«ميرفت» أشهر «أسطى منجد» في البحيرة: الورشة مفتوحة للشباب
ميرفت تواصل عملها فى الورشة
لم تستسلم «ميرفت» إلى ظروفها الصعبة التى أحاطتها منذ 25 عاماً، بعدما هرب زوجها وترك منزل الزوجية وخلفه 3 بنات، أكبرهن لم تكن تتجاوز الخمس سنوات، وقررت أن تقتحم سوق العمل، وتنافس الرجال فى صنعة تعتمد فى المقام الأول على القوة الجسمانية والخبرة فى التعامل مع العملاء، واستطاعت بأسلوبها السلس ووجهها البشوش أن تكتسب عملاء كثيرين، وتحملت المسئولية كاملة حتى زوّجت بناتها وأصبح لها أحفاد.
سنوات طويلة قضتها ميرفت محمد عبدالمجيد، 55 سنة، مقيمة بمدينة كفر الدوار بالبحيرة، تتحدى ظروفها الصعبة، ولم ترفع الراية البيضاء أمام العادات والتقاليد الريفية التى تحظر خروج المطلقة أو الأرملة لسوق العمل والتعامل مع الرجال، بل تجاوزت هذه التقاليد وقفزت بسقف طموحاتها إلى أبعد من ذلك، فتدربت على أن تكون «أسطى منجد أفرنجى»، واستطاعت خلال 25 سنة أن تحقق الشهرة وتوفر الأموال، التى تكفل لها ولبناتها حياة كريمة.
تروى «أم ريهام» قصة كفاحها لـ«الوطن»: «أنا جدة لـ9 أحفاد وأم لثلاث سيدات، عانيت كثيراً لتربيتهن، وذلك بعد أن تركنى زوجى منذ 25 عاماً، فكنت طوال هذه السنوات الأم والأب والصديق والطبيب، وعلى الرغم من المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقى، فإننى كنت أستعين على الظروف بالأمل والدعاء إلى السماء».
وأضافت «ميرفت»: «امتهنت حرفة المنجد الأفرنجى وتصنيع الستائر العصرية، ولم أبخل يوماً فى تعليم الشباب هذه الصنعة، وحولت ورشتى الصغيرة إلى مدرسة فنية لتعليم فن الستائر والتنجيد، كمساعدة للشباب غير القادرين على توفير فرص عمل، وتبنيت حالات كثيرة علمتهم الحرفة وساعدتهم حتى تجاوزوا المرحلة الدراسية، وجهزتهم لفتح ورش خاصة بهم».
علاقة وطيدة تجمع «ميرفت» بزبائنها، ومن بينهم منال خطاب، التى قالت عنها: «وجهها البشوش وصنعتها المتقنة هو ما يدفعنا دائماً للتعامل معها، بالإضافة إلى أنها فخر لكل سيدة بمدينة كفر الدوار والبحيرة، بعدما حوّلت رحلة معاناتها من جحيم إلى قوة وإرادة ونجاح».