«مكرم» من بائع حلوى إلى طالب طب: «أهلي نصحوني أتعلم صنعة»
أحمد مكرم أثناء العمل في الحلوي والتواجد في الكلية
بحث عن لقمة العيش في سن صغيرة، فخرج للعمل كبائع للحلوى في القاهرة، تاركاً ذكرياته في محافظة الفيوم، منذ التحاقه بالصف الأول الإعدادي، لكي يزيل عن كاهل أسرته معاناة المصاريف، ومع دخوله الثانوية العامة، عمل في الجبل والمزارع، كما عمل نجار مسلح، وتحمل مشاق وصعوبات العمل، حتى كلل الله جهوده بالالتحاق بكلية الطب في جامعة الفيوم.
تحدث «أحمد مكرم»، الطالب بكلية الطب، لـ«الوطن»، عن مشوار كفاحه، قائلاً إنه عمل في العديد من الأعمال الشاقة، بحثاً عن لقمة العيش، وتوفير مصاريف الدراسة، وتابع بقوله: «عملت في الجبل والمزارع، واشتغلت كمان نجار مسلح، ووقفت أبيع حلويات على عربية في الشارع، والحمد لله كنت بجيب مصاريفي وبساعد أسرتي، وبعد ما دخلت 3 ثانوي مكنتش باشتغل خالص، علشان أتفرغ للمذاكرة».
وأضاف «مكرم» أنه عمل في مجالات كثيرة، ولم يبخل بنقطة عرق في سبيل توفير مصاريف دراسته، قائلاً: «أهلي كانوا بيقولولي تعلم صنعة، علشان تصرف على نفسك، ولما جيت أذاكر في الثانوية، قالولي ركز في صنعة أحسن لك»، مؤكداً أنه هو الوحيد من قريته بالفيوم الذي استطاع الالتحاق بكلية الطب.
وأوضح أن شقيقه الأكبر، على الرغم من تجهيزه للزواج، طلب منه عدم العمل بعد الالتحاق بكلية الطب، للتفرغ للدراسة والعمل على تطوير مستواه العلمي، مضيفاً أن أسرته من الطبقة الكادحة، ووالده عامل، وله من الأشقاء 7 ما بين ذكور وإناث.
واختتم «مكرم» بقوله إن «الشغل مش عيب ولا حاجة، ولكن الدراسة محتاجة مجهود ومذاكرة، ومفيش وقت للشغل، ونفسي طبعاً لما أكبر وأتخرج أكون زي الدكتور مجدي يعقوب، علشان أساعد كل الناس ومتأخرش عنهم، وأساعد أهلي واخواتي في حياتهم، وأعوضهم عن ظروف صعبة مروا بيها».