ما لم يروه «الممر».. القصة الكاملة للفدائي «أبو منونة»
وفاة بطل فيلم الممر
أبو منونة البطل الحقيقى لفيلم الممر
بعد صراع مع المرض الذي أقعده الفراش لعدة سنوات، فاضت الروح لبارئها، حيث توفى أحد رموز قبيلة السواركة بشمال سيناء، الحاج عودة حسن عودة صلاح أبو منونة البطل الحقيقي لفيلم الممر، بطل رحلة العبور من عائلة أبو منونة إحدى عائلات عشيرة «السلاميين» من عشائر قبيلة السواركة، وكان قد تعرض لسكتة دماغية أقعدته الفراش لعدة سنوات، فشلت جميع المحاولات الطبية لإعادته لوعيه وكامل صحته.
أبو منونة أحد الأفراد الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة
كانت «الوطن» قد ألتقت ابن أبو منونة الشيخ حسين نجل الفقيد، الذي يعتبر هو الوريث العرفي لأبيه، والذي بدوره أخرج ما في جعبته من أسرار أعطاها له والده، وأخبره بأنها هي الكنز الذي تركه له، حيث قال في بداية حديثه إن والده البطل من مواليد شهر ديسمبر من عام 1941 وهو ابن من بين 7 أشقاء ذكور و5 إناث للشيخ حسن أبو منونة شيخ عشيرة «السلاميين» إحدى عشائر قبيلة السواركة بالعريش.
وأضاف «أبو منونة» الابن، أن أبيه قام بدوره كواحد من الكثير من الذين أدوا بطولات أهالي سيناء في مرحلة العبور على ضفاف القناة في الحرب مع العدو اللإسرائيلي، والذي جسدته الدراما المصرية في فيلم الممر.
فيلم الممر جسد القصة الحقيقية لحياة أبو منونة
فقد قام أبو منونة بعمليات فدائية خاصة محفوظة في سجلات بطولات أبناء الوطن، والذين كشف عنهم النقاب، ومنهم من بقيت سيرته سرية بناء على رغبة ذويه، موضحين أن هذا العمل كان من أجل الله والوطن.
وتابع أن بدايته أبيه المناضل كانت في أواخر الخمسينيات حيث التحق بالقوات المسلحة مجند عادي، وشارك في عدة مناورات أهلته إلى المشاركة في حرب اليمن، وبعد خروجه من الجيش وانتهاء خدمته بقي الاتصال به من قبل الأجهزة المصرية، حينما انتقل إلى العيش من مدينة العريش بشمال سيناء إلى جزيرة سعود بمحافظة الشرقية، وذلك بعد احتلال سيناء ليعيش فترة الاحتلال متنقلا بين الشرقية والإسماعيلية والقاهرة.
اختيار أبو منونة ضمن الخلايا النائمة في سيناء
وقال حسين أبو منونة إنه تم اختيار والده ليكون ضمن منظمة سيناء العربية التي تشكلت من أبناء سيناء كخلايا مقاومة للاحتلال الإسرائيلي في سيناء والعمل على ترتيب الأدوار في مساعدة الجيش المصري في الانتصار وهزيمة ودحر الاحتلال.
تعويم الإبل ونقل الذخيرة والمعلومات المهمة الصعبة
ولأن أبو منونة على خبرة كافية ودراية برعاية وتربية الإبل، فقد تم تكليفه بالمهمة الصعبة التي جسدها فيلم الممر، وهي عملية تعويم الإبل على ضفاف القناة، وتدريبه للسباحة مسافات طويلة وهو يحمل على أثقاله الذخيرة إلى الجانب الآخر من القناة، وكان قد تم تسخير عدة قنوات فدائية معه تقوم بالدور لإيصال الأسلحة إلى البر الآخر وتأمينها لتكون في مأمن بعيدة عن يد الاحتلال الإسرائيلي، وقد كانت المهمة شاقة في اختيار عملية التوقين وتدريب الإبل التي استمرت معه عدة أسابيع، لينجح في ذلك، ويكون ضمن أحد الأسباب التي تم الاعتماد عليها في اقتحام خط بارليف، والذي جسده الممر غير متناسيا ما قام به أبطال من أهالي سيناء في حرب أكتوبر المجيدة وما قبلها.
وكما أخبر أبو منونة أن والده وآخرين شاركوا في تنفيذ مهام نوعية ما بين جمع معلومات عن العدو ويقطعون مسافات ليلية تقدر بنحو 100 كم ذهابا وأيابا من بالوظة ورمانة خلف العدو وإيصالها إلى البر الغربي للقيادة في قناة السويس، والتي بدورها كانت تقوم بتكليفهم بمهام أخرى أكثر دقة حتى قيام الحرب وكتابة النصر المجيدة.