البضاعة «جوارب وطُرح» موضوعة على «الفرش» الأكثر هيمنة على مدخل «السنترال»، باقى البائعين بضاعتهم تجاور «إبراهيم».. فلا يظهر منه سوى باب مكتب «الوردية» المسائى المدفون خلف شماعات الملابس المعروضة! يبدأ استغلال المؤسسة الحكومية بعد انتهاء موعد العمل الرسمى للسنترال، فيوميا فى الرابعة عصرا يغلق أبوابه ليتسلهما بائع «العبايات» معرضا له.
تأتى سيدة إلى موظف السنترال.. تستأذن منه قياس «عباية» على مراية بداخل السنترال، «صابر» -الموظف الحكومى- يسمح لها، قائلا: «البياعين دول محدش يقدر يكلمهم لأنهم إخوان»، مضيفا أنهم مستحوذون على هذا المكان منذ سنوات طويلة.. ويعتبرون أصل الميدان. «كل قط وله خناق»، فالشيخ «إبراهيم» وزملاء مهنته لا يبعدون عن نقطة مرور ميدان الجيزة سوى أمتار معدودة، ولا يخشونها. بخلاف موقفهم من شرطة المرافق، يقول «بائع الشاى»: ، أخاف منهم ليه؟ المشكلة بس فى البلدية».