خطبة الجمعة.. التحول من "الحديث عن السياسة" إلى أزمات "الكهرباء والمياه"
"فصل الدين عن السياسة"، المقولة الأكثر رواجًا، منذ ثورة يناير وحتى الآن، والمبدأ الذي سعى كثيرون لترسيخه طوال الفترة الماضية، أضحى اليوم في مهب الريح، والسبب "أزمات الحكومة".
ويمثل عدم استغلال منابر المساجد في الخطاب السياسي، أهم أولويات وزارة الأوقاف في الفترة التي تلت ثورة 30 يونيو، بينما أصبحت مشاكل الحكومة من أولويات "خطبة الجمعة" مؤخرًا، فصار الحديث الأسبوعي عن أزمة الكهرباء، والمياه، وترشيد الاستهلاك، والاهتمام بالبيئة، جزء لا يتجزأ من الخطاب الأسبوعي على المنبر، وتحدده وزراة الأوقاف كل أسبوع باختيار أحد الموضوعات التي تهم المواطن وتشكل عبئًا على الحكومة.
وعلّق سامح العشماوي، الشاب الذي قرر الابتعاد عن المساجد التي تحمل شبهة إخوانية أو سلفية، أن الخطبة تحولت إلى نشرة، وأن أساليب الخطابة لم تعد ترغيبًا في الدين ولكنها تحولت إلى ترهيب، متابعاً: "هذا الأمر كان يجعلنا نفضل الصلاة في الأزهر ولكن خطب الكهرباء والمياه والبيئة بقت أكثر من اللازم".
ومن جانبها، علقت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قائلة: "إن خطبة الجمعة تناقش هموم الأمة وتوعي المواطنين بشئون دينهم، وهو ما تقدمه وزارة الأوقاف حالياً".
وأضافت نصير، أن مشاكل الكهرباء والمياه، والبيئة، إن كانت لا تهم الشباب القاهري، فهي تشغل بال الشباب الريفي الذي يمثل له شيخ الجامع قيمة كبيرة، مشددة على أن وزارة الأوقاف لديها تنظيم موفق لخطب الجمعة، وهو مجهود تستحق عليه الثناء.