هنا الهدوء والراحة.. «دار عيد» ملاذ كل هارب من صخب الحياة
دار عواد
سواء كنت أجنبيا أو مصريا، جئت زائرا أو تنوي البقاء، تفتح لك ذراعيها كأم رؤوم. بهواء عليل ونسمات كملمس الندى تطبب جنوب سيناء جروح زائريها والهاربين من صخب المدينة. ثروات طبيعية ومناظر خلابة وحياة ملؤها الحب في محيط مليء بالمناظر الخلابة.. هنا سيناء.. هنا جنوبها.
جنوب سيناء من المحافظات التي تزخر بالكنوز لكل من يأتي إليها سواء زائرا أو مقيما، الميزات والثروات الطبيعية التي تتمتع بها المحافظة تتفرد بها عن العديد من المحافظات، تشكل الجبال والصحاري أكثر من ثلثي مساحة المحافظة التي تمتد على خليجي السويس والعقبة بطول 600 كيلو متر تقريبا، من أشهر المناطق الجبلية في جنوب سيناء جبل البنات، ومنطقة الشيخ عواد.
«دار عيد»: الشيخ عواد.. مخيم صديق للبيئة
على الطريق الرابط بين قرية وادي فيران ومدينة سانت كاترين توجد قرية الطرفة وهي تابعة لمدينة سانت كاترين، ومنطقة الشيخ عواد التي تبعد عن كاترين 20 كيلو متر، للقادمين على طريق فيران يتجه السائح يمينا إلى طريق الشيخ عواد بطول 3 كيلو متر، ثم الاتجاه يسارا مسافة 2 كيلو متر في الجبل، ويظهر المخيم وسط الجبال أمام المسافرين. يخبرنا محمد عيد صاحب الدار إن المخيم صديق للبيئة، والأحجار التي استخدمت في البناء من أحجار كاترين «حجر صوان»، كما أن الغرف بسيطة في الشكل والتصميمات، حيث بنيت من أحجار سانت كاترين القوية التي تتحمل العوامل الجوية لأنها شديدة الصلابة ولا تتأثر بعوامل التعرية لأنها مكونة من صخور اركية نارية.
سقف الغرف عبارة عن قباب مصنوعة من الطوب الأحمر ومرتفعة لتعطي دفء في الشتاء، وبرودة في الصيف مأخوذة عن التراث النوبي، ويوجد طاقة شمسية بالمكان، مشيرا إلى أن بئر المياه العذبة الموجودة بالمنطقة يعمل بالطاقة الشمسية النظيفة ويعتمد المخيم بشكل كلي على الطاقة الشمسية.
الطعام في المخيم وجبات خفيفة في الصباح وهو عبارة عن جبن بالزعتر وزيت الزيتون وفراشيح وبعض البيض، ويقوم الزائر بإعداد الطعام بنفسه تحت شعار ساعد نفسك بنفسك «help your self».
الغذاء يكون في حديقة المخيم وسط أشجار الزيتون ورائحة الأعشاب الطبية التي تملأ المكان بأفضل العطور الطبيعية، الغداء يكون حسب طلب السائح فهناك من يفضل أكل المعلبات مثل التونة وخلافة، وهناك من يطلب أن يطهى له طعام على النيران لكن بطابع بدوي وأشهر الأكلات الكبسة، اللبة، المعدوس وهي وجبات مفيدة للقيام بالسفارة في الجبال لمسافات طويلة، والفراشيح وهي صاحبة الزوار في الوجبات الثلاث.
«دار عيد».. رحلة الصعود إلى جبل البنات «ختامها مسك»
دار عيد بالفعل هي ملاذ حقيقي وسط الجبل، الأمن والأمان سمتين تميزان المخيم البدوي البسيط، صفاء العقل والروح أن تعيش وسط جبال دون هاتف يزعجك، محمد عيد يحكي أن السر الذي يميز منطقة الشيخ عواد عن أماكن أخرى هي الطبيعة، الطقس المعتدل صيفا والدفء شتاء، بالإضافة إلى توافر المياه والنباتات الطبية، وعدم وجود شبكات محمول تزعج الزوار، كما وصفه السياح.
يحرص محمد عيد، صاحب دار عيد، على الرد على كل مخاوف السياح قبل بدء المغامرة، حتى يتبدد خوفهم من الرحلة التي تكون وسط جبال ودون أي وسائل اتصال، المكان آمن للغاية يجعل الجميع يشعرون بأنهم في المنزل وسرعان ما يشعر الوافدون جميعًا وكأنهم جزء من العائلة حقًا.
فريق محمد مكون من اثنين «يونس وإبراهيم» يساعداه في كل ما يخص المخيم، وفي الرحلات ويساعدون الزوار بابتسامة وترحاب ودفء يهتمون بأقصى درجات الراحة لساكني المخيم.
المشهد سلمي وهادئ ومريح، ملاذ حقيقي في وسط الجبل، الطاقة مذهلة في هذا المكان.
يختتم محمد عيد الرحلة بقوله «ختامها مسك» حيث تتوج الرحلة بجولة في جبل البنات الذي يحمل قصصا كثيرة وارتفاعه كبير يتعدى 1300 متر، وهناك سياح يطالبون بزيارة سانت كاترين عن طريق الدروب والممرات الجبلية الواقعة بين الطرفة وسانت كاترين لمساعدة تصل إلى نحو 20 كيلو متر.
أما جبل «البنات»، فله قصة أسطورية كما يقول محمد أن جبل «البنات» سمي بهذا الاسم لقيام ثلاث بنات شقيقات بربط ضفائرهن ببعضها، وصعود قمة الجبل من الجانب الشرقي للجبل والقفز من أعلاها من الاتجاه الغربي في منحدر يبلغ عمقه 1800 متر.
والفتيات الثلاث كن من أجمل بنات القبيلة وتقدم لخطبة ودهن ثلاثة شباب، فوافق الأب دون علمهن. اكتشف الفتيات الثلاثة قرار الخطبة، فقمن بالانتحار لرفضهن الزواج بهذه الطريقة وتعد هذه الحادثة الأسطورية بمثابة إعلان لحقوق المرأة.
وتابع أنه للوصول إلى جبل «البنات» عدة طرق من تجمع بدوي الشيخ عواد ومنه إلى تجمع بدوي أبوسيلة ومنه إلى وادي النقرة ويصعد بعدها السياح جبل الهجيج، ومنه إلى تجمع بدوي المروة ومنه إلى أبوزتونة حتى الوصول إليه، ويستغرق تسلقه 3 ساعات صعودًا وهبوطًا.