«إحباط وتوتر».. تأثير ظهور الأوبئة المختلفة على نفسية المصريين
مشاعر الإحباط
عدد كبير من الفيروسات والأوبئة والفطريات تنتشر يوميًا في العالم، والحديث عن خطورتها هو الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي في جميع الدول، بداية من جائحة الأكبر فيروس كورونا المستجد، وسلالاته المتعددة، مرورًا بالفطريات الأسود، والأبيض، والأصفر، وغيرها، ما أصاب المواطنين بمشاعر من الإحباط، خاصة بعد ظهور بعضها في مصر مثل الفطر الأسود، وأن مرحلة تعافي البلاد من «كوفيد 19» بعد التطعيم باللقاحات ما زالت لم تكتمل.
التأثير النفسي الناتج عن ظهور العديد من الأوبئة
ومن جانبه، يوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، تأثير ظهور أكثر من وباء وفيروس ومرض خطير على الحالة النفسية للمصريين، قائلا إن تلاحق ظهور الأوبئة، وتصاعد الأحداث أصاب المصريين بالتوتر النفسي، ما تسبب في نمو مشاعر القلق، وزيادة الإحباط، وذلك لأنهم غير ملاحقين على كم الأمراض الجديدة التي تظهر كل يوم: «لسه بيطعموا من كورونا ظهرلهم الفطر الأسود وغيره»، ما أصابهم بشعور التأزم النفسي.
هندي: مشاعر القلق والاكتئاب تلازم المصريين
وأضاف «هندي» في حديثه لـ«الوطن»، أن مشاعر القلق من الموت وأعراض الاكتئاب، أصبحت ملازمة المصريين بعد الحديث عن مرض وفيروس جديد يوميًا، لافتًا إلى أن هذه المشاعر زادت وارتفعت حدتها خلال الآونة الأخيرة بشكل كبيرة جدًا، فضلا عن الخوف من فقدان الذات، أو المقربين، سواء كانوا كبار السن «الأب والأم والأجداد»، أو المحيطين من أبناء الأسرة والأصدقاء المقربين.
وأشار، إلى أن هذه المشاعر ترتبت لدى المواطنين مع توالي تفشي الجوائح، والحديث عنها يومًا في أغلب دول العالم بأنها تهدد المواطنين، وذلك قد يؤدي إلى أثر نفسي انعاكسي، أي يجعلهم يستسلمون، ويخلق لديهم مشاعر انهزامية، والذي من الممكن أن يصل بهم إلى الاستهتار والاستسلام، وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، من عدم ارتداء الكمامة الطبية وغيره.
نصائح لتجب الآثار النفسية لظهور الأوبئة
وأوضح، أنه لابد أن يكون هناك يقين بأن الموت والحياة بأمر الله، ولكن هذا لا يعني الاستهتار بالإجراءات الاحترازية، أو الاستسلام للأمر، وضرورة أن يكون المواطنين على قدر تطور الأمراض والفطريات في الالتزام بشكل أكبر، مع عدم الانسياق خلف الأخبار والشائعات الكاذبة ومجهولة المصدر، وتتبعها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على تعزيز مشاعر الهلع لديهم.
وذكر، أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الدولة، مثل تجهيز غرفة عزل لمصابي الفطر الأسود على الرغم من عدم انتشاره، يعني أن الدولة تسبق المرض بخطوة، وتعلمت من تجربة فيروس كورونا، وهو من المفترض أن يرفع من الروح المعنوية لدى المواطنين، ويشعرهم بالاطمئنان.